بغداد تهاجم دمشق وواشنطن تلمح لبقاء قواتها بمدن العراق
شنت بغداد هجوما لاذعا على الحكومة السورية واصفة سياستها بالمتخبطة وغير الواعية, في الوقت الذي لمحت فيه واشنطن إلى بقاء قواتها في المدن العراقية بعد يونيو/ حزيران المقبل رغم إقرار الاتفاقية الأمنية.
ورغم إشادة مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي باتخاذ الحكومة السورية لبعض "الإجراءات المفيدة" حيال بلاده, قال إنها لا تزال تحتضن "عتاة الصداميين وأولئك الذين يمولون الصداميين بالفكر والخطط وتحتضن المؤتمرات التي تدعو لإسقاط الديمقراطية في العراق".
ودعا الربيعي دمشق إلى اتخاذ "قرار سياسي" بشأن وجود من وصفهم بالمجرمين على أراضيها, مطالبا أيضا بالحد من حركتهم وتحديد حركة أموالهم إلى داخل العراق ودعم العنف والإرهاب".
كما أبدى المسؤول العراقي استغرابه بأنه "عندما سقط صدام حسين إذا بالقيادة السورية الحالية تحتضن الصداميين ومن يرعى الإرهاب في العراق، وهذه ازدواجية عجيبة وغريبة تحتاج إلى عباقرة من أجل تفسيرها".
وجاءت تلك التصريحات فيما وصل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى بغداد قادما من المنامة, بعد مشاركته في منتدى أمن الخليج.
وقد نزلت طائرة الوزير الأميركي في قاعدة جوية أميركية في بلد (70 كيلومترا شمال بغداد)، ويتضمن برنامج الزيارة اجتماعا مع قائد القوات الأميركية هناك وتفقد قوات بلاده في تلك القاعدة.
وتأتي زيارة غيتس قبل نحو أسبوعين من بدء سريان الاتفاقية الأمنية التي تنص على انسحاب القوات الأميركية وقوامها 149 ألف جندي من المدن والبلدات العراقية منتصف العام المقبل قبل الانسحاب الكامل من البلاد بنهاية العام 2011.
وقبل أيام من زيارة العراق كان غيتس أدلى بتصريحات توقع فيها أن يكون هناك اهتمام كبير بإبقاء أكبر عدد ممكن من القوات الأميركية في العراق أثناء انتخابات المحافظات وربما لبعض الوقت بعد ذلك.
في السياق قال قائد القوات الأميركية في العراق ريموند أوديرنو إن قوات بلاده ستبقي وجودها في المدن العراقية قوات تدريب ودعم للقوات العراقية حتى بعد انقضاء يونيو/ حزيران المقبل، وهو الموعد المحدد للانسحاب من المدن، حسب الاتفاقية الأمنية.
في مقابل ذلك نأى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بنفسه عن تصريحات للمتحدث باسم حكومته علي الدباغ قال فيها إن القوات الأميركية قد تبقى في العراق لعشر سنوات.
وقال مكتب المالكي في بيان إن ما قاله الدباغ حول حاجة القوات العراقية إلى عشر سنوات لتكون مستعدة كان رأيا شخصيا ولا يمثل رأي الحكومة العراقية.
وأكد البيان حساسية مستقبل القوات الأميركية في العراق بعد غزوه بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 وأعمال العنف الطائفي التي اندلعت بعد ذلك.
وكان الدباغ الذي يقوم بزيارة لواشنطن قد أشار إلى إمكانية بقاء بعض من القوات الأميركية في العراق لمدة أطول من الموعد الذي تحدده الاتفاقية الأمنية، لأن الجيش العراقي لن يبنى في غضون ثلاث سنوات، وأضاف أن العراق بحاجة ربما لعشر سنوات من أجل ذلك.
وأضاف الدباغ أن قادة العراق في المستقبل سيقررون شكل الوجود الأميركي الذي سيحتاجه العراق بعد العام 2011. ويشار إلى أن الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد التي صادق عليها البرلمان ستطرح على استفتاء عام في يوليو/ تموز المقبل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد