بشر وشجر خان العسل يشربون من مجاري المعامل والصرف الصحي
الجمل ـ حلب ـ باسل ديوب: رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على ذلك فإن جهة لم تحرك ساكناً لوقف التجاوز على البيئة، وعلى أملاك المواطنين ، وما تزال المياه الملوثة تسير في أراضي بلدة خان العسل ، ملوثة التربة والمياه الجوفية .
أصحاب المعامل يدعون أن لا علاقة لهم بالمياه التي تخرج من مصرف الشبكة في منطقة العلاف – المنصورة لكن أي شاهد عيان يمكنه أن يقدر أن كمية المياه المتدفقة من المصرف لا يمكن أن تكون ناتجة عن بضع عشرات من البيوت و خصوصاً أن الغزارة تزداد ليلاً وهو الوقت الذي يراه هؤلاء مناسباً لفعلتهم ، وتتنوع المعامل في هذه المنطقة وقلة منها تلتزم القرار القاضي بالتخلص من مياهها العادمة بواسطة الصهاريج وتفريغها في نقاط محددة على الشبكة العامة ، ويقوم أصحابها بالتهرب من تكاليف نقل المياه الملوثة بالصهاريج تلك العملية التي شكلت حلاً للتلوث في المنطقة ، وفتح مصارف معاملهم باتجاه الشبكة المحلية ، الأمر الذي أعاد لأذهان الأهالي مرحلة قبل العام 2001 ، الذي نجم عنها تلوث جميع الآبار السطحية والجوفية وعدم صلاحيتها لشيء .
قلة من المعامل ما تزال تنقل مياهها الملوثة بالصهاريج ومنهم من أبرز إيصالات رسمية تفيد قيامه بشكل دوري بالتخلص من المياه الملوثة في الشبكة العامة .
بالقرب من مصرف المياه أقام أحد المواطنين معملاً للثلج يستجر المياه له من بئر في نفس المكان !
ويجد ثلجه طريقاً للاستهلاك دون أي رقابة ،و رغم أن شكوى الأهالي في المنطقة منذ عشرات السنين تكمن في تلوث المياه الجوفية ،وعدم صلاحيتها للشرب تماماً ، فمخلفات صناعات شديدة السمية وجدت طريقها عبر السنين إلى هذه المياه ،ودفعت المحافظة في نهاية المطاف إلى فرض نقل المياه بالصهاريج ، يقول مختار خان العسل "أحمد العلي " : عاد أصحاب المعامل لعادتهم القديمة بفتح مصارفهم على البيوت ، قدمنا أكثر من شكوى و لم نستفد شيئاً ، أصبحت منطقتنا بؤرة تلوث خطيرة جداً ، نحن لم نطالب بنقل المعامل بل برفع هذا الأذى المتعمد عنا ، فمن أجل توفير عدة آلاف أسبوعياً على الأكثر ، يكبدون القرية والطبيعة خسائر لا تقدر ولا يمكن تعويضها "
رئيس القطاع المشرف على المنطقة المهندس "ماهر شرف الدين " رفض الحديث حول الموضوع، وقال أن ذلك يخرج عن صلاحيته، ويجب الحديث مع رئيس مجلس المدينة الدكتور "معن الشبلي" للحصول على تصريح حول تلك المشكلة، لكن مدير البيئة "وائل علوان" يعتقد أن المشكلة لن تحل فوراً وستستمر حتى الانتهاء من مشروع نفق المنطقة الغربية ، وقال "علوان " " إن المشكلة عادت بسبب عدم التقيد بنقل المياه المالحة من الحفر الفنية للتجمعات السكانية ،والمعامل، إلى النقاط المتفق عليها لتصب في الشبكة العامة ، وذلك بسبب التراخي في ضبط الموضوع، نحن نفذنا مشروعي منان وكفر داعل، وسلمناهما لمجلس مدينة حلب الجهة المسوؤلة عن الصرف الصحي حالياً ، وطلبنا عدم استخدامها حتى الانتهاء من نفق المنطقة الغربية ، لكن يتم استخدامها ، والحل هو الاستمرار بنقل المياه ريثما ينتهي المشروع ، المعامل استغلت قيام الأهالي بفتح المجرور باتجاه المشروع الذي لم ينته بعض وفتحوا مياههم هم أيضاً "
معمل الوطنية للكرتون المدور، وهو المتهم بتصريف مياهه إلى المجرور، قدم إيصالات دورية تفيد أن مياهه كلها تنقل عبر الصهاريج إلى النقطة التي عينت له على الشبكة العامة ، فيما يقول الأهالي أن معامل أخرى تقوم بفتح مصارفها ليلاً لتوفير نفقات نقلها إلى الشبكة بالصهاريج .
ويقول" إبراهيم قوجة " أحد سكان خان العسل : بغض النظر عن المعامل هنالك مجرور يأتي من مساكن الشرطة و ضاحية حلب الجديدة يصب في منطقة العلاف ،وهو سبب رئيسي لزيادة المياه المتدفقة نحو بيوتنا وأراضينا ،لا يعنينا من أين تأتي المياه الملوثة ، المهم أنها تغمر أراضينا الزراعية وتلوث مياهنا ومزروعاتنا "
رئيسة جمعية التنمية البيئية الدكتورة "ميسون بريمو" قالت : " ما يجري في خان العسل هو جريمة بحق البيئة ، المشروع تأخر سنوات طويلة ، ولا أحد يهتم بهذه الكارثة، المياه الجوفية تلوثت بملوثات شديدة السمية منذ عشرات السنين، ويستمر ذلك حتى اليوم ، يوجد في المنطقة كل أصناف المعامل الملوثة، والمسممة للبيئة من المصابغ وحتى الكرتون ، ومياه الصرف الصحي جعلت الحشرات تنمو بأحجام كبيرة ، والأهالي يشربون المياه الملوثة ، وحل الموضوع بسيط جداً والمهم توفر الإرادة الصادقة لدى المعنيين "
الجمل
إضافة تعليق جديد