"بلدة التوائم" البرازيلية.. هل نتاج تجارب "ملاك الموت"؟

05-12-2009

"بلدة التوائم" البرازيلية.. هل نتاج تجارب "ملاك الموت"؟

 أثار تحقيق تلفزيوني تناول بلدة "كنديدو غودوي" البرازيلية، المعروفة باسم "بلدة التوائم"، الكثير من الجدل في الأوساط العلمية والتاريخية، بعدما أشار إلى احتمال أن تكون ظاهرة كثرة التوائم فيها ناتجة عن تجارب سرية، أجراها ضابط نازي فر من ألمانيا بعد سقوط نظام أدولف هتلر، إثر الحرب العالمية الثانية.

وأشار التحقيق إلى أن الضابط جوزيف مينغل، المعروف باسم "ملاك الموت"، الذي كان يشرف على معسكر "أوشفيتز" المخصص لليهود خلال الحرب، كان يجري التجارب على البشر، وقد استكملها في البرازيل، حيث كان يطمح لإنشاء "عرق أري" جديد، لكن مؤرخين شككوا في الفرضية، مشيرين إلى أن مينغل لم تتح له فرصة هندسة جينات على هذا المستوى.

وبحسب تحقيق متلفز أجرته قناة "ناشونال جيوغرافيك"، بناءً على كتاب أعده المؤرخ الأرجنتيني خورخي كاماراسا، تحت عنوان "مينغل: ملاك الموت في أمريكا الجنوبية"، فإن الضابط الألماني وصل إلى البلدة البرازيلية حيث عمل كطبيب، ما أتاح له تحويل "كنديدو غودوي" إلى مختبر كبير.تجارب مروعة أشرف عليها مينغل في أوشفيتز

وجاء في الكتاب أن العامل الأبرز في ظاهرة البلدة البرازيلية يتمثل في حقيقة أن توائمها شقر الشعر بعيون زرقاء، وهي الملامح الأرية الصرف، مع أن عائلاتهم تحمل الصفات البرازيلية السمراء.

ولفت الكتاب إلى أن هذا يثبت دور مينغل الذي كان، خلال وجوده في أوشفيتز، يجري التجارب على إمكانية تحويل بشر من أعراق مختلفة وتغيير صفاتهم لجعلهم يشبهون العرق الآري، إضافة إلى محاولته اكتشاف سر حمل النساء بالتوائم، وذلك في معرض سعيه لجعل كل نساء ألمانيا يلدن التوائم، لزيادة سكان البلاد وتعويض أعداد قتلى الحرب.
ولكن هذه النظرية لقيت رفضاً واسعاً من قبل عدد من المؤرخين، بينهم جيرالد بوسنر، وهو مؤلف كتاب "مينغل: القصة الكاملة"، وواحد من بين مجموعة صغيرة من الباحثين سمحت السلطات الألمانية لهم بمراجعة آلاف الصفحات التي تركها الضابط الألماني.

وقال بوسنر، إن التحقيقات الواسعة التي أجراها والساعات الطويلة التي أمضاها في مقابلة الابن الوحيد لمينغل، وعدد من كبار الضباط والأطباء الذين عملوا معه في أوشفيتز، تشير إلى أن الضابط كان خلال العقد السادس من القرن الماضي، مختبئاً في مزرعة منعزلة، تبعد آلاف الأميال عن المنطقة التي كان يعتقد أنه متواجد فيها.

كما روى بوسنر أن عائلة مينغل تمكنت من إنقاذه من الأسر بعد أن دفعت الكثير من الأموال لتمكينه من مغادرة ألمانيا، عبر التنكر بزي عامل في منظمة الصليب الأحمر، وقد انتقل إلى الأرجنتين، وعاد عام 1958 لاستخدام اسمه الحقيقي دون قلق في بيونس أيريس، بسبب اعتقاده بأن الحلفاء تركوه وشأنه.

ولكن في عام 1959، شعر مينغل بالذعر الشديد، بعد أن وجهت له السلطات الألمانية 17 تهمة بالقتل، وازداد قلقه عام 1960، عندما قام رجال الاستخبارات الإسرائيلية باعتقال القيادي النازي، أدولف إيخمن، في مطار بيونس أيريس، واقتادوه إلى إسرائيل، حيث حوكم وأعدم.

وأضاف بوسنر أن مذكرات مينغل، والمعلومات التي قدمتها عائلته، تشير إلى أنه بعد ذلك التاريخ فر من الأرجنتين إلى البرازيل، ولكنه لم يقصد "كنديدو غودوي"، بل لجأ إلى مزرعة منعزلة تقع على بعد 300 كيلومتر جنوبي مدينة ساو باولو، حيث كان يراقب الطريق كل يوم خوفاً من اعتقاله، وذلك حتى وفاته عام 1979 جراء نوبة قلبية.


ولفت بوسنر إلى أن نجل مينغل زاره في تلك المزرعة، ما يؤكد وجوده فيها، وخلص إلى القول: "ربما ظهر طبيب ألماني في كنديدو غودوي خلال العقد السادس من القرن الماضي، وربما قصدها بالفعل للفرار من قبضة العدالة، ولكنه بالتأكيد لم يكن مينغل."

يُشار إلى أن بلدة "كنديدو غودوي" يقطنها ستة آلاف نسمة موزعين على 80 عائلة، وتضم 44 زوجاَ من التوائم، وهو ما يفوق النسبة العالمية بنسبة ألف في المائة، وقد اختلف العلماء في سبب الظاهرة، فعزاها البعض إلى تحولات جينية، في حين رأى البعض الآخر أنها ناتجة عن تلوث في المنطقة.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...