تأهيل أنفاق جر المياه إلى دمشق بعد 75 عاماً من وضعها في الخدمة

08-02-2007

تأهيل أنفاق جر المياه إلى دمشق بعد 75 عاماً من وضعها في الخدمة

في ظل الوضع المائي الصعب الذي تعانيه دمشق، وشح الأمطار والجفاف وبوصول مصادر المياه المتاحة لدمشق الى مرحلة لا تستطيع معها تلبية كافة احتياجات المدينة لحظت الخطة الوطنية التاسعة سياسة لاستخدام المصادر المائية بشكل أكثر فاعلية، كما وضعت أولوية لإعادة تأهيل المنشآت الموجودة. من هنا كان مشروع تأهيل أنفاق جر المياه الى مدينة دمشق.

المهندس موفق خلوف يؤكد على أهمية المشروع وما يوفره من هدر للمياه فيقول: يوجد نفقان لجر المياه من نبع الفيجة الى خزان الوالي في مدينة دمشق حيث يتم تنظيم التدفق وتوزيع المياه الى المشتركين عبر الشبكات التي يزيد طولها عن 1800 كم. تم انجاز النفق القديم الذي يبلغ طوله 16.2 كم في العام 1932، أما النفق الجديد والذي يبلغ طوله 14.4 كم فقد تم إنجازه في العام 1980 ينقل النفقان المياه بمعدل 85% من الاستهلاك المطلوب لمنطقة دمشق وبالتالي فهما يشكلان عصب تأمين المياه فصيانة الأنفاق والحد من التسرب تعتبران قضايا أساسية في معالجة مشكلة أزمة المياه في دمشق. ‏

النفق القديم وبسبب طول عمره في الخدمة والذي امتد لحوالي 75 عاماً فهو في حالة تدهور كبير وتم قياس نسبة ضياع المياه فيه فوصلت حتى 27% وكشفت الدراسات أن معظم هذا الضياع يحدث على بعد 3 كم من مدخل النفق باتجاه دمشق وظهرت شقوق طولها حوالي 45 متراً على بعد 300 متر من مدخل النفق إضافة الى عيوب أخرى. ‏

أما النفق الجديد فما زال سليماً نسبياً حيث تبقى نسبة الضياع فيه منخفضة بمعدل 1% ما يعكس قصر مدة خدمته التي تبلغ 25 سنة. 
 غير أن البطانة البيتونية متدهورة على بعد 3.170 كم من مدخل النفق وهذا الوضع سيتفاقم في حال لم يتم اتخاذ التدابير المضادة للمعالجة. ‏

تقدمت الحكومة السورية بطلب الى حكومة اليابان عام 2003 للمساعدة في إعادة تأهيل الأنفاق وقبلت الحكومة اليابانية وقامت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» بارسال فريق الدراسات الأولية الى سورية عام 2004 حيث أكد الفريق أن الأنفاق بحاجة الى أعمال إعادة تأهيل، على أثر ذلك أرسلت جايكا فريق دراسة التصميم الأساسي الى سورية ووضع مسودة تصميم أولي عام 2005 وتم الاتفاق مع الحكومة السورية وبدأت الأعمال في النفق القديم والجديد. ‏ ‏

يذكر المهندس خلوف أن المشروع لا يشمل فقط إعادة تأهيل الأنفاق ولكنه يضع أيضاً نظاماً للصيانة الدائمة من خلال إعداد كتيب للتدريب، والى جانب ذلك يتم من خلال المشروع تأمين نظام مراقبة متطور في خزان الوالي الجديد من أجل قياس الازاحة في الخزان الجوفي والتدريب على دراسة استقرارها. ‏

وبعد أن تم اختيار متعهد ياباني من خلال عملية التأهيل المسبق وطرح المناقصة وبعد شهرين من الدراسة التصميمية والذي تم في اليابان في الشهر الأخير من عام 2005 بحضور مندوبين عن المؤسسة وجايكا تم انجاز الأعمال في إعادة تأهيل الأنفاق خلال 11 شهراً وبلغت التكاليف التقريبية للمشروع حوالي 390 مليون ين ياباني. ‏

ومن المتوقع ان يقوم المشروع بتقليل نسبة الضياع في المياه /3.21/ مليون م3 بالسنة في النفق القديم وهذا يماثل توفير 1.6 % من كمية المياه المقدمة من قبل المؤسسة والكمية التي سيتم توفيرها تعادل تطوير مصادر مائية تكفي /71/ ألف شخص بافتراض ان الاستهلاك الحالي للمياه يبلغ 124 ليتراً للشخص باليوم، اضافة لذلك فإن للمشروع آثاره الايجابية وحيث ان معالجة الشقوق الانشائية في النفق القديم ستقوم بتحسين سلامة النفق ومعالجة الشقوق البيتونية والثقوب وسيطيل ذلك من عمر النفق القديم أما برنامج المساعدة التقنية فسوف يساعد في تعزيز تقانات تأهيل الأنفاق لدى الفنيين السوريين للحؤول دون تدهور حالة الأنفاق مع مرور زمن وضعها في الخدمة في المستقبل. ‏

وسيتم من خلال المشروع اجراء تفتيش دوري للأنفاق بعد انجازه ومعالجة الأضرار عندما تكون في مراحلها الأولى وسيتم الاهتمام بالنفق ليس من الداخل فقط ولكن من سطحه الخارجي أيضاً. ‏

سناء يعقوب

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...