باستثناء جماعة 14 آذار معظم العالم يتبنى رواية حزب الله عن الحرب
الجمل: في الصراعات التقليدية الدولية، الطرف الذي تسنده القوة العسكرية الأكبر هو الذي على الأرجح سوف ينتصر، ولكن في عصر المعلوماتية الراهن، فإن الطرف الذي تسنده (رواية) أقوى، سوف يكون على الأرجح هو المنتصر.
خلال عملية تبادل القصف الجوي من جانب إسرائيل، والرد الصاروخي من جانب حزب الله، كان الطرفان يبذلان جهداً كبيراً في عملية إحكام الـ(بناء السردي) للقصة التي يمكن أن تنتشر في العالم، خلال وبعد فترة انتهاء القتال.
الهدف من هذه العملية، هو السيطرة على قوة (معالجة البيانات) داخل عقول البشر، وذلك لجهة أن يحصل كل طرف على ما يريد عن طريق قوة الـ(حزب المعلوماتي)، بدلاً من قوة الـ(إكراه العسكري).
كان كل طرف يحاول النجاح في المزاوجة والجمع بين فعالية العتاد العسكري، وفعالية البيانات المعلوماتية، باعتبارها الاستراتيجية الأكثر نجاحاً في تأمين النصر، وقد استطاع حزب الله أن يتفوق على إسرائيل في هذا الجانب الاستراتيجي عشرات النقاط.
للأهداف الحربية حد أقصى، وحد أدنى.. وبتحليل المعطيات الميدانية يمكن القول: إن حزب الله قد نجح في تحقيق الحد الأدنى من استراتيجيته.. وذلك لأنه على الأقل:
- لم يخسر الحرب بشكل نهائي.
- أن الإرادة والإخلاص والعزيمة قادرتان على إلحاق الهزيمة بإسرائيل مع قليل من العتاد العسكري.
- معظم العالم أصبح يتبنى (رواية) حزب الله عن الحرب.
الانتصار الـ(معلوماتي) الذي حققه حزب الله يبدو واضحاً من عملية انقلاب الميزان المعلوماتي في رواية الصراع بين حزب الله وإسرائيل، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:
• في بداية الحرب عندما قام حزب الله بالقبض على الجنديين الإسرائيليين.. كان كل العالم يوجه انتقاداته ضد حزب الله، بما في ذلك الكثير من الأطراف العربية الكبيرة مثل السعودية، مصر، الأردن، إضافة إلى بعض الدوائر الإسلامية السنية في العالم العربي.
• في نهاية الحرب كان كل العالم يوجه انتقاداته ضد إسرائيل والولايات المتحدة، إضافة إلى أن الأطراف العربية والإسلامية التي انتقدت حزب الله في البداية.. أصبحت أكثر استعداداً لتأييد حزب الله.. وذلك تحت ضغوط الرأي العام، والخجل من مواقفهم السابقة.. وأصبح العالم كله ينظر إلى حزب الله باعتباره يمثل القوة التي استطاعت ببسالة أن تقهر الجيش الإسرائيلي خامس أقوى جيش في العالم.
• في لبنان استطاع حزب الله أن يهزم القوى السياسية المتحالفة مع الغرب.
• في إسرائيل استطاع حزب الله أن يهدد استقرار الحكومة الإسرائيلية الحالية
الآن، تحاول إسرائيل والولايات المتحدة، تجاوز الهزيمة، والعمل على الاستمرار في المعركة على النحو الآتي:
بعد فشل استخدام القنابل الـ(ذكية)، والتضليلات المعلوماتية الـ(ذكية).. التي كانت تقوم بها أجهزة الدعاية الإسرائيلية والغربية.. يتم لجوء إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حالياً إلى قوات حفظ السلام الدولية الـ(ذكية)، والتي تم وضع وبرمجة جدول أعمالها، لاتخاذ ما لم تستطع القوات الإسرائيلية تحقيقه.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد