بري يتبنى تسوية لانتخاب سليمان وإقرار قانون"الـ60" في جلسة واحدة

12-04-2008

بري يتبنى تسوية لانتخاب سليمان وإقرار قانون"الـ60" في جلسة واحدة

تحمل الأيام المقبلة تحركاً لبنانياً جديداً تجاه العواصم العربية المعنية بالملف اللبناني، في مسعى جديد لاستشراف الآفاق التي لا تزال مسدودة أمام حل الأزمة، ويأس رئيس المجلس النيابي نبيه بري من عقد طاولة الحوار التي دعا اليها في “الأفق المنظور”، حيث يتوقع أن يزور بري العاصمة السعودية الرياض ويلتقي قيادتها، في وقت يتحضر فيه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لجولة عربية جديدة استكمالاً لجولته السابقة لمحاولة العمل على التحضير لمؤتمر وزراء الخارجية العرب لبحث ملف العلاقات اللبنانية - السورية، في وقت شن حزب الله هجوما عنيفا على وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس، متهما إياها بدفع أموال لتعزيز موقع من وصفهم بأدواتها.

وأكد السنيورة أمس نيته القيام بجولة ثانية تشمل دولاً أخرى قريباً، كاشفاً بأنه لقي كل دعم وتأييد خلال جولته الماضية، ومجدداً اتهام السوريين بأنهم سبب عدم انتخاب رئيس للجمهورية، ومشدداً على أنه يدعو للتلاقي في حين كان غيره يدعو للطلاق.

وكشف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه سوف يزور دمشق الأسبوع المقبل، تحت عنوان بحث تداعيات الأزمة اللبنانية أيضاً. وتمنى موسى، الذي تلقى، اول أمس، اتصالا هاتفيا من السنيورة، ألا يذهب تاريخ الثاني والعشرين من الشهر الجاري المحدد لانتخاب رئيس الجمهورية هدرا وهباء. أضاف موسى أنه ينوي زيارة دمشق في الأسبوع المقبل من أجل الاجتماع بالمسؤولين السوريين وأن يناقش معهم كيفية متابعة مقررات القمة العشرين، ولا سيما ما يتصل بلبنان على قاعدة المبادرة العربية. وشدد على وجوب أن تكون حركته متطابقة مع مقررات القمة، وقال “هناك تكليف من قمة دمشق لمجلس وزراء الخارجية العرب بالعمل على معالجة الأزمة اللبنانية”، وأكد استمرار التنسيق مع رئاسة القمة.

ونفى السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عودة قريبة لموسى إلى بيروت، وأوضح أن كل ما تلقته الجامعة هو فقط رسالة السنيورة عشية قمة دمشق حيث أشار إلى نية لبنان التوجه إلى مجلس وزراء الخارجية العرب للانعقاد لمناقشة الأوضاع في لبنان، وأشار الى أن هناك مشاورات تجري حول الخطوات المرتقبة، كما أن هناك مجموعة من البدائل تناقش بين لبنان وبعض الدول العربية في هذا الشأن.

وجاء كلام يوسف في اتصال مع قناة “المنار” اللبنانية أمس، حيث قال ان الجامعة تطالب دائماً بالحوار على مختلف الصعد وبين كل القوى السياسية على الساحة اللبنانية، وبالتالي فأية دعوة للحوار تعتبرها إيجابية، المهم أن يتم دعم الحوار بين القوى السياسية اللبنانية، مضيفاً بأنه رغم علمنا بوجود آراء مختلفة فيما يتعلق بهذا الموضوع إلا أن الحوار له أهمية كبيرة حتى تتمكن من التوصل إلى توافق بين القوى السياسية حول المشاكل المطروحة.

ورمى رئيس المجلس النيابي بري، بحصة جديدة في مياه الأزمة اللبنانية الراكدة، مستنداً هذه المرة على الطرح الذي كان تقدم به الوزير الأسبق سليمان فرنجية (نيابة عن المعارضة)، وحيث أعاد بري أمس تلقّف هذا الطرح وتبنيه، بإعلان استعداده للسير في انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية فورا، على أن يتم في الجلسة نفسها إقرار قانون الستين الانتخابي، وبالتالي التخلي عن مطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية والانتقال تلقائيا من الآن وحتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة إلى صفوف المعارضة. وأعلن أنه طلب خلال اجتماعه، الأربعاء الماضي، بالرئيس الاسبق أمين الجميل الإتيان بتعهد خطي مكتوب من فريق الأكثرية بالموافقة على قانون الستين بتقسيماته المعروفة “وبعد ذلك نسامحكم بالحكومة”. وقالت مصادر بري “إن الجميل حاول الحصول من بري على جواب واضح حول ما إذا كان موقفه يمثل المعارضة كلها أم يمثله وحده، وكان جواب بري إنه لن تكون هناك مشكلة عند المعارضة أبدا”. وقال “ان حركة “أمل” و”حزب الله” تجاوبا إلى أبعد الحدود مع كل الطروحات، وخاصة في موضوع القانون الانتخابي، حتى لا يقال إنهما يريدان الإتيان بقانون انتخابي على قياسهما. وفيما بدا بري يائسا من إمكان عقد جلسات الحوار في الموعد الذي كان يريده لها في الثامن عشر من الجاري، قال ان جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قائمة في 22 الجاري وإذا لم نتوصل إلى اتفاق سيتم تأجيلها.

وقال مصدر في “تكتل التغيير والاصلاح” اننا نقبل بالسير بقانون الستين بتقسيماته التقليدية التاريخية من دون دخول جنة الحكم (الحكومة) على ان تجري الانتخابات خلال 3 اشهر من الآن وبإشراف حكومة انتقالية حيادية”.

وفي أول تعليق من الأكثرية على طرح بري  فرنجية، علق النائب عن “تيار المستقبل” مصطفى علوش على تبني بري لاقتراح فرنجية لحل الأزمة معتبراً انها “ليست المرة الأولى التي تُعلن فيها المعارضة عن طروحات، وتتراجع عنها لاحقاً”. وأكد علوش ان “قوى 14 آذار تتدارس طرح بري بعناية قبل الاجابة عنه”، لافتاً في المقابل الى ان “المطلوب هو صدور موقف صريح من حزب الله والنائب ميشال عون من الطرح الجديد”.

لكن وزير الإعلام غازي العريضي شدد على ضرورة أن يناقش الأفرقاء اللبنانيون بجدية مبادرة بري الحوارية الجدية، وأشار الى أن قوى 14 آذار تبحث الأمر بجدية وحذر من أن استمرار الوضع على ما هو عليه غير مقبول وينذر بعواقب وخيمة سيدفع ثمنها اللبنانيون كافة.

من جانبه، خشي البطريرك الماروني نصرالله صفير أن يكون الهدوء الذي نعيشه هدوء ما قبل العاصفة وحذر من أن لبنان لم يعد قادراً على احتمال المزيد من المعارك والخضات.

في غضون ذلك، قال نائب حزب الله في البرلمان حسين الحاج حسن في تصريح له امس الجمعة “مرة جديدة تطل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، في جلسة استماع أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ الأمريكي، لتؤكد أن الإدارة الأمريكية تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وتخصص الأموال لتدعم أدواتها اللبنانية في أداء أدوارهم في بسط الوصاية الأمريكية على لبنان”. وفي إشارة إلى حكومة السنيورة وفريق الرابع عشر من آذار، سأل الحاج حسن من وصفهم بأدعياء الحرية والسيادة والاستقلال عن أجوبتهم حين تعلن رايس عن تخصيص 142 مليون دولار للبنان من أجل مواجهة التهديدات لسيادة لبنان والمساعدة في تعزيز الحكم الرشيد. وأضاف “هل هناك تهديد لسيادة لبنان وأمنه أكبر من حرب تموز 2006 التي خاضتها رايس ضد لبنان باسم مشروع الشرق الأوسط الجديد؟”، وتساءل “هل الحكم الرشيد هو في تعزيز الانقسام ومنع المشاركة وتعميق الأزمة السياسية والإصرار على دعم فريق وزاري لا شرعية دستورية له، والإصرار على مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية واستمرار الفراغ في الموقع الرئاسي؟”. وقال النائب الحاج حسن “لقد تناست السيدة رايس عن عمد أن المعارضة الوطنية اللبنانية تمثل الجزء الأكبر من اللبنانيين، وهي تخشى كما أدواتها في لبنان من نتائج الانتخابات النيابية المقبلة التي سوف تسقط زيف الادعاءات الأكثرية، ولذلك فهي تسعى إلى تكريس الفراغ من أجل استمرار ممثليها في لبنان في اغتصاب السلطة والتفريق بين اللبنانيين”.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...