تجدّد الاشتباكات في جنوب السودان ومشار ينفي «الانقلاب»

19-12-2013

تجدّد الاشتباكات في جنوب السودان ومشار ينفي «الانقلاب»

نفى النائب السابق لرئيس جنوب السودان، ريك مشار، وجود أي محاولة انقلابية، أو تورطه في «محاولة الانقلاب المزعومة» في العاصمة جوبا، في وقت أعلن فيه مصدر رسمي في الجيش الشعبي لتحرير السودان (حكومي)، أن قوات حكومية موالية لمشار انشقت عن القوات الحكومية، وقامت أمس بالسيطرة على مدينتين في ولاية جونقلي الواقعة شرق البلاد، وشمالي العاصمة.
 وفي حين حذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، من أن العنف في جنوب السودان، الذي أدى إلى مقتل مئات الاشخاص في الايام القليلة الماضية، قد ينتقل إلى مناطق أخرى في البلاد، دعا الرئيس سلفاكير ميارديت ممثلي البعثات الأجنبية في بلاده إلى إعادة موظفيهم.
 أما مشار، الخصم الرئيسي لسلفاكير ، فوصف ما جرى بأنه «محاولة غير ديموقراطية أخرى من جانب الرئيس سلفاكير للتخلص من منتقديه السياسيين في الحزب والحكومة».
 وفي تصريحات وصفتها صحيفة «سودان تريبيون» بأنها حصرية، تحدث مشار للمرة الأولى منذ اندلاع معارك يوم الأحد الماضي، وقال إن «أعمال العنف يوم الأحد في جوبا مجرد سوء فهم بين الحرس الرئاسي. لم يكن هناك انقلاب»، مضيفاً أنه «ليس لدي أي صلة أو معرفة بأي محاولة انقلاب».
 واستبعد مشار صلة أي مسؤول في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الحاكمة بمحاولة الانقلاب المزعوم.
 لكنّ نائب الرئيس السابق أصرّ على أن سلفاكير كان يبحث فقط عن وسيلة لاتهامهم زوراً «من أجل إحباط العمليات الديموقراطية» التي كانت تطالب بها جماعته باستمرار داخل الحزب الحاكم في البلاد.
 وقال مشار للصحيفة، إن كير انتهك الدستور مراراً، و«لم يعد الرئيس الشرعي».
 وأوضح «ما كنا نريده التحول الديموقراطي للحركة الشعبية، ولكن سلفاكير يريد استخدام محاولة الانقلاب المزعومة من أجل التخلص منا للسيطرة على الحكومة والحركة الشعبية، ونحن لا نريده (أن يستمر) رئيساً لجنوب السودان أكثر من ذلك».
 وكانت مصادر محلية أشارت إلى أن النائب السابق للرئيس فرّ، مساء الثلاثاء، من العاصمة جوبا إلى «بور» عاصمة ولاية جونقلي، شرقاً، حيث توجد قوات حكومية موالية له من قبيلته «النوير»، وذلك على إثر الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد منذ الأحد الماضي.
 ووفقاً للمصادر التي تحدثت من جونقلي لـ«الأناضول»، وفضّلت عدم ذكر هويتها، فإن «مشار (الملاحق أمنياً من قبل حكومة جوبا بعد اتهامه، الاثنين، بمحاولة تدبير انقلاب) خرج من جوبا ليلاً، مشياً على الأقدام، ووصل إلى بور في ساعات الصباح الأولى من هذا اليوم».
 وأضافت المصادر أن «القوات الحكومية الموالية لمشار في بور تبسط سيطرتها في هذه الأثناء على المنطقة هناك».

ووفقاً لما ذكره المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد فيليب أقوير لوكالة «الأناضول»، فإن القوات الموالية لمشار سيطرت على منطقتي «ملوال شات» و«فان فانديار» في ولاية جونقلي، مشيراً إلى استمرار القتال بين قوات حكومة جوبا والقوة المنشقة في منطقة «فكواو» التي تبعد مسافة ثلاثة كيلومترات خارج مدينة بور عاصمة الولاية.
 وتواصلت المعارك بين الطرفين أمس في منطقة مقري العسكرية في ولاية جونقلي، فيما تسود حالة من الهلع والخوف وسط المدنيين الذين أخلى معظمهم المنطقة متوجهين إلى القرى والمناطق المحيطة.
 وذكرت الأمم المتحدة في جنوب السودان أن قتالاً اندلع صباح أمس في منطقة بور، وقالت على موقع «تويتر» إن أكثر من ألف مدني لجأوا إلى مجمعها. كذلك تحدثت عن اشتباكات في قاعدة عسكرية في «توريت».
 وقال دبلوماسي في جوبا إن اتساع نطاق القتال يدفع بالبلاد صوب صراع عرقي «من الصعب الرجوع عنه»، مضيفاً أن سلفا كير زاد من خطر حدوث هذا عندما وصف الاشتباكات بأنها محاولة انقلاب وليس مجرد اقتتال داخل الجيش.
 وأضاف «سيؤثر هذا على كثير من الدول... ستكون هناك عواقب سلبية على الجميع».
 ويمكن أن يهدد اتساع نطاق الصراع المعونات الحيوية للبلاد، وأن يستغله السودان الذي يختلف مع الجنوب باستمرار على قضايا الحدود والنفط والأمن. ومن شأن ذلك أيضاً أن يضرّ جهود بناء دولة فاعلة في الجنوب.
 لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، أبوبكر الصديق، قال لوكالة «رويترز» عبر الهاتف إن «الرئيس عمر البشير أجرى قبل يومين اتصالاً بأخيه الرئيس سلفا كير، وهذا يعبّر عن مدى الاهتمام السوداني بما يدور فى الجنوب... ونقول إن أمن جنوب السودان واستقراره من أمن جمهورية السودان واستقرارها».
 في هذا الوقت، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تنظم رحلات جوية لإجلاء مواطنيها، بينما أعلنت بريطانيا إجلاء بعض العاملين في سفارتها، وتجمع أسماء الرعايا الراغبين في المغادرة.
 وقال دبلوماسيون إن الأمم المتحدة تلقّت تقارير تفيد بمقتل ما بين 400 و500 شخص وجرح زهاء 800 آخرين في الاضطرابات الأخيرة في البلاد التي أعلنت الاستقلال عن السودان في 2011 بعد صراع دام عقوداً.

 

المصدر: الأخبار+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...