بلدة المليحة:قصة الحرب والسلام المتعثر

08-11-2013

بلدة المليحة:قصة الحرب والسلام المتعثر

سطع اسم المليحة في الأيام القليلة السابقة وتزايد فيها نشاط المجموعات الإرهابية المسلحة التي وفد إليها مئات المسلحين بعد تضييق المساحة التي ينتشر فيها المسلحون في شبعا والحتيتة ومحيط السيدة زينب. وقد قام المسلحون بالهجوم بعربة مفخخة على حاجز تاميكو والهجوم المسلح عليه وإغراق مدينة جرمانا بعشرات قذاف الهاون التي أوقعت عشرات الشهداء ومئات الجرحى وهذا مالفت نظر القيادة الميدانية في الغوطة الشرقية بأنها باتت تشكل خطرا كبيرا ويجب إيقاف كل الأعمال الارهابية التي تنطلق من أرضها .

مصادر خاصة أكدت التجهيز للقيام بعملية عسكرية في المليحة قد تستمر لأيام بل أسابيع نظراً لأعداد المسلحين الكبيرة وطبيعة التسليح المتطور لدى المسلحين والتحصينات التي قاموا بها في البلدة والانفاق بين مزارعها وأكدت المصادر أن سبب العملية الأساسية هو تأمين مدينة جرمانا كهدف رئيسي من قذائف الهاون بعد تأمين بلدة السيدة زينب من القذائف بعد السيطرة على السبينة والبويضة والديابية والحسبينية والبحدلية .

 موقع بلدة المليحة
 

 تقع بلدة المليحة شرق مدينة دمشق ضمن الغوطة الشرقية وتمتد عبر بساتين الغوطة من الطريق  الواصل الى بلدات حران العواميد والعتيبة الذي يفصلها عن قرية جسرين ومناطق سقبا فدوما ومن جهة الغرب بلدة جرمانا وشبعا ومن الجنوب بلدة زبدين ودير العصافير اما من الغرب فأقرب المناطق السكنية اليها هي الدخانية وحي الكباس السكني. وهناك قرى صغيرة تتصل بالمليحة وتتبع لها اداريا هي زبدين دير العصافير وحتيتة الجرش وفيها بناء بلدية ومخفر ومركز بريد ومركز هاتف ومستوصف حكومي أخليت جميعها منذ بداية الاحداث وأول ظهور مسلح في المليحة كان بتاريخ 11 6 2011 و بعدها تم مهاجمة المخفر وتخريب كل دوائر الدولة لتبدا بعدها المواجهات ومهاجمة ادارة الدفاع الجوي ومن اهم احياء المليحةبلاط والعمادية

 المليحة وملف المصالحة
 

 حاولت لجان المصالحة الوطنية عبر أكثر من ثلاثة أشهر التدخل لحل أزمة المليحة وعودة الأمان والأهالي لممارسة أعمالهم وإعمار البلدة من جديد ونجحت لجان المصالحة في خلق أكثر من هدنة لأيام لم يلتزم بها المسلحون بل كانو يخرقون كل هدنة إما بسيارة مفخخة أو بالهجوم على ادارة الدفاع الجوي. وكان ملف المصالحة في الفترة الأخيرة يسير بشكل جيد مع الأهالي لكن المسلحين نسفوه بعد الهجوم على معمل وحاجز تاميكو لينتهي ملف المصالحة بشكل كامل وأصبح لابد من حل عسكري جزري بعد فشل كل المحاولات .

الوضع الحالي للمليحــة
 

 بلدة المليحة تقع الآن بشكل كامل تحت سيطرة المجموعات المسلحة المتطرفة ويمارسون الارهاب على أهلها وأهالي البلدات المجاورة، ووجود الجيش فيها يقتصر على حواجز على أعتاب البلدة والطرق المؤدية لها، وتدخل المليحة بعد أيام عامها الأول في ظل احتلال المسلحين لجغرافية البلدة والتحكم بمقدراتها حيث تم تدمير كل المرافق الحكومية بداخلها من المقسم والبريد والبلدية وحتى المشفى الذي يقع في البلدة والذي بدأ يستخدم كمشفى ميداني للمسلحين. والبلدة كانت ذات تنوع طائفي كبير لكن تم تهجير الطرف الآخر واحتلال منازلهم وممتلكاتهم واستخدامها لصالح المجموعات المسلحة، حيث تعاني البلدة من ظلم كبير في ظل فرض أفكار تكفيرية على من تبقى من أهل البلدة. إذ تم انشاء محكمة شرعية لمحاسبة المواطنين داخل المليحة كما يعاني المدنيين من نقص في الأغذية والادوية في ظل انقطاع دائم للتيار الكهربائي .

المجموعات المسلحة وأبرز قادتها

 وثق في المليحة وجود أكثر من 20 تنظيم  إرهابي أبرزهم جيش الاسلام وجبهة النصرة وأعداد المسلحين تفوق ال 1000 مسلح بينهم 40 ضابط فار من الخدمة العسكرية من المليحة وبلدات الغوطة الشرقية كونها خط جبهة أول وسقوطها سيفتح طريق عمليات جديد إلى عمق الغوطة الشرقية، ويمتلكون مختلف أنواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، و يتم استهداف أي تجمع لهم وأي مكان يتحصنون به بسلاح المدفعية والصواريخ ما أوقع عشرات القتلى في صفوفهم وقتل 7  من قادة المجموعات أبرزهم زاهر أحمد من بلدة دوما. ولا يتوانى المسلحون في تضييع أي فرصة مصالحة بالهجوم على حواجز الجيش واستهداف ادارة الدفاع الجوي والحواجز بقذائف الهاون ومن أبرز قادة المجموعات المسلحة المدعو ابو عبدو وكان يمتلك مكتب للحج والعمرة قرب ادارة الدفاع الجوي وهو مختف حالياً، والارهابي ماهر عكاشة الذي يعد المخـطـط والرأس الأكبر لكل الأعمال الارهابية الصادرة من بلدة المليحة والمسؤول الأول عن أعمال القتل والذبح في البلدة.

 المصدر : دمشق الآن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...