انقسام أميركي بعد التقرير الإيراني والمؤسسات الحكومية تقاوم بوش
أشعل التقرير الاستخباراتي الأميركي حول البرنامج النووي الإيراني جدالاً حاداً داخل الإدارة الأميركية حول كيفية التعامل مع خطر قنبلة نووية إيرانية محتملة، في وقت وجد فيه البيت الأبيض نفسه مضطراً للدفاع عن الرئيس جورج بوش بعد تضخيمه التهديد الذي تشكله طهران.
ويعمل البيت الأبيض على الخروج من التبعات الدبلوماسية والسياسية للتقرير الذي أثار تساؤلات حول مدى استخلاص أجهزة الاستخبارات العبر، بعدما شكلت معلوماتها الخاطئة حول التهديد الذي كان يشكله صدام حسين مبررا لشن الحرب على العراق، وكيف قام بوش وإدارته بدق ناقوس الخطر بشأن إيران.
وفيما أشارت مصادر في البيت الأبيض إلى أنّ بوش لم يكن على علم بمضمون التقرير، عندما تحدث مؤخراً عن «محرقة» جديدة في الشرق الأوسط إذا ما امتلكت إيران قنبلة نووية، فإنّ المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أكدت أنّ المسؤول الأول في أجهزة الاستخبارات مايك ماكونيل كشف لبوش عن أمرين، أولهما أن الاستخبارات تحققت من أن إيران كانت تمتلك برنامجا عسكريا نوويا، وثانيهما أن البرنامج «تم على الأرجح تعليقه».
من جهتها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن التقرير كان موضوعاً قبل أسبوعين على جدول أعمال اجتماع لفريق بوش للأمن القومي مع نائب الرئيس ديك تشيني، لكن من دون حضور الرئيس. وفي هذا الإطار اعتبر السيناتور في الغالبية الديموقراطية جوزف بايدن أنه «إذا اتضح ذلك فانه سيكون الفريق الأقل كفاءة، ويكون هو احد الرؤساء الأكثر افتقارا للأهلية في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر».
ويرى محللون أن التقرير أظهر انقساما في صفوف الإدارة الأميركية حول اتخاذ مواقف حاسمة من مسائل الحرب والسلام، في وقت أكد مسؤولون بارزون في أجهزة الاستخبارات أنّ تقريرهم استند إلى معلومات جديدة، مؤكدين حرصهم على عدم تكرار الأخطاء التي حدثت قبيل غزو العراق.
من جهته، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط في «مجلس العلاقات الخارجية» راي تاكيه إن التقرير يمثل «تراجعا أساسيا في العلاقات بين الأجهزة المدنية والعسكرية»، لافتاً إلى أنّه يبيّن «كيف أن المؤسسات الحكومية الرسمية مصممة الآن على مقاومة البيت الأبيض، بعكس ما كان يحدث في العام 2002».
وفيما قلل التقرير من فرص اللجوء إلى الخيار العسكري، تبقى إسرائيل ورقة محيّرة، لجهة احتمال الاستعانة بها لتوجيه الضربة ضد طهران. لكنّ محللين يستبعدون هذا السيناريو وذلك لأربعة أسباب، أولها، المسافة الفاصلة بين إسرائيل وإيران، خصوصاً أنّ الدولة العبرية لا تملك طائرات قادرة على القيام بهذه العملية، إضافة إلى أنّه من المشكوك فيه أن تتمكن القنابل الذكـية من تدمير المنشآت الإيرانية.
والسبب الثالث هو أنّ المعلومات الاستخباراتية حول طهران ما زالت منقوصة، حيث سيكون على الاستخبارات الإسرائيلية تحديد مكان كل منشأة نووية، وأخيراً، أنّ إسرائيل معرضة للرد بشكل مباشر من قبل «حزب الله» وإيران معا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد