بتسهيلات سورية وحماية روسية .. وصول أول قافلة مساعدات إلى «الركبان»
وصلت أمس أول قافلة مساعدات إلى مخيم الركبان للنازحين قرب الحدود السورية الأردنية، «بتسهيل من الحكومة» و«حماية من الجانب الروسي» بعد أيام من عرقلة الاحتلال الأميركي في قاعدة التنف دخولها.
وقالت وكالة «سانا» للأنباء: أنه «بتسهيلات من الحكومة قامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة اليوم (السبت) بتسيير قافلة إنسانية إلى آلاف المهجرين السوريين المقيمين في مخيم الركبان الواقع قرب الحدود السورية الأردنية في منطقة التنف حيث تنتشر قوات احتلال أميركية تعيق وصول المساعدات وتمنع المهجرين من المغادرة».
وفي 29 الشهر الماضي، أكد مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، في مجلس الأمن الدولي، أن الحكومة السورية أعطت موافقتها لوكالات الأمم المتحدة على تسيير قافلة مساعدات إنسانية إلى المخيم بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل مباشر من داخل سورية «إلا أن فريق الأمم المتحدة وبعد توجهه إلى منطقة الـ55 كم بتاريخ الـ26 من الشهر الجاري عاد أدراجه إلى مدينة دمشق بشكل عاجل بسبب ورود تقارير عن هجوم مرتقب لتنظيم داعش الإرهابي على القافلة من المنطقة التي تنتشر فيها القوات الأميركية على الرغم من التعهدات التي قدمتها واشنطن للأمم المتحدة بضمان أمن القافلة».
من جانبها قالت منظمة الهلال الأحمر في بيان لها أمس: أنها «نجحت مع الأمم المتحدة بتسيير قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان الذي يقطنه أكثر من 50 ألف شخص سوري يعانون ظروفاً إنسانية صعبة»، مبينة أنه «كان من المفترض إيصال القافلة الأسبوع الماضي».وبينت المنظمة أن تجهيز القافلة استغرق شهراً وتألفت من 78 شاحنة محملة بمواد إغاثية تضمنت 10475 سلة غذائية ومثلها أكياس طحين و18 ألف سلة ألبسة أطفال و10075 سلة نظافة شخصية ومثلها شوادر و1200 سلة لحديثي الولادة إضافة إلى أدوية ومواد طبية ومتممات غذائية للأطفال والنساء، على حين ذكرت «رويترز» أن عدد الشاحنات بلغ 100.
وذكرت المنظمة في بيانها، أنها «أرسلت مع القافلة 107 من متطوعيها وفريقاً مختصاً لتقديم اللقاحات للأطفال»، موضحة أنها «ناشدت مراراً بتأمين ضمانات كافية للعبور الآمن لتتمكن من إدخال مساعدات طارئة لمخيم الركبان وتقييم الوضع الإنساني فيه».
وفي تصريح نقلته الوكالة، ذكر رئيس المنظمة خالد حبوباتي، «أن القافلة هي الأولى التي يتم إدخالها إلى مخيم الركبان وجاء ذلك بعد الحصول على موافقات وضمانات جميع الأطراف وبتسهيلات من الحكومة السورية» معتبراً أن «القافلة خطوة إيجابية نحو إدخال المزيد من المساعدات الغذائية وغير الغذائية وأن المنظمة لن توفر جهداً من أجل تخفيف معاناة السوريين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية الكبيرة».بدوره توقع منسق الأمم المتحدة في سورية ومنسق الشؤون الإنسانية علي الزعتري، بحسب «سانا»، أن تستغرق الاستجابة من ثلاثة إلى أربعة أيام، مبيناً أن «المساعدات تم إدخالها إلى المخيم بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري وستترافق مع إطلاق حملة تلقيح لحماية نحو 10 آلاف طفل ضد الحصبة وشلل الأطفال وغيرهما من الأمراض».
على خط مواز، أكد رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، الفريق فلاديمير سافتشينكو، أن الجانب الروسي قام «بتنفيذ جميع المهام، بشأن ضمان أمن القافلة الإنسانية»، كاشفاً عن عقد بلاده عدة اجتماعات مع موظفي الأمم المتحدة ومع ممثلي الولايات المتحدة بهذا الصدد، و«أخيراً تم التوصل إلى صيغة لوصول القافلة إلى المخيم».
أما الناطقة الإعلامية باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، فلفتت في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك»، إلى أن دخول القافلة «جرى من الجانب السوري»، معتبرة أن «هذا عملياً انتصار كبير للأردن بعد سنة من المفاوضات حول موضوع الركبان». وأكدت غنيمات أن «ما حدث اليوم هو أن الأمم المتحدة بدأت تقوم بمهامها من الداخل السوري».
وقبل استعادة الجيش العربي السوري السيطرة على جنوب البلاد، كانت المساعدات تدخل إلى الركبان عبر الأردن ويجري تسييس هذا الملف.
سانا
إضافة تعليق جديد