تدهور العلاقات الروسية الجورجية
شككت روسيا الجمعة في إمكانية إغلاق قواعدها العسكرية في دولة جورجيا التي زعمت بدورها أن تحركات عسكرية روسية بالقرب من حدودها مع روسيا، في أسوأ تدهور للعلاقات بين الجارتين منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.
وبدأت العلاقات بين الدولتين في التوتر منذ تولي الرئيس الجورجي الموالي للغرب مايكل ساكاشفيلي، السلطة عام 2003، وبلغت أوجها الأربعاء عقب اعتقال السلطات الجورجية لأربعة ضباط روس بتهمة التجسس، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وعلى الأثر استدعت روسيا سفيرها في جورجيا، كما سحبت عدداً من دبلوماسييها، وتقدمت باحتجاج رسمي إلى الأمم المتحدة.
وانتقد وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف، جورجيا التي وصفها بدولة "قطاع طرق."
وشكك قائد القوات الروسية في جورجيا، الجنرال أندريه بوبوف، في التزام بلاده بتعهداتها بإغلاق القاعدتين العسكريتين المتبقيتين في جورجيا بنهاية العام 2008، قائلاً: "سيقف اعتقال رجالنا والتحفظ عليهم كعقبة أمام انسحابنا، طالما لن نجد من يعد الأسلحة للانسحاب."
وبدورها اتهمت جورجيا روسيا الجمعة بحشد تعزيزات عسكرية إضافية قرب الحدود، مشيرة إلى توقعات ببدء أسطول البحر الأسود الروسي مناورات بحرية خلال الأيام القليلة المقبلة، وفي هذا السياق قال وزير الداخلية الجورجي، فانو ميرابيشفيلي: "أنصح رفقائنا بسياسة التلويح بالسيف."
وكانت محكمة في تبليسي قد أمرت الجمعة، باستمرار التحفظ على العسكريين الروس لمدة شهرين آخرين، كما مددت احتجاز 10 مواطنين من جورجيا، لضلوعهم في حلقة التجسس الروسية، وفق تصريح المدعي العام الجورجي للأسوشيتد برس.
واعتقلت السلطات الجورجية ضابطاً روسياً خامساً الأربعاء، إلا أنها أطلقت سراحه اليوم التالي لافتقاد الأدلة.
وفي وقت متأخر مساء الجمعة، رجح وزير الدفاع الجورجي إمكانية ترحيل المعتقلين الروس إلى بلادهم.
ويتواجد ما بين 3 آلاف إلى 4 آلاف جندي روسي في قاعدتين روسيتين بجورجيا، بجانب 2500 من قوات حفظ السلام الروسية في الإقليمين الانفصاليين "أبخازيا" و"أوستيا الجنوبية."
وطوقت الشرطة الجورجية الجمعة مقر الجيش الروسي في تبليسي، بهدف اعتقال ضابط روسي آخر تتهمه السلطات بالتجسس، إلا أن روسيا رفضت تسليمه.
وقال وزير الدفاع الروسي خلال اجتماعات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في سلوفينيا إن خطوة حكومة تبليسي تهدف لدفع القوات الروسية خارج الإقليمين الإنفصاليين، ليتسن لها السيطرة عليهما بالقوة.
واتهم إيفانوف بعض الأعضاء الجدد بالناتو - لم يسمهم - بدعم جورجيا بصورة غير مشروعة عسكرياً، بقوله: "من الواضح للغاية أن جورجيا فضلت الخيار العسكري، خيار القوة، لحل النزاعات القائمة في جنوب أوسيتيا وأبخازيا.. تصرفهم هذا لدفع قوات حفظ السلام خارجاً بأي الطرق.. ومن ثم تقديم طلب للالتحاق بالناتو."
وكان الرئيس الجورجي، قد تعهد إثر توليه السلطة بعد "ثورة الورود"، بالابتعاد ببلاده عن محور روسيا، وبسط السيطرة على الإقليمين المنفصلين، والتقدم للانضمام إلى حلف الناتو عام 2008.
وأثار خط ساكاشفيلي، الموالي للغرب، حنق الكرملين، كما بادرت السلطات الجورجية باتهام حكومة موسكو بدعم الإنفصاليين.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد