اليوم وداع محمود درويش..
جثمان الشاعر سيطأ الأرض العربيّة هذا الصباح، آتياً من الولايات المتحدة إلى عمّان على متن طائرة إماراتيّة خاصة. ثم يُنقل جثمان الشاعر إلى رام الله بواسطة مروحيّة عسكريّة أردنية. وفي رام الله يتهيّأ المكان الرمزي ــــ بالنيابة عن فلسطين ــــ لاستقبال محمود درويش في جنازة عارمة. على مقربة من «الرئيس» ياسر عرفات، سيرقد «الشاعر»، في قلب تلّة «تطلّ على القدس» كما ورد في البيانات الرسميّة.
لدى وصول الجثمان إلى مطار ماركا في عمان، في حدود التاسعة والنصف من صباح اليوم، يستقبله مندوب عن رئيس جامعة الدول العربية عمرو موسى، ووفد فلسطيني يترأسه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فيّاض، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الذي سيلقي كلمة تأبينية، إضافة إلى كلمة مندوب العاهل الأردني. وقد قالت مصادر أنّ الموسيقي اللبناني مرسيل خليفة سيكون في عداد المستقبلين، وربّما أيضاً عزمي بشارة الموجود في عمّان.
وفي رام الله، سيكون في استقبال الجثمان في المقاطعة الرئيس محمود عبّاس، والقيادة السياسية، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي. ويلقي الرئيس الفلسطيني كلمته، ثم كلمة عائلة الفقيد، فالشاعر سميح القاسم. وتقام الصلاة في مقرّ الرئاسة الفلسطينية، ليوارى درويش في الثرى على تلّة قرب قصر الثقافة.
هل هي محطّة عابرة من تلك المحطّات التي اعتاد محمود ارتيادها، في الطريق إلى المنزل الأوّل؟ أم أنّه قبره النهائي؟ السؤال يطرحه الفلسطينيّون والعرب بمئات الآلاف ربّما: متى ينقل رفات الشاعر إلى أرض الجليل؟ منذ يومين تكاثرت الأسئلة والاحتجاجات، بسبب غياب أي مطالبة فلسطينيّة رسميّة بدفن جثمان الشاعر الكبير في الجليل. واليوم بالتزامن مع الجنازة في رام الله، تنظّم مجموعات شبابية في الداخل، بينها «حيفا الفتاة» و«مجموعة بقاء» و«بلدنا» و«مجموعة العكاوية» و«اتحاد الشبيبة الشيوعية» و«اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي»... «جنازة رمزية في البروة»، بجوار البيت الذي أبصر محمود درويش فيه النور، ودمّره الاحتلال قبل ستين عاماً، كما دمّر القرية برمّتها، لتقوم على أنقاضها مستوطنة إسرائيليّة.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد