بوادر انقسام أوروبي حول سياسة بوش إزاء العالم الإسلامي

10-09-2006

بوادر انقسام أوروبي حول سياسة بوش إزاء العالم الإسلامي

الجمل:  صرح وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوسيتيلازي بأن فرنسا لن تقبل بإشعال حرب الحضارات بين الغرب والمسلمين، وقد جاء تعليقه بعد تصريح الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الذي وصف فيه إيران بأنها تمثل نظاماً أكثر خطورة مقارنة بخطر شبكة تنظيم القاعدة.
وقال الوزير الفرنسي أيضاً بأن (الخير والشر) لا يمكن تحديدهما في بلد معين بوساطة المسؤولين الغربيين، وقد اعتبر المراقبون والمحللون أن تصريح الوزير الفرنسي بمثابة إشارة واضحة لواشنطن، حول رفض فرنسا لاستراتيجية الإدارة الأمريكية السياسية والأيديولوجية في التعامل مع طهران، وأن فرنسا تفهم أن استخدام منظور (صراع الحضارات) في التعامل مع الكيانات السياسية الشرق  أوسطية ينطوي على قدر أكبر من الخطورة.
هناك مخاوف أوروبية متزايدة من أن تقوم إسرائيل وأمريكا بمفاجأة المجتمع الدولي وبإشعال حرب جديدة في المنطقة، خاصة ضد إيران، ويؤدي إضافة لذلك إلى موجة جديدة من الكراهية المتزايدة ضد البلدان الغربية، بما يهدد مصالح الدول الأوروبية الرئيسة مثل: فرنسا، إيطاليا، ألمانيا وأسبانيا في المنطقة.
الخلاف الفرنسي الأمريكي الذي احتدم حول غزو العراق، هدأ وتحول إلى تعاون وثيق في إدارة الصراع اللبناني، خلال الفترة التي أعقبت مقتل الحريري، وإدارة صراع دارفور، ولكن الخلافات التي برزت حالياً بين أمريكا من جهة وفرنسا مع بعض البلدان الأوروبية الرئيسة مثل ألمانيا من الجهة الأخرى حول إدارة الأزمة الإيرانية، أصبحت خلافات من النوع الذي قد يؤدي إلى رفع التوتر العابر للأطلنطي بين الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها بريطانيا من جهة، وبقية دول أوروبا الغربية من الجهة الأخرى.
هذا ويرى المحللون أن حدوث هذا الخلاف سيصب في مصلحة روسيا والصين، وبالتالي في مصلحة إيران.
أبرز التحليلات تقول:
برغم أن فرنسا ومعها ألمانيا وبلجيكا ولكسمبرج قد أظهرت مسبقاً عدم القبول والرضا إزاء حرب واشنطن ضد الإرهاب والتوجهات السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، فقد ظلت فرنسا تعمل باجتهاد من أن لا تتأثر سلباً علاقات عبر الأطلنطي الأمريكية- الأوروبية- الغربية.
كذلك بدأت في واشنطن بوادر تشير إلى احتمالات تغييرات في سياسة واشنطن إزاء الشرق الأوسط.
إذا تخلت أمريكا عن الخيار الدبلوماسي ولجأت لاستخدام القوة ضد إيران، فعلى الأرجح أن لا تقف فرنسا إلى جانبها، إلا إذا كان هناك إجماع أوروبي غربي لإجراءات واشنطن، وفي هذه الحالة فقط، سوف تدعم باريس واشنطن، وذلك خوفاً من أن يؤدي عدم دعمها لواشنطن إلى عزل فرنسا أوروبياً.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...