تجفيف منابع الإرهاب على الحدود اللبنانية السورية
أكّدت مصادر أمنية لبنانية رسمية رفيعة المستوى أن طرد الجيش السوري وحزب الله لمسلحي المعارضة من بلدة رنكوس في القلمون قطع عملياً أي تواصل مباشر بين بلدة عرسال والمناطق المحيطة بها. وقالت المصادر إن هذا التطور يعني تجفيف منبع الإرهاب الانتحاري الذي ضرب لبنان انطلاقاً من القلمون السورية، خصوصاً أن الإجراءات الأمنية الحدودية على الجانبين تحول دون تحوّل مناطق الزبداني وقرى القلمون التي لا تزال في يد المعارضة إلى قاعدة للإرهاب الذي يستهدف لبنان، باستثناء قدرة المعارضين على إطلاق صواريخ، وهو ما لن يستمر طويلاً، بفعل الهجمات التي سيشنّها حزب الله والجيش السوري على مواقع المعارضة في المنطقة. وقالت المصادر إن المجموعات التي كانت مرتبطة بتنظيمات «جبهة النصرة» و«داعش» و«كتائب عبدالله عزام» في القلمون تحوّلت إلى «فلول يسهل التعامل معها في لبنان، بسبب انقطاع طرق الإمداد من سوريا، وبسبب عمليات التوقيف التي نفذتها الأجهزة الامنية اللبنانية، خصوصاً الجيش، خلال الأسابيع الماضية».
ولفتت المصادر إلى أن توقيف المطلوب محمد ق. أول من أمس نموذج عن العمليات التي ستتم مستقبلاً، إذ جرى القبض على المطلوب بهدوء تام، رغم أنه من أخطر المشتبه في تورطهم بالتفجيرات الانتحارية في لبنان. وقالت المصادر إن مجموعة عرسال التي تضم بقايا مجموعة عمر وسامي الأطرش، والتي كانت تساهم في نقل السيارات المفخخة من سوريا إلى لبنان، تشرذمت، وهي بين قتيل وموقوف وفار. وأكدت أن ما يجري لا يعني انتفاء قدرة الجماعات الإرهابية على تنفيذ عمليات في لبنان، إلا أن ذلك صار أصعب من قبل، وسيتم بشكل فردي، كما في حالة عبد الغني جوهر الذي نفذ عمليات تفجير ضد الجيش عام 2008 في طرابلس وعكار، قبل أن يتم توقيف مجموعته وتواريه إثر ذلك عن الأنظار.
سياسياً، في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وفيما عدا إعلان النائب روبير غانم «أنه مرشّح لرئاسة الجمهورية ومع خلق قوة للاعتدال في لبنان»، استمر الجمود مسيطراً على هذا الصعيد في ظل غياب المشاورات بين الحلفاء، إن في معسكر 8 آذار أو في 14 آذار. ويبدو أن الفريقين ينتظران كلمات سر خارجية للسير بمرشح توافقي بين المعسكرين المذكورين والوسطيين.
وهذا التوجه التوافقي عكسه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي لفت إلى أنه يوجد «في لبنان توازن دقيق بين القوى السياسية الفاعلة أو ما يسمى 8 و14 آذار». وقال: «لا هم أكثرية ولا نحن أكثرية، وحتى ولو كان أحد الفريقين أكثرية، فإنَّ طبيعة التوازنات في لبنان لا تسمح بغلبة على مكوّن طائفي من المكونات المعروفة في لبنان، لأننا بذلك يمكن أن نوجد حالة من الصدام والصراع الذي يبدأ ولا ينتهي».
ورأى في اللقاء السياسي الذي نظمه الحزب مع فاعليات وأهالي منطقة الشياح أن «أي حلول في لبنان أو أي عمل يتطلب نموذجاً من التوافقات السياسية التي تقرّب الأفرقاء بعضهم من بعض ولو بالحد الأدنى، كي يبقى لبنان مستمراً، وإلا فالغلبة في لبنان لا تلغي أحداً، ومن يتّكل على القوى الدولية ليستأثر لن ينجح. الخيار الوحيد هو التفاهم مع الأطياف المختلفة للوصول إلى نتيجة». وأكد أن «حزب الله حاضر لحوارات ثنائية وغير ذلك مع أي فريق، عندما يكون هدف الحوار تحسين الواقع اللبناني والتعاون بين الأطراف المختلفة، ولسنا خائفين، لا من الحوار ولا من الجلوس مع أحد».
وفي السياق، يطلق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأربعاء المقبل برنامجه الرئاسي للانتخابات الرئاسية في معراب.
من جهته، أوضح مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط ايمانويل بون، بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في قصر بسترس، أن «النواب اللبنانيين هم الذين ينتخبون الرئيس الجديد، وكما تشكلت الحكومة الجديدة بإرادة السياسيين، يمكن انتخاب رئيس جديد».
وكان لافتاً أن الخبر الرسمي الذي وزعته وزارة الخارجية عن اللقاء تضمن الآتي: «وسئل إذا كانت فرنسا تؤيد ترشيح العماد ميشال عون، أجاب: نحن لا نشكل الحكومة ولا نصنع الرئيس ولا ندخل في التسميات بقدر ما يهمنا برنامج الرئيس وطروحاته السياسية، ونشجع على إجراء الانتخابات ضمن المهلة الدستورية والتأكيد على دور المؤسسات في لبنان. قيل له إن العماد عون يتمتع بشعبية واسعة، فلم يجب، مكتفياً بالقول إن برنامج الرئيس ليس مهماً في لبنان لأن الحكومة مجتمعة هي التي تقرر». ولاحقاً، جرى سحب هذه الفقرة من الخبر الذي اعتمدته «الوكالة الوطنية للإعلام».
الأخبار
إضافة تعليق جديد