تصعيد في اللهجة ضد دمشق يقوده مرسي وأردوغان وتدريبات عسكرية تركية قرب الحدود
أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي لنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، في بكين أمس، تأييد بلاده «للانتقال السياسي» في سوريا لوقف العنف، لكنه كرر معارضة بكين للتدخل الأجنبي بالقوة في الأزمة السورية.
وقال يانغ جيتشي، في مؤتمر صحافي مشترك مع كلينتون في بكين، «نحن ودول كثيرة نؤيد مرحلة للانتقال السياسي في سوريا، لكننا نؤمن أيضا بأن أي حل يجب أن يأتي من الشعب السوري، ويعكس إرادته. يجب ألا يفرض هذا من الخارج».
ووصف المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مؤخرا مهمته لإقرار السلام في سوريا بأنها «شبه مستحيلة»، لكن جيتشي وجه رسالة تحمل قدرا من الأمل. وقال «قلت في اتصال هاتفي (مع الإبراهيمي) إن الصين تؤيد تماما جهود الوساطة التي يقوم بها، ونأمل أن تؤيد كل الأطراف أيضا جهوده للوساطة حتى يمكن أن يكون هناك حل مناسب وسلمي للموقف في سوريا».
وتابع «في ما يتعلق بالقضية السورية دعوني أؤكد أن الصين ليست منحازة لأي فرد أو أي طرف»، موضحا «نأمل أن يمارس أعضاء المجتمع الدولي نفوذهم إيجابا لحمل كل الأطراف في سوريا على أن تتبنى مسلكا واقعيا هادئا وبناء حتى يمكن أن تكون هناك بداية مبكرة للحوار السياسي والانتقال».
وأقرت كلينتون بأنه «لم يعد سرا» أن الحكومة الأميركية تشعر بالإحباط من موقفي روسيا والصين بشأن سوريا. وقالت «لا يخفى على أحد أننا شعرنا بخيبة أمل من موقف كل من الصين وروسيا، وتعطيلهما فرض قرارات أكثر صرامة في مجلس الأمن الدولي، ونأمل التوحد على مسار حقيقي لإنهاء العنف في سوريا». وكررت أن أسلوب التحرك الأمثل ما زال من خلال اتخاذ موقف صارم في مجلس الأمن الدولي. وقالت «نأمل أن نواصل اتحادنا خلف مسار حقيقي للتحرك قدما لإنهاء العنف في سوريا».
وأعلنت أن الولايات المتحدة ستعمل مع الدول المتفقة في الرأي للتخطيط لليوم الذي سيترك فيه الرئيس السوري بشار الأسد السلطة «لأننا مقتنعون بأنه سيفعل». وحثت على بذل المزيد من الجهود حول سوريا، وقالت «كلما طال أمد النزاع، كلما زادت المخاطر من توسعه خارج الحدود وزعزعة استقرار دول مجاورة».
وبحثت كلينتون وجيتشي قضية النزاع بين دول المنطقة على الأراضي في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. وقالت كلينتون، التي التقت الرئيس الصيني هو جينتاو، إن مثل تلك الخلافات لن تعوق بالضرورة التعاون بين البلدين.
إلى ذلك، ذكرت وكالة «الأناضول»، إن القوات التركية أجرت تدريبات عسكرية في إقليم شانلي اورفة جنوب شرق تركيا على الحدود مع سوريا، مضيفة إن آليات عسكرية، غالبيتها من الدبابات، شاركت في التـدريبات. وتضمّنت المناورات اختـباراً لقـدرة العربات العسـكرية على المنـاورة في حـال تعرّضها لأي هجوم.
وكانت حشود عسكرية كبيرة توجهت أمس الأول إلى الحدود التركية ـ السورية، استكمالاً للتحركات العسكرية التي لوحظت زيادتها في الآونة الأخيرة.
هذا وجاء التصعيد الخطابي والسياسي كبيراً ضد سوريا أمس. الرئيس المصري محمد مرسي، الذي تصدّر منذ خطابه في قمة طهران الأسبوع الماضي، مشهد الموقف العربي الرسمي من سوريا، أعاد إنتاج اللحظة خلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية.
وأكد مرسي على الدور المصري الإقليمي الجديد، معتبراً أن حكم النظام السوري «لن يدوم طويلاً» وأن «الآن هو وقت التغيير»، ومعلناً في تطور لافت قرب انطلاق اجتماعات اللجنة الرباعية حول سوريا والتي تتشكل إضافة إلى مصر، من تركيا، السعودية وايران. وفي قرار رسمي، طلب مجلس الجامعة العربية، وهو برئاسة لبنان، من اللجنة الوزارية العمل على استصدار قرار فوري من مجلس الامن بوقف العنف في سوريا ضمن الفصل السابع، وتقديم «كافة أنواع الدعم» للشعب السوري، ضمن مجموعة قرارات، نأى لبنان بنفسه عنها.
ونأى لبنان بنفسه عن قرار الجامعة العربية في ما يختص بالوضع السوري. أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فأدخل مصطلحاً جديداً إلى لائحة توصيفاته للنظام السوري، معتبراً أنه «دولة إرهابية»، كما رأى هو أيضاً أن النظام سيسقط قريباً، واعداً بأنه سيصلي عندها في جامع الأمويين في دمشق، فيما اعتبر مسؤول ايراني رفيع المستوى أن تركيا «الخاسر الأكبر» مما يحدث في سوريا.
وطلب المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية من رئيس اللجنة الوزارية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء قطر متابعة الاتصالات مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والمبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي «لبلورة تصور جديد لمهمته وذلك في ضوء ما استجد من متغيرات لا بد من أخذها بعين الاعتبار وكذلك استنادا إلى ورقة العناصر المرجعية لمهمة الممثل المشترك الجديد التي اتفق عليها في اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوري في جدة في 12 آب الماضي».
وطالب المجلس الوزاري الحكومة السورية بـ«الوقف الفوري والشامل لكل اشكال القتل والعنف ضد الشعب السوري». وأكد على «ضرورة تقديم كل اشكال الدعم للشعب السوري للدفاع عن نفسه، وتقديم كافة اشكال المساعدة للمتضررين السوريين».
ودعا المجلس مختلف أطراف المعارضة السورية إلى التجاوب مع مساعي الامين العام للجامعة «من أجل تعميق الاتفاق بين مختلف الاطراف على الرؤية السياسية المشتركة للمرحلة الانتقالية، وتبني آليات عمل فعالة للتنسيق والمتابعة والعمل المشترك، والعمل على ضرورة ايجاد توافق في مجلس الأمن ودعوته الى إصدار قرار بالوقف الفوري بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة حتى يكون ملزما لجميع الاطراف السورية» .
من جهته، قال اردوغان في اجتماع لحزب العدالة والتنمية في أنقرة، إن «المذابح في سوريا التي تكتسب قوة من اللامبالاة التي يظهرها المجتمع الدولي ما زالت في ازدياد»، مضيفا إن «النظام في سوريا أصبح الآن دولة إرهابية». وأكد أن تركيا لا يمكنها أن تسمح لنفسها «بعدم الاكتراث بالنزاع الذي يمزق جارتها».
وقال اردوغان إن «أحزاب المعارضة التركية التي نصرت النظام السوري ستخجل في القريب العاجل من زيارة دمشق، فيما سنذهب (مع أعضاء حزبه) إلى دمشق لنلتقي إخوتنا، ونتلو سورة الفاتحة فوق قبر صلاح الدين الأيوبي ثم نصلي في باحات جامع الامويين الكبير، ونزور تربة الصحابي بلال الحبشي والإمام إبن عربي، والكلية السليمانية ومحطة الحجاز، وسنشكر الله جنباً إلى جنب مع إخوتنا السوريين».
في المقابل، اكد المستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء يحيى صفوي ان تركيا هي الخاسر الرئيسي من تطورات سوريا لأن نسيجها الديني الشعبي لا يسمح لها بالتدخل في الشؤون السورية. واكد على «ضرورة تشكيل الامة الاسلامية الواحدة، حيث ستتمكن الدول الاسلامية من متابعة مصالحها الفردية عبر النشاطات الجماعية، وعندئذ لن يكون بمقدور الدول الاستكبارية ممارسة مناوراتها بين دول المنطقة». واضاف ان «الثقافة والحضارة الاسلامية هما القوة الوحيدة التي تحول دون تشكيل العالم احادي القطب والذي تسعى اليه اميركا والكيان الصهيوني».
واشار صفوي الى التطورات الاخيرة في المنطقة، قائلاً ان «الولايات المتحدة بصدد تحريض الدول العربية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية»، مضيفا «علينا ان نوسع نطاق الصحوة الاسلامية من خلال التــحلي باليقظة التــامة، وفي هذا المجال نحن بأمس الحاجة للروح الجهادية والعلمية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد