بيتي وبيبلوس حر فيه

06-05-2007

بيتي وبيبلوس حر فيه

الجمل- حمص- بسام علي:   عندما قرأنا وسمعنا ما كتب عن حملة القروض الميسرة لبنك بيبلوس اعتقدنا أننا امتلكنا منزلاً بعد أربعين عاماً من التشرد والضياع. حقيقة فرحت الزوجة والأولاد لم يتسع لفرحهتم المكان رغم نكدي الدائم وحزننا المستمر فرحت معهم في الصباح، لبست الأجمل، شددت ربطة العنق جيداً، جعلتها عريضة حتى أبدو بمظهر رجال المال والأعمال، دخلت البنك بصحبة صديق مغترب في فرنسا، قابلني شاب ظريف بنصف عمري، وباغتنا بالسؤال: ماذا أعمل وكم هو راتبي؟.. عند سماعه الرقم ابتسم بخبث وبنوع من السخرية والاستغراب وكأنه لم يسمع ما قلته. قال: هذا راتب صحفي أم ماذا..!؟ أقسمت أنه راتب صحفي بسنوات تزيد على أصابع اليدين بمرة وأكثر. ردد: راتب الزوجة. قلت: يزيد على عدد أصابع اليد، عندها ضحك كثيراً، تركني مبسمراً على كرسي ونظر إلى زبون دسم ابتعد قليلاً ليعود بعد دقائق عشر بالتمام والكمال، أستاذ اعذرني، حتى تحصل على قرض سكن ويكون بيتك وأنت حر فيه راجعني عندما يصبح راتبك 42 ألف ليرة على الأقل، عندها رددت همساً: سيدي إنكم تخدعون الناس، فالبيت ليس بيتي وأنا لست حراً فيه، وهل تعتقدون أيها السادة أن في بلدنا موظف يزيد راتبه على 42 ألف.. ضحك مرافقي حتى كاد يقع أرضاً: أنا راتبي ألف يورو واشتريت منزلاً في فرنسا.
انتهى الوقت مع السلامة، خرجنا بعدها ألملم خيبتي مردداً: سامحكم الله جميعاً فالمرأة والولد تحسب أن الرجل على كل شيء قدير، وأقسمت بأنني سأبقى بعد الآن بدون منزل وأموت بلا مأوى.

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...