انقلاب التوازنات داخل البيت الأبيض وترجيح الخيار العسكري ضد إيران
الجمل: ظل القرار النهائي حول الملف الإيراني، يتراوح في أروقة البيت الأبيض، بين استخدام الوسائل الدبلوماسية، واستخدام الوسائل العسكرية، وكان ديك تشيني يتزعم معسكر المطالبين بالخيار العسكري، وبالمقابل كانت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية من المتزعمين لخيار الحل الدبلوماسي، وقد استطاعت التحالف مع الاتحاد الأوروبي، وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على النحو الذي جعل الرئيس بوش يقف إلى جانب الخيار الدبلوماسي.
• انقلاب التوازنات:
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً اخبارياً وصفه بعض المحللين بالتقرير المرعب، ويقول هذا التقرير بان التوازنات تغيرت داخل البيت الأبيض، وأصبح الرئيس بوش يقف حالياً إلى جانب نائبه ديك تشيني في موقفه المطالب باللجوء للخيار العسكري لحسم مشكلة الملف النووي الإيراني.
يقول مراسل الغارديان البريطانية بأن البيت الأبيض أصبح ينظر إلى إيران باعتبارها:
- تقوم بتقديم السلاح والعتاد للمسلحين في العراق وأفغانستان.
- أصبح نفوذها متزايداً في الشرق الأوسط بسبب تحالفها مع سوريا، دعمها لحزب الله وحماس.
- استطاعت إحراز المزيد من التقدم في برنامجها النووي.
- الضغوط الاقتصادية والسياسية لن تؤثر عليها.
- من الصعب عملياً فرض حصار محكم ضد إيران لأن هناك أطراف في المناطق المجاورة لها لن تلتزم بالعقوبات إضافة إلى صعوبة السيطرة على الحدود الإيرانية الوعرة الطويلة.
يقول تقرير صحيفة الغارديان بأن الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني، أصبحا أكثر قناعة باللجوء للخيار العسكري ضد إيران، وذلك للأسباب الآتية:
- من الضروري حسم كل المسائل والقضايا المعلقة أمام الإدارة الأمريكية الحالية قبل انتهاء فترة ولايته، وتسليم البيت الأبيض لإدارة الجديدة وهو خال من أي مشاكل.
- ان بوش وتشيني لا يثقان بقدرة أي إدارة أمريكية قادمة -ديمقراطية أو جمهورية- على التصدي بفعالية للملف الإيراني.
- استطاعت الإدارة الأمريكية بناء أكبر حشد عسكري في العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حول إيران، وحالياً نصف عدد السفن الحربية الأمريكية البالغ عددها 277 (أي حوالى 136 إلى 137) سفينة حربية ترابض في المياه المحيطة بإيران، وهي فرصة يتوجب استغلالها لأن تكرارها مستحيل في وجود الكونغرس الحالي والرئاسة الأمريكية القادمة.
- إن إسرائيل سوف تقوم بضرب إيران إذا لم تقم الولايات المتحدة بذلك ولكن اللوم سوف يقع على الولايات المتحدة، وبالتالي فإن عملية ضرب إيران لا يمكن تفاديها، ومن الأفضل أن تقوم الولايات المتحدة بها قبل إسرائيل، وذلك لأن فشل إسرائيل في توجيه ضربة عسكرية ناجحة (على غرار فشلها في لبنان) سوف تترتب عليه خسائر أمريكية هائلة.
• ردود الأفعال على تقرير الغارديان:
تقرير صحيفة الغارديان، لم يمر مرور الكرام، فقد توقف عنده غاري ليوب، المحلل السياسي الأمريكي، والذي وصف فيه تقرير الغارديان بالمرعب.
كذلك تحدث باتريك كرونين مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قائلاً بضرورة إقناع إسرائيل بعدم القيام بضرب إيران، وذلك حتى لا تكون الولايات المتحدة مرغمة على الدخول في مواجهة غير محسوبة النتائج مع إيران.
أما نيك برونز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية المسؤول عن الشؤون الإيرانية، فقال بأن المفاوضات سوف تستمر مع إيران، وبأن الجهود الدبلوماسية سوف تتواصل، وربما تستغرق عام 2008م بكامله.
يقول غاري لويب بأن ضعف نانسي بيلوزي أمام الإيباك كان سبباً رئيسياً في تمرير الكونغرس لكل مشروعات القوانين المعادية لإيران، والتي كان يقف من ورائها الإيباك وخبرائه، وحالياً أصبحت هذه القوانين سنداً لإدارة بوش، ونائبه ديك تشيني من أجل القيام بالعدوان العسكري ضد إيران.
وعموماً، لقد ألغت كوندوليزا رايس زيارتها لإسرائيل والأراضي الفلسؼ/textarea>
<font color="#0000cc">ضعف نانسي بيلوزي أمام الايباك أدى إلى تمرير مشروعات القوانين المعادية لإيران والإدارة الأمريكية تسعى لحسم القضايا المعلقة قبل نهاية ولاية بوش</font>
إضافة تعليق جديد