بغداد تستعد لهجوم مضاد.. وفكرة الحكومة الجامعة تتبلور

21-06-2014

بغداد تستعد لهجوم مضاد.. وفكرة الحكومة الجامعة تتبلور

عكس الحراك الديبلوماسي، الإقليمي والدولي، بشأن الأزمة العراقية أمس، تحولها في غضون أيام إلى القضية الأساس في المنطقة، حيث تسارعت التصريحات الرابطة بينها وبين الأزمة السورية، فيما بدا أنّ التوجه القاضي بضرورة تشكيل "حكومة وحدة وطنية" طغى على الدعوات إلى استباق أي تحرك باستقالة رئيس الوزراء نوري المالكي، على اعتبار أنّ بعض الاطراف الغربية والخليجية ترى فيه سبباً رئيسياً في اندلاع الأزمة.
ميدانياً، باتت القوات العراقية تحشد قواها إلى الشمال من بغداد استعداداً لمهاجمة المسلحين المتشددين. ونقلت وكالة "رويترز" عن "حليف وثيق للمالكي" قوله إنّ "الإستراتيجية على مدى الأيام القليلة الماضية كانت إنشاء خط دفاع جديد لمنع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية"، مضيفاً "نجحنا في صد التقدم والآن نحاول استعادة المناطق التي فقدت من دون داع".
كما دارت اشتباكات في غرب البلاد عند الحدود السورية، حيث أعلن مصدر أمني أنّ 34 عنصراً من القوات الحكومية العراقية قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في مدينة القائم الحدودية، فيما طالب قائم مقام القائم فرحان فتيخان الحكومة العراقية بإرسال تعزيزات "تفوق أسلحة داعش التي تمتلك أسلحة ومعدات وسيارات مصفحة جلبتها من الموصل".عراقيون يبكون جندياً قتل في معارك نينوى، أثناء تشييعه في مدينة النجف أمس (رويترز)
وكان لافتاً من مجمل التصريحات الغربية التركيز على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، حيث أكد الرئيسان الفرنسي والأميركي فرنسوا هولاند وباراك اوباما، مساء أمس، ضرورة تشكيل "حكومة وحدة وطنية" في العراق، بحسب ما أعلن قصر الرئاسة الفرنسي في بيان في ختام محادثات هاتفية بين الرئيسين. وأوضح البيان أنّ الرئيسين "شددا على خطورة الوضع وعلى ضرورة إيجاد حل سياسي دائم على أساس حكومة وحدة وطنية. واتفقا على أهمية تنسيق جهودهما من اجل التوصل إلى هذه الأهداف".
وفي موقف له أهميته الكبيرة في الداخل العراقي، دعا ممثل المرجعية الدينية في كربلاء السيّد أحمد الصافي، أمس، إلى تشكيل حكومة جديدة في العراق تحظى بقبول وطني و"تتدارك الأخطاء السابقة"، موضحاً في الوقت ذاته أنّ دعوة التطوع إلى "محاربة الإرهاب" لا تخص "طائفة معينة" وإنما للدفاع عن البلاد بأكملها.
وفي حدث لافت، وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مدينة جدة السعودية مساء أمس، في زيارة تنتهي اليوم، مستبقاً زيارة إلى المنطقة لنظيره الأميركي جون كيري تبدأ غداً. والتقى لافروف لدى وصوله ولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز حيث تم "استعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وخصوصاً ما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط"، فيما من المفترض أن يلتقي نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم بهدف إجراء "محادثات حول عدد من المسائل تتصدرها الأوضاع في سوريا"، وفقاً لمصدر سعودي.
من جهتها، أعلنت الخارجية الأميركية، أمس، أنّ الوزير جون كيري سيبدأ غداً جولة في أوروبا والشرق الأوسط يجري خلالها مشاورات تتناول الأزمة العراقية. وقالت الخارجية انه بين 22 و27 حزيران الحالي سيتوجه كيري إلى عمان ثم إلى بروكسل وباريس لإجراء "مشاورات مع شركاء وحلفاء تتناول كيفية تقديم دعمنا لأمن واستقرار العراق وتشكيل حكومة جامعة"، إضافة إلى التباحث في "التحديات على الصعيد الأمني في الشرق الأوسط ... وخصوصاً في العراق وسوريا"، وفق الخارجية.
وتشير هذه المعطيات إلى الترابط القوي الواقع حالياً بين الأزمة في العراق والصراع في سوريا. وقد شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، على أنّ "نشاط المتطرفين الذين يخوضون معارك على أراضي سوريا اكتسب طابعاً يتجاوز حدود الدول وبات يشكل تهديداً للمنطقة برمتها".
في هذا الوقت، وجهت إيران انتقادات علنية إلى الإدارة الأميركية بشأن تعاطيها مع الملف العراقي، حيث اعتبر مساعد وزیر الخارجیة للشؤون العربیة والأفریقیة حسین أمیر عبد اللهیان أنّ الرئيس باراك أوباما يفتقد "الإرادة الجادة لمواجهة الإرهاب في العراق والمنطقة"، مضيفاً أنّ "أميرکا ترکز الیوم في العراق علی تصعید الطائفیة، بدلا من التركيز على مكافحة الإرهاب وعلی الوحدة الوطنیة وسلطة الحكومة ومؤسسات الدولة". واعتبر أنّ "تسویة الأزمة العراقیة تكمن في خطوتین واضحتین" هما الوحدة الداخلية، إضافة إلى الوحدة في العملیة السیاسیة علی "أساس نتائج الانتخابات البرلمانیة الأخیرة في العراق".

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...