26-12-2017
بوتين يرأس اجتماعاً تحضيراً لـ«سوتشي»
تأكيداً لجدية روسيا في البحث عن حل للأزمة السورية، أجرى رئيسها فلاديمير بوتين اجتماعاً لكبار مسؤولي بلاده بحثوا فيه التحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي، على حين أبدى وزير خارجيته سيرغي لافروف تخوفاً من النيّات الأميركية في سورية، مؤكداً أن تفسيرات واشنطن لاتفاقاتهما حول سورية «تفتقر إلى النزاهة»، ومقترحاً «هزّ» المعارضة ليتساقط منها الراديكاليون.
وأعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين بحث في جلسة طارئة أمس مع أعضاء مجلس الأمن الروسي مستقبل التسوية في سورية، مبيناً أن المجتمعين «تحدثوا بالتفصيل عن مستقبل التسوية في سورية في ضوء الجولة الأخيرة من مفاوضات السوريين في أستانا، وتبادلوا وجهات النظر حول التحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع في سوتشي، كما بحثوا القضية الشرق أوسطية، وجملة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية الروسية».
وكان اجتماع «أستانا 8» اختتم يوم الجمعة الماضي باتفاق الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا على عقد «سوتشي» في 29 – 30 كانون الثاني المقبل.
وبحسب ما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن بيسكوف، حضر الاجتماع كل من وزير الدفاع سيرغي شويغو، رئيس مجلس «الدوما» وفياتشيسلاف فولودين، ورئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف وغيرهم من كبار المسؤولين.
ولم يكن غياب وزير الخارجية عن الاجتماع محض مصادفة فقد كان يجري لقاءات مع وكالات أنباء ومواقع روسية تخوف خلالها من النيّات الأميركية في سورية.
وفي حديث لـ«روسيا اليوم»، قال لافروف: «مما يثير قلقنا الأنباء التي تتحدث عن تدريب واشنطن إرهابيين سابقين ومسلحين في سورية، في انتهاك صريح لسيادة سورية واستقلالها»، وأضاف: «ينتابني شعور مزدوج لدى الحوار مع المسؤولين الأميركيين حول التسوية في سورية، إذ يظهرون لنا على بعض الصعد استعدادهم للتصرف ببراغماتية».
وتابع: «يؤكدون ضرورة بقاء سورية بلداً موحداً متعدد الطوائف والإثنيات، على حين صار الغموض في الآونة الأخيرة يلف بالتعهدات التي قطعها لي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، بأن هدف واشنطن الوحيد في سورية القضاء على «داعش».
وفي تشكيك بالنيّات الأميركية المقبلة، قال لافروف: «الآن أخذوا يؤكدون لنا أن النصر التام على داعش في سورية لن يتحقق إلا بعد انطلاق التحولات السياسية التي لا بد من رحيل الرئيس السوري بشار الأسد في نهايتها. هم يفسرون الاتفاقات التي توصلنا إليها معهم بصورة تفتقر إلى النزاهة»، مشدداً على استمرار بلاده في التعاون مع الحكومة السورية بما يخدم تبنيها المواقف البناءة، «إلا أنه من الخطأ المطلق اتهام دمشق برفضها الحوار مع من طالبوا برحيل النظام».
وبهدف التمهيد إلى إنجاح مؤتمر سوتشي القادم وجولات جنيف وأستانا القادمة اعتبر لافروف أنه «لا بد من «هزّ» وفد المعارضة وإزالة بعض الراديكاليين من مجموعات المعارضة الذين انضموا إليها حين تشكيل وفودها للمفاوضات. وأرى أنه لا بد لهذا الأمر من أن ينسحب على الراديكاليين الذين لا يزالون حتى الآن منخرطين في آلية التفاوض».
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن لافروف: إن البيان المشترك الذي صدر عن لقاء القمة بين الرئيسين بوتين والأميركي دونالد ترامب في مدينة دانانغ الفيتنامية في تشرين الثاني المنصرم، يؤكد تمسك موسكو وواشنطن بالحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها وعلمانية نظامها السياسي.
وشدد لافروف على أن الحكومة السورية لن تقبل بالبقاء العسكري الأميركي في أراضيها بعد القضاء على تنظيم داعش، مضيفاً: إن هذا البقاء يشكل عائقاً حقيقياً أمام التسوية السياسية في البلاد.
من جانبها نقلت وكالة «سبوتنيك»، عن لافروف تأكيده أن توقيت اللقاء الشخصي القادم بين بوتين وترامب لم يناقش بعد، موضحاً أن بوتين وترامب تحدثا هاتفياً ثلاث مرات بعد قمة «أبيك» في دانانغ، في 21 تشرين الثاني و14 و17الشهر الجاري.
وأشار لافروف إلى أن الاتصالات بين الرئيسين تكثفت جداً في الآونة الأخيرة، ولم تقتصر على «مشهد واحد» بل تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات الثنائية والدولية بما في ذلك الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
من جهته أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية روسيا وإيران وتركيا تجري مشاورات حول جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في أواخر كانون الثاني المقبل في مدينة سوتشي الروسية.
وقال بوغدانوف في حديث لوكالة «سبوتنيك»: إن «المشاورات تجري الآن حول المسائل التي سيتم بحثها في المؤتمر والخطابات وجدول العمل آخذين بالحسبان رأي الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة».
وأضاف المسؤول الروسي: إن روسيا وإيران وتركيا تجري مشاورات في هذا الصدد كما تجري اتصالات مع الشركاء الغربيين بمن فيهم الأميركيون في هذا الشأن.
وفي رده على سؤال عن إذا ما كان يؤخذ بالحسبان رأي جميع الأطراف قال بوغدانوف: «بالطبع إلى أقصى حد».
المصدر: الوطن - وكالات
إضافة تعليق جديد