انقسامات الحركة المسيحية الأنجليكانية وتأثيرها على الدولة الأمريكية
الجمل: تواصلت الخلافات والانقسامات داخل التيار المسيحي الانجليكاني في الولايات المتحدة، ويقول تقرير سترافورد الأسبوعي الأمريكي، بأن التطورات السياسية والاجتماعية المعاصرة في الغرب وعلى وجه الخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤولة عن هذا الوضع:
أبرز القضايا الخلافية يتمثل في الآتي:
- الارتباط القوي طوال الفترة السابقة مع الحزب الجمهوري الأمريكي.
- مشكلة الاحتراز البيئي العالمي.
- أداء الإعلام الأمريكي.
- قضايا حقوق الشواذ والمثليين.
أبرز المعسكرات وقوى الاستقطاب التي برزت في الانقسام هي:
• التيار البراغماتي الواقعي:
وينتقد الثقافة الغربية والأمريكية السائدة حالياً، ويطالب بإخراج المسيحية الأنجليكانية من دائرة النفوذ السياسي.
• التيار الليبرالي:
وتسيطر عليه النزعة الدينية المحافظة التقليدية، ويرى بإمكانية نشر التعاليم المسيحية الأنجليكانية داخل دائرة نفوذ الثقافة الغربية الأمريكية السائدة.
• التيار المثالي:
ويرى بأن المجتمع الأمريكي واقع حالياً تحت دائرة التهديد والخطر من جانب المعادين للدين، والنزعات العلمانية المدمرة. ويتشدد هذا التيار في ضرورة التمسك بالقيم وعدم قبول أي مساومة، حتى لو أدى ذلك إلى الخسائر السياسية.
• تيار الشباب المتدين:
ويركزون على ضرورة الالتزام بالأمور الدينية الأساسية، والتخلي بالكامل عن السياسة وقضايا الحكم، وذلك لأن المهمة الأساسية للمسيحية الأنجليكانية هي مهمة إنسانية بالدرجة الأولى.
خلفيات خلافات الأجنحة والتيارات داخل الحركة المسيحية الأنجليكانية تعود جذورها التاريخية إلى 20 عاماً، وقد ظلت الجماعات المسيحية الأنجليكانية طوال هذه الفترة تغض النظر عن الخلافات، ولكن بعد سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ والبيت الأبيض الأمريكي عند بدء ولاية جورج دبليو بوش الثانية، تصاعدت الخلافات وبرزت للسطح.
يقول تقرير ستانغور الأمريكي بأن الصراع على قوائم مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات الأخيرة قد أشعل نيران الصراع داخل الحركة المسيحية الأنجليكانية الأمريكية، كذلك ارتبط هذا الصراع بصراعات أخرى كانت بالأساس دائرة داخل الحركات المسيحية الأنجليكانية في بريطانيا، اسكتلندا، السويد، النرويج، كندا، استراليا، نيوزيلندا.. وكانت جميعها صراعات تدور حول النفوذ والسيطرة على الأنشطة السياسية، إضافة إلى الموقف من أداء النخب المسيحية الأنجليكانية التي ظلت تسيطر على دوائر صنع القرار السياسي في هذه البلدان.
يضيف التقرير قائلاً بأن ثمة خلافاً ثانياً نشب داخل الحركة المسيحية الأنجليكانية الأمريكية، وذلك عندما احتدم الخلاف حول من هو المرشح المناسب للرئاسة.
- في عام 1992 اختلفت الحركة حول ترشيح بات يخونان.
- في عام 2000 اختلفت الحركة حول ترشيح جورج دبليو بوش.
وكان الخلاف يتمثل في أن الذين أيدوا ترشيح يوخنان في عام 1992م ألقوا باللائمة والمسؤولية عن عدم نجاحه على الذين عارضوا ترشيحه، وأيضاً الذين رفضوا وعارضوا ترشيح جورج دبليو بوش في عام 2000م، ألقوا باللائمة والمسؤولية عن أخطائه على الذين دعموا ترشيحه.
وعموماً نقول: برغم مزاعم السياسيين الأمريكيين والغربيين التي تمجد وتفخر بعلمانية النظام السياسي الأمريكي والأنجلوساكسوني، القائم على فصل الدين عن الدولة، فقد أكدت معطيات الخبرة التاريخية، بأن الدولة الأمريكية غارقة حتى أذنيها في أحضان الكنيسة الأنجليكانية المرتبطة بالأساطير التلمودية، القائمة على أساس اعتبارات مبدأ سيطرة (أهل الباطن) على (أهل الظاهر).
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد