(باب الحارة) واالعودة إلى القيم الطالبانية خوفا من رياح التغيير

17-10-2007

(باب الحارة) واالعودة إلى القيم الطالبانية خوفا من رياح التغيير

الجمل– أحمد خليل: في صباح كل يوم لابد لموظفي الدوائر الحكومية في سورية طيلة أيام شهر رمضان المنصرم من نقاش آخر ما شاهدوه في مسلسل باب الحارة ليلة أمس، ولا بد من رؤية البعض يتحسرون لعدم رؤية حلقة المسلسل الماضية، في حين يكون المسلسل حديث الساعة في جلسات النساء المعجبات بأبي شهاب (العكيد) ورجولة معتز وحلم أبو عصام...ووصل الامر أن بعض المتدينين يطلب من الائمة اختصار صلوات التراويح للحاق بباب الحارة مساء ...
والسؤال الان ما هو تفسير ظاهرة (جماهيرية) عمل فلكلوري من طراز هذا العمل؟!
يختصر العمل دمشق (أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ) الى مجموعة من القبضايات حاملي الخناجر ومجموعة من النسوة عملهن اليومي النميمة (الحماة والكنة والداية ) وأهم الاحداث في الحارة هي حين يغضب أبو عصام ويطلق زوجته فيصبح الحدث الشغل الشاغل للحي كما يثور ابنه عصام من حماته فيطلق زوجته نكاية بامها الثرثارة، كما نتابع حلقة بأكملها تدور حول حمل زوجة عصام فهل هو حمل كاذب أم صحيح وتضج الحارة بحادثة طرد حماة عصام للداية لانها مرسلة من قبل سعاد حماة ابنتها....هذا غير معارك تأديب الانذال أمثال أبو غالب وأبو بدر من قبل (الزكرت) معتز ...
حي مغلق بباب كبير تتنازعه سلطة الزعيم وسلطة المخفر في زمن الاحتلال الفرنسي لسورية (طبعا لانرى أي أثر للفرنسيين في حارة أبي شهاب الا العلم الفرنسي بجانب العلم السوري في المخفر!! وعلاقة (أبو شهاب) الغامضة مع ثوار مفترضين وغائبين...) خارج سور الحي يقطن الغرباء (أبو النار) والاخرين وهم جميعهم أعداء وكل من يدخل الحارة يجب الحذر منه فهو بالضرورة عدو مفترض أو مرسل من قبل الاعداء...
يعيد العمل طرح قيم الذكورة المفتقدة الان حيث المرأة جارية في بلاط الزوج هدفها الاول والاخير اطاعة الزوج وكسب رضاه بينما رجال الحارة  عناصر مطيعة لما يأمر به زعيمها الذي لايأتيه الباطل من وراء أو أمام فحتى مخفر الشرطة لايتجرأ على معاداة الزعيم!! وبقدر ما يكون رجل باب الحارة عصبيا قويا سريع الطعن بخنجره يكون محترما ومهابا ومحط اعجاب الصبايا من خلف الابواب المغلقة...
هذه هي دمشق الثلاثينات والاربعينات القرن الماضي حسب صناع باب الحارة!! دمشق التي ضجت بالصالونات الادبية وبالحركات السياسية وبنساء بارزات وبمفكرين كبار...(عبد الرحمن الشهبندر- شكري القوتلي- نزار قباني- ثريا الحافظ - خالد بكداش....وأكثر من خمسين صحيفة وعشرات المطابع..) تتحول الى مدينة منغلقة مؤلفة من مجتمع أُمي فلا صحيفة  ولا مدرسة .. هي عدة قبضايات تدافع عن انغلاقها وعدة نسوة مشغولات بالتآمر على بعضهن ..
باب الحارة يأتي في سياق هزيمة ساحقة على مستوى الامة والهوية وطغيان الاخر (العدو) وبالتالي لابد من العودة الى القيم (الطالبانية) وثقافة الانغلاق التي تحمي العشيرة من (غزو) الاخر القادم من (خلف الحدود-السور) فالحفاظ على الهوية والنقاء يقتضي تمتين الاسوار والابواب ومنع رياح التغيير من القدوم الى الحارة وزعزعة قيمها وايمانها وتخلفها..
فالجمهور يبحث ولو في الاوهام التلفزيونية عن قليل من الكرامة، فمعارك معتز ورجولة أبو شهاب وقلب أبو عصام الكبير تدغدغ مشاعره وتشعره بالنشوة وبوهم الانتصار كما تعزز شخصيات المسلسل قناعاته بضرورة بقاء المرأة في منزلها تخدم زوجها ولا تنكشف على الغرباء..
باب الحارة 2العمل الجماهيري والنسخة التايوانية من ليالي الصالحية وأيام شامية والخوالي...يوقظ من جديد قيم العشيرة ويعزز هوية الانغلاق، وجماهيريته تؤكد هذا التوجه الفكري في العمل وليس دليلا على رقيه الفني ...انها  دراما المقهورين الذين استفاض في مناقشة سيكولوجيتهم مصطفى حجازي في كتابه الشهير (التخلف الاجتماعي- سيكولوجيا الانسان المقهور).
في مسرحية (عدو الشعب) لهنريك ابسن يحذر الطبيب من مشروع جر مياه شرب ملوثة الى  السكان (تنفذه بلدية البلدة ورئيسها شقيق الطبيب) فيهاجم الاهالي منزله بالحجارة لكونه يقف في وجه المشروع الكبير، ويُوجه له السؤال التالي: هل كل هذا الجمهور على خطأ وأنت على صح: عندها يقول الطبيب كلمته الشهيرة: (ومتى كانت الأغلبية على حق)؟!!

الجمل

إلى الندوة


التعليقات

والله كل ما جاء في المقال صح كفانا جهلا و تخلفا كفانا مسايرة للعقلية الطالبانية بحجة انها غالبية اين دور النخب المثقفة اسفي على الفن السوري الذي كنت اعده الحصن الاخير بوجه الاسلامويين

انه وللمرة الاولى بتصفحي الآراء الكثيرة حول هذا المسلسل اجد رأيا فيه رؤية حقيقية لواقعنا....

بسم الله الرحمن الرحيم أخي أحمد خليل السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وكل عام والأمة الإسلامية بألف خير أولا وحتى نكون موضوعيين ولا نكون من ال(التشددين )حسب قولك وقول غيرك سأذكر بعض مساوئ عمل باب الحارة والذي هو بالنهاية عمل تلفزيوني كغيرة له مساوئ وله محاسن والتي لم تذكرها وهذا يدل على عدم تسليطك الضوء على كل جوانب المسلسل أخي خليل أولا من أحد أهم مساوئ المسلسل أنه محور قضية طلاق أم عصام من أبو عصام بشكل لم نألفه في مسلسلاتنا الدمشقية وفعلا كما قلت ربطت معظم افكار المسمل على هذة القضية بشكل عريب وغير مطروق على كلن هذا كان رأي المخرج بالنهاية ونحترم رأيه كما يجب ان يحترم رأينا ..........وأيضا مسألة الثورة السورية حيث طرحت وكأنها أعمال شبه فردية غير منظمة بينما هي كانت على مستوى أعلا وأكبر ولم بعطى دور الثورة محورا رئيسيا كما اعطي محور طلاق أبو عصام والمساوئ تطول ولكن هذا الذي أستطعت أن أستنجة أما من المحاسن والأمور المميزة للمسلسل حقيقة وعتبي عليك أنك لم تذكرها أنه من المسلسلات التي عكست وبشكل كبير الحياة الدمشقية الأصيلة إن شأت وإن أبيت هذا تاريخ الدمشقيين ومع كامل إحترامنا للادباء والمثقفين في ذالك العصر فأيضا كان هناك أناس طيبون يعيشون في حارات عتيقة ملؤها المحبة والأخوة والاعطاء فما كنت تميز فقيرا عن غنيا في وسط الحارة أما داخل البيوت فكنت تميز هذا الشئ وهذا يدل على مدى تكافل الدمشقيين فيما بينهم وزعيم الحارة الذي كان كأب للحارة ومعيل لكل فقير وفقيرة ويتيم (متل اليوم بفرد شكل ) ومن أجل كلمة طالبانيه فهي إهانة كبيرة لمجتمع الدمشقي لمذا التفوهه بهذه الكلمة وهل إذا دافع المرء عن حقة أصبح طالبانيا في ظل حكومة أحتلال حقيرة لا بد من الدفاع عن المال والعرض بأي طريقة ومن أجل النساء فقد رأينا وجه النسوة الثرثار والنمام وووجه المرأة اصالحة المحبة لزوجها ولنسوان الحارة والتي تكرة أن تذكر إحدائهن بشيء سيء أما رفيقاتها والحديث يطول وبالله عليك أريد أنا أسمع منك كلمة عن أفلام التراث الأمريكي (التكساس) وما فيه من براءة وحنان وعطف ورقة وعذوبة على الأم وال[ والزوجة ووووووو بالله عليك ألا يوجد فرق بس هدول اميركان ليسو إرهايين ولا طالبانيين بل هؤلاء ناشري العدل في العالم أليس كذلك .................. أنصفو تاريخنا

لا يوجد داعي لإعطاء الموضوع أكثر من حقه... إنه في النهاية مسلسل جميل وشعبي وليس بالضرورة إعادة بناء المجتمع السوري من خلاله هكذا كانت الأحوال في الأربعينيات والآن الوضع مختلف من حيث العادات الاجتماعية...

الاغلبية تعني في معظم الاحيان اتفاق الاغبياء ! وفي القرآن الكريم آيات كثيرة فيها ذم للأكثرية ومدح للأقلية العددية أعني،وقد قمت بجرد هذه الآيات... لذلك أتفق معك تماما يااستاذ احمد الخليل وأشكرك جزيلا على مقالك، فهذا المسلسل الصدمة يجب عدم السكوت عنه! ويجب على كل قلم حر وواع ان يفضحه ويشعل شمعة في الظلمة التي نشرها هذا المسلسل الكارثة والطعنة ، مسلسل أنجح من كل المؤامرات على مر العصور ولو أراد أشد الأعداء ضراوة في كراهيتنا ورغبة في تغييبنا وردنا إلى أسفل سافلين لما تفتقت عبقريات العالم عن مثل هذه الطريقة!!حارة الجهل والنسوان!!

هيك مستوى بالتلفزيون مخصص لشعب حلموا أنو يهرب ؟ ياحرام كيف صوروا دمشق . و ياحرام عأكثرية مابدها تفكر

سحر { باب الحارة} كتبها : فيصل الملوحي ١ـ لم سيطر مسلسل{ باب الحارة} على عقول المشاهدين ، وأخذ بألبابهم ؟ ٢ـ لم سيطر على عقول المشاهدين في المشرق و المغرب، وأخذ بألبابهم ؟ كانت الإجابة عن السؤال الأول محور أكثر من ندوة وقول في الرائي { التليفزيون} و في الصحف والمحلات، ولم ينس المتحاورون مناقشة السؤال الثاني. فهل أجد لي كوة أحشر فيها بضع كلمات أجيب فيها عن هذين السؤالين ، فإذا كانت حقا فمن عند الله ، وإن كانت غير ذلك ، فمن نفسي وأبرأ إلى الله منها . أولا : أثر الأدب بعامة ، والتمثيل بخاصة: ليس جديدا أن أقول: إن من البيان لسحرا للعقول وللقلوب، و إن من الأدب لهزا للمجتمع و تغييرا ، وإن من التمثيل لتبديلا في الأفكار و المبادئ و السلوك ، إن للخير أو للشر . إنما أردت أن أقول: ما كان مسلسل{ باب الحارة } بدعا حين أجج في النفوس هذه مشاعر عنفوان الشباب ، وأيقظ في القلوب حمية الرجال للقيم التي كادت أن تندثر{ اللهم إلا إشعاعات مازالت تبثها بعض النفوس ، وتضيء في بعض أماكن الخير}. إن لعناصر العمل الفني المسرحي { من مؤلف و مخرج و ممثلين و مؤثرات حسية صوتية وشكلية. . } أثرا عميقا في العقول والنفوس ، و ما تلهفنا للقيم الحميدة إلا نتيجة عملية لهذا الأثر ، دون أن ننكر أن في النفوس بعض الحنين إليها . كان الأفراد والمجتمع قبل أربعين سنة ونيف – حين انخرطنا في التمثيل – ينفعلون بالمسرح – لا يقتصر هذا على لحظة المشاهدة كما يحدث اليوم– بل بصاحبهم في حياتهم اليومية. أما اليوم فأخبروني– بربكم – ماذا تفعل كل هذه المسرحيات في النفوس، هل تغير شيئا في المجتمع؟ أم تحولت إلى وسيلة لتزجية الوقت { اللهم إلا من بصيص يلوح لنا في الأفق، ثم ينطفئ } ، قد ترجع الأسباب إلى غزارة العروض المسرحية، و إلى التناقض فيما تدعو إليه. النجاح الأكبر لمسلسل{ باب الحارة } سببه هذه {التوليفة } الرائعة لعناصر العمل الفني المسرحي، ثم يأتي بعدها حنين الناس إلى القيم. دليلي على هـذا أنه لن يترك في الأفكــار و المبادئ و السلوك إلا أثرا يكاد يمحي بعد حين { لا تأخذوا هذا من منطلق القنوط من رحمة الله ، و لا من باب الزهد في هذه الأعمال ، فعلينا أن نلح ونلح كما يقول طه حسين حتى يأتي الله بالفرج ونلقى من يصغي إلينا } غوار الطوشة – و ما أدراك ما غوار الطوشة – ألم تكن له فترة عز ، ألم يتربع على عرش العروض المسرحية في سورية ، وكان له صدى محبب في كثير من البلاد العربية؟ أنا أميز _ فنياً _ بين دريد لحام و غوار الطوشة ، دريد لحام من أعمدة المسرح العربي السوري ، و له روائع أسكرتنا ، و لكن هل يسمح لي جمهور غوار الطوشة و دريد لحام نفسه ألا أضع { صح النوم } وأشباهها في ميزان واحد مع أعماله الأخرى موضوعاً وفنا ، و أنها _ في رأيي _ أساءت إلى قيم المجتمع ، و إلى الفن نفسه. فهل نستطيع الادعاء بأنها سيطرت على الجمهور لما تحمله من قيم ؟! وهذا ما يجعلني أشفق على مسلسل{ باب الحارة} من النسيان في المستقبل القريب. ملحوظة ضرورية: لا ينقل العمل الفني الواقع بتفصيلاته، و إنما يتخيل أحداثا تنقل لنا بأمانة صورة هذا الواقع بعامة. والأهم من هذا أنه لا يستطيع نقل القيم الاجتماعية – كل القيم - المستحبة والممجوجة، بل ربما كان أكثر جوراً في نقل القيم الممجوجة، و ما ذلك بعيب في القصة و المسرح، ولا بذريعة نسقط بها عظمة مجتمع. ثانيا: شمولية الرمزية المحلية { الشامية }: في الإنسان نزعات إلى بيته و محلته ثم إلى مدينته، و تمتد لتشمل كل من تربطه بهم أواصر الدم والفكر والمصالح. . . . وليس في هذا التعدد تناقض و لا تناحر، بل تكامل إنساني عظيم. فإذا نقل إلينا مسلسل { باب الحارة } صورة للمجتمع الشامي، فهو في آن واحد ينقل إلينا صورة للمجتمع العربي بخاصة و الشرقي بعامة ، فالقيم واحدة ، والعادات متقاربة ، والآمال والآ لام ذاتها . والتضامن مع الأسرة الصغيرة تضامن مع الأسرة الأكبر. فلا تعجبوا إن منع المسلسل التجول في دمشق والقدس والجزائر الغالية. . .

استغرب من سيدي الكاتب الكلام الذي يقوله فهو يريد أن يغير من الماضي فهذه الطبيعة كانت ولا أحد يستطيع انكارها أم هو أن لكل شىء عيب وهل عيبه أنه تاريخي . انا أقطن في الامارات ولا اسمع هناك الا عن باب الحارة فهو حديث الصباح عندنا حتى انني اشعر بالفخر لاننا انجزنا شيئا و أرجوا أن تكون حياديا في نقدك سيدي الكاتب

هاي المسلسلات الي تنشاف وغير الكلام هاد فاضي بلا معنى

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...