تحقيق حول أخطار الملونات الغذائية على الأطفال

20-01-2008

تحقيق حول أخطار الملونات الغذائية على الأطفال

قالوا لنا: المستهلك على حق.. احترم رأي المستهلك, والمستهلك غالبا هو الضحية

- لسنا مع أو ضد أصحاب المنشآت الصناعية‏

- المراقبة على أغذية الأطفال تنحصر بوجود شكوى‏

- لا يمكن منافسة المنتجات الأجنبية‏

المخبرية ميادة في مركز السموم التابع لوزارة الصحة فتحت كيس رقائق البطاطا فوجدت بداخله برغياً وعندما تقدمت بشكوى إلى الجهات المعنية قالوا: لا نستطيع التحقيق بالشكوى وإدانة المعمل لأن الكيس كان مفتوحا وحتى ينظر بأمر الشكوى يجب أن ترفقيها بكيس آخر من نفس النوعية مغلق وبداخله برغي عندها نغلق المعمل.‏

أصحاب المعامل يحمون أنفسهم بعبارة لسنا مسؤولين عن سوء التخزين وكأن كل الشروط والمواصفات القياسية محققة, وسوء التخزين هو السبب الوحيد للتسمم الغذائي الذي يصيب معظم الأطفال جراء تناولهم رقائق البطاطا أو المشروبات المضاف إليها ملونات, والأهل يرمون بالكرة إلى الإعلان إذ لا تخضع الإعلانات عن منتجات أغذيةالأطفال لأي رقابة أو تحذيرات صحية والتلفزيون ضيف إجباري والطفل يولد استهلاكيا خاضعا للدعايات اليومية, أما المعنيون فالكلام عن هذا الموضوع ( أغذية الأطفال) يعني المسؤولية والمسؤولية تعني المحاسبة.‏

والاصطدام مع أصحاب المنشآت الصناعية وبالنسبة للدراسات والأبحاث ترقد مهملة في المستودعات تأكلها الفئران, والرقم غاب لأنه يقيم الدنيا ولا يقعدها فماذا لو عرف المواطن أن 75% من الجبنة التي في الأسواق ملونة.‏

- بداية توجهنا إلى أحد المعامل لأغذية الأطفال (رقائق البطاطا وشيبس العربي). صاحب المعمل قال: تلعب نوعية الزيوت والمواد الأولية وورق التغليف والرطوبة دورا هاما في مدة صلاحية المنتج ونوعيته وجودته فمثلا زيوت القطن ليست صالحة لهذه الأمور وكذلك طريقة القلي فإذا زادت درجة الحرارة احترق المنتج وإن قلت عن الدرجة المطلوبة خرج المنتج غير ناضج, ما يهمنا نحن وعلى مدار 40 سنة هو الحفاظ على الاسم فالمواد الأولية لم تتغير أبدا (ذرة إيطالي, بتهير هولندي, ورق تغليف من دبي, زيت من ماليزيا) وخطوط الانتاج آلية ومخبر تحليل متطور لفحص منتجاتنا ولا يمكن منافسة المنتجات الأجنبية.‏

في معمل علكة نازك يقول الحاج قاسم جمعة الزبادنة: المنتج هو الذي يبيع نفسه لكن الإعلان قد يساهم ويحرك البيع لكن جودة المنتج تفرض نفسها على السوق فمنذ عام 1983 ونحن ننتج بضاعة بمواصفات جيدة, وسوء العرض من قبل البائع هو المسؤول عن سوء المنتج.‏

- د. المهندس عبد اللطيف البارودي مدير الشؤون الفنية قال: أغذية الأطفال ليست محصورة بالطفل وحده, بل يأكلها الصغير والكبير, ولكن معظم مستهلكيها من الأطفال ومن هنا تأتي أهمية مراقبتها وسلامة صحتها, ونتائج المخابر هي التي تؤكد سلبية أو إيجابية غذاء ما, ملون ما وبدورنا نركز على العرض والتغليف إذ يحظر على محال إنتاج وبيع المواد الغذائية السائبة والمحضرة لتناولها بشكل مباشر دون معالجة أو تحضير حراري (مثال: حمض جاهز, لبن, لبنة, أجبان, زيتون , مخللات, رب البندورة, الحلويات, المشروبات والعصير غير المغلف وما يماثلها) عرضها خارج المحل ودون تغليف أو تعليب أو حماية من العوامل الجوية ويشمل الخطر مقبلات الأطفال المغلفة أو المعبأة, ويعاقب مخالفو هذا القرار بالعقوبات المنصوص عنها في القانون رقم 58 لعام 1960 المتعلق بقمع الغش والتدليس ويتم ضبط هذه المخالفات بالمشاهدة بموجب ضبوط تموينية ودون الحاجة إلى أخذ عينة لتحليلها, ونحن كأجهزة رقابية لا سلطة لنا على متحرك وهذه الأغذية المكشوفة ضررها كبير على الطفل, وبالنسبة لأخلاقيات تصنيع أغذية الأطفال فالأمر أهم إذ يجب تعبئتها بأشكال لائقة وليس على شكل ظروف تشبه ظروف حبوب السيتامول أو المراهم أو نضحك على الطفل بوجود هدية غير موجودة أصلا من أجل الربح والبيع بكمية أكبر.‏

الدكتور عبد الوهاب المرعي أستاذ في قسم علوم الأغذية - كلية الزراعة جامعة دمشق: لنحصل على الشيبس الجيد يجب أن تكون شرائح البطاطا طازجة لونها أصفر ذهبي, الكيس غير منتفخ, مقلية بإحدى الزيوت النباتية الصالحة للاستهلاك البشري, وجميع أغذية الأطفال ممنوع إضافة المواد الحافظة لها, أما بالنسبة للملونات التي تضاف إلى أغذية الأطفال فهي صنعية لأن الملونات الطبيعية غالية الثمن ولا يستطيع أصحاب المنشآت استخدامها مقارنة بسعر المنتج أما الملونات الصنعية فمنها ما هو مسموح به وذلك بعد إجراء دراسات وتجارب من قبل منظمة الصحة العالمية للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك البشري ولكن أثبتت الدراسات أن بعض الألوان المسموح بها سابقا تتسبب بمشكلات:‏

1- صعوبة امتصاص هذه الملونات‏

2- حدوث إسهال أو إقياء‏

3- مضاعفات للذين يعانون من الربو‏

والمخابر هي التي تؤكد صحة المنتج ولكن هناك مشكلة بطريقة أخذ العينة إذ إن العينة يجب أن تؤخذ بشروط معينة والمخبري هو الذي يقوم بذلك بنفسه.‏

د. غياث سمينة رئيس اللجنة العلمية في جمعية حماية المستهلك يقول: على اعتبار أن المواصفة القديمة للملونات المستخدمة قد تجاوزها الزمن فقد تم تشكيل لجنة ضمن هيئة المواصفات العربية السورية لإعداد مسودة مواصفة للملونات المستخدمة في الأغذية وقد قامت اللجنة باختيار ثلاثة قوائم للملونات والأغذية التي تضاف إليها أصدرتها الجهات الآتية:‏

1- الكودكس (دستور الغذاء التابع لمنظمة الأغذية الدولية أو منظمة الصحة العالمية).‏

2- قوائم الملونات التي أصدرتها الهيئات الرسمية مع الأغذية والأطعمة المضافة إليها مع المقادير والكميات العظمى المستخدمة في نوعية الغذاء (الاتحاد الأوروبي).‏

3- قائمة هيئة الغذاء والدواء الأميركية وهي شاملة وافية وكان دور اللجنة هو القيام بإجراء تقاطعات بين ما هو مسموح بين هذه الجهات الثلاث وما هو ممنوع وبصورة عامة يجب ألا تتجاوز الملونات في الأغذية 200 ملغ في كل كغ بالغذاء وعلى كل حال لا بدمن القول إن إضافة الملونات إلى الأغذية هي فعلا شر لا بد منه, ونحن في جمعية حماية المستهلك يقتصر دورنا على التوجيه والإرشاد ووزارة الاقتصاد هي الجهة التنفيذية الخاصة بالرادع واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع الغش والتدليس.‏

د. أحمد ديب شاش-جامعة دمشق- أستاذ أمراض الطب المهني والوقائي: المضافات الغذائية هي عبارة عن مواد كيماوية تضاف للأغذية لتصبح جزءا منها وتؤثر في مواصفاتها وهي نوعان مغذية وغير مغذية وهي التي فيها الخطورة, وثبت استنادا إلى مواصفات دولية (منظمة الصحة العالمية) أن بعض المضافات وخاصة الاصطناعية قد تكون خطيرة جدا ولذلك لا يعطى صاحب المنشأة موافقة نهائىة فورا إنما موافقة مبدئية تتعلق بتركيز الملون ونسبته ومن ثم يعاد تقييم هذا المضاف بعد فترة لأن لبعضها آثاراً صحية سيئة, مثلا الملون كراميل (3) حيث تبين أنه يؤدي لنقص الكريات اللمفاوية والبعض يؤدي إلى ظواهر الإرجانية التحسسية مثال من المواد الحافظة حمض البانزويك والبعض قد يكون له تأثير مشوه مثال المذيبات والبعض له تأثير سمي عام مثل مضادات الأكسدة كنترات الصوديوم الذي يؤدي لتشكل الميتروغلوبين (قلب الخضاب إلى غير فعال, غير قادر على نقل الأكسجين) وقد يؤدي إلى حدوث السرطان إضافة لتأثيرات أخرى مختلفة كالتأثيرات التناسلية على عمليات الشيخوخة والتأثيرات الاستقلابية وحرصا من المنظمات الدولية على عدم التعرض لهذه الآثار الصحية وضعت خطوطا عامة يجب التقيد بها للوقاية من هذه الآثار الضارة للمضافات أهمها:‏

1- الالتزام بالمعايير الدولية الصحية لمقدار المضافات الكيماوية في الأغذية المسموح بها.‏

2- يجب تبيان الكميات المضافة على العبوة الموضوع فيها الغذاء.‏

3- بيان المواد الداخلة بالأغذية.‏

4- وضع نشرة على مغلف الأغذية تظهر هوية الغذاء والمسؤول عن صناعته وتعبئته وتوزيعه.‏

5- وضع التشريعات اللازمة لمنع المخالفات الصحية.‏

6- ضرورة وجود جهة رقابية دائمة لمراقبة ومتابعة هذه التشريعات.‏

ولا بد من اعتماد ما يسمى السلة الغذائىة للمراقبة اليومية واختيار عشوائي للأغذية وإخضاعها للتحليل والتأكد من صحتها وماذا عن هيئة الأغذية والدواء؟‏

د. فواز سيوف - أستاذ في كلية العلوم:‏

إن الحد من مخاطر المواد الغذائية المقدمة للأطفال على أشكال مختلفة وألوان وطعوم متنوعة مسألة تحتاج إلى تشارك مؤسسات وتخصصات كثيرة وعلى المؤسسات الوزارية صاحبة القرار أن تساعد في تطوير المعايير المتبعة في التراخيص والرقابة الصحية والصناعية بناء على الأبحاث العالمية والوطنية وأخذ خصوصية البلد بعين الاعتبار بإجراء دراسات مستقلة لتقدير مدى مطابقة المعايير المتخذة والمعتمدة على دراسات أجنبية للحالات المشابهة في سورية والتوجه إلى صاحب المنشأة الصناعية والبحث في الوسائل التي تحقق غرض المنتج في استثمار ناجح ومربح له والتوجه للمستهلك ومساعدته في إيجاد معايير انتقاء سريعة وسليمة صحيا واقتصاديا وتحصين المواطن بالعلم والمحاكمة وليس بالمنع والترهيب بالأمراض.‏

د. عصام انجق- رئيس قسم الأطفال في مشفى الأطفال: يتصف التسمم الغذائي بحدوث أعراض حادة وشديدة تنجم عن تناول طعام أو شراب ملون, وتكون عادة بشكل إقياء وإسهال حادين وقد ترافق ذلك أعراض أخرى, وتختلف شدة الأعراض وزمن حدوثها بعد تناول المادة الغذائية المسببة حسب نوع الجرثوم أو المادة السامة الموجودة في الغذاء فعندما تكون المادة المسببة هي مادة كيماوية أو ذيفانات من الأسماك أو ذيفانات جاهزة من جراثيم العنقوديات فإن هذه الفترة تتراوح ما بين 1-6 ساعات أما الجراثيم المنتجة للذيفانات المعوية والجراثيم الغازية وبعض أنواع الفيروسات وبعض أنواع التسممات بالفطور فإن الفترة ما بين تناول المادة وحدوث الأعراض تتراوح ما بين 16-48 ساعة وهنا يكون الأمر أكثر صعوبة في تحديد العامل المسبب.‏

ومعالجة الأعراض الناجمة عن التسمم الغذائي تكون عادة عرضية بإيقاف الإقياء عن طريق إعطاء مضادات الإقياء وإعطاء السوائل والأملاح لتعويض التجفاف أو منع حدوثه ويكون ذلك إما عن طريق الفم إذا لم يكن هناك إقياء أو كان متوقفا أو عن طريق الوريد في حال وجود الإقياء.‏

د. محمد الرفاعي- جامعة دمشق- قسم الإعلام: ترويج الأطعمة على اختلافها بما فيها المعلبة ولا سيما الموجهة للأطفال لا تدرج ضمن برامج إعلامية بقدر ما هي مواد إعلانية تصل إلى الجمهور فضلا عن وسائل الإعلان الأخرى تصل عبر وسائل الإعلام, وهذه وظيفة من ظائف الإعلام ممثلة في الإعلان والمساهمة في ترويج السلع والخدمات, خدمة للجمهور والفعاليات الاقتصادية وقيمة مضافة لحركة تداول السلع والخدمات وهذه مشروطة في أخلاقيات الإعلان التي نشهد تراجعها في الآونة الأخيرة لأسباب عديدة لعل أبرزها خضوع وسائل الإعلام لرغبات المعلنين في عرض الميزات المتنوعة لسلعهم على حساب الحقيقة أو على حساب التنمية الوطنية وغياب الوعي الرقابي أو تراجع دوره.‏

من أبرز أهداف الإعلان إحداث رد فعل (سلوك) إيجابي تجاه السلعة أو الخدمة وهو ما أدى لتطور تقنيات الإعلانات لمضاعفة هذا التأثير في زيادة تبني الصغار للسلع والخدمات المعلن عنها بل قد يتضاعف هذا التأثير ويصبح خطرا في حال وقوع الأطفال تحت تأثير الوسائل الإعلامية وعدها مرجعية فكرية (كم من الأطفال يحاول الطيران من الشرفة تقليدا لسوبرمان).‏

وواحدة من تقنيات الإعلانات اعتمادها على التكرار الممنهج والصوت المؤثر والصورة الخلاقة والمؤثرات السمعية والبصرية ولو نظرنا إلى قائمة الإعلانات الموجهة للأطفال نجدها تتركز على الأطعمة والمشروبات لعدة أسباب منها أن هذه السلع تحتاج للترويج نظرا لقصر عمرها الزمني وزيادة حدة المنافسة بين هذه السلع (الزيادة في العدد والنوع والمنافسة في السعر) رغبة المنتجين في زيادة رقعة تصريف منتجاتهم وزيادة الأرباح ولو افترضنا أن هذه الأطعمة المقدمة للأطفال (الجاهزة والمعلبة) تنتج وتوزع وتستهلك في ظروف مثالية يطال تأثيرها تحول الأبناء من نمط غذائي إلى آخر ربما لا يكون سليما وفوق ذلك يلغي البعد الاجتماعي في الجانب الغذائي لأن تناول هذه الأطعمة فردي وبعيد عن الأسرة, فماذا لو قلنا أنها تحتوي على أخطاء صناعية وتوزيعية واستهلاكية ستبدو المشكلة أعقد, أرجو ألا تفهموا من كلامي أنني أنظر إلى كل ما ينتج ويقدم للأطفال أنه يجب تحريمه ولكني أدعو للاعتدال بمعنى ألا تصبح هذه الأطعمة بديلا عن نظام الأسرة الغذائي لا بأس من تناولها في فترات بعيدة عن أوقات الطعام الأسري ولا بأس من تناولها على فترات متباعدة.‏

يتشكل الأكريلاميد أثناء قلي أو شوي أو خبز العديد من أنواع الطعام مثل البطاطس ومنتجات القمح والقهوة, ولقد سبب الأكريلاميد لدى الفئران إصابة بالسرطان في دراسات أجريت لفترات طويلة.‏

قررت اللجنة المشتركة المعنية بالمضافات الغذائية أن المتناول المقدر يوميا من الأكريلاميد ضمن بعض الأغذية قد يشكل خطرا على الصحة والسرطان هو أهم التأثيرات السمية الجانبية للأكريلاميد.‏

حصل خلاف في الثمانينات حول استعمال اللون الأحمر رقم (2) والرقم (40) أي E127 و E129بين كندا والولايات المتحدة الأميركية حيث سمحت كندا باستعمال اللون الأحمر (2) وحظرت (40) بداعي أن التجارب على الجرذان أثارت تساؤلا حول إمكانية هذا الملون بتسريع إحداث ورم لمفي وبعد اجتماع خبراء البلدين خلصت الدراسة إلى أن الملون (40) لا يزيد من إمكانية حدوث أو تسريع حدوث هذا الورم ويستخدم الأحمر (129) كملون عام لجميع الأغذية بما فيها الأغذية الداعمة للحميات في الولايات المتحدة.‏

رويدة سليمان- يحيى الشهابي

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...