تعافي موسم “الذهب الأحمر” .. 100 ألف طن من الفستق الحلبي في سوريا
تشهد بلدات ريفي حماة وادلب موسم حصاد الفستق الحلبي أو “الذهب الأحمر” كما يطلق عليه، والذي يبدأ في منتصف شهر تموز ويستمر لمنتصف شهر آب من كلّ عام.
وتعرضت أراضي الفستق الحلبي لأضرار كبيرة خلال الحرب تقدر بـ 25 في المئة من نسبة الأراضي الزراعية
وتتمثل الأضرار في حرق الحقول واقتلاع الأشجار وفقدانها، إذ يقدر عدد الأشجار المفقودة بنحو مليون شجرة.
إلا أنه بعد إعادة سيطرة الجيش العربي السوري على مناطق ريفي حماة وادلب شهدت حقول الفستق الحلبي هذا العام موسماً وفيراً يقدر بمئة ألف طن من الفستق الحلبي الأخضر بأنواعه المختلفة بحسب ما ذكر مدير مكتب الفستق الحلبي المهندس حسن ابراهيم.
ويشير ابراهيم إلى أن هناك تحسن ملحوظ في موسم الفستق الحلبي هذا العام مقارنة مع إنتاج العام السابق الذي لم يتجاوز 36 ألف طن، وذلك مع هدوء الأحوال في البلاد وعودة المزارعين إلى أراضيهم.
المزارعون : لا زال هناك ألغام ..لكن الارتباط بالأرض أكبر
وقال بعض المزارعين في بلدة مورك لتلفزيون الخبر أنهم مازالوا يواجهون خطر الألغام في أراضيهم الزراعية، على الرغم من تفكيك عدد كبير منها ضمن مساحات واسعة، إلا أنه مازال هناك بعض الألغام في مساحات محدودة يقوم المزارعون بتفكيكها على نفقتهم الشخصية بالتنسيق مع فرق الهندسة المختصة.
وعن علاقة المزارعين بهذا النوع من الزراعة يتحدث أحد مزارعي بلدة مورك عن ارتباطه بالأرض الذي كان السبب الرئيسي لعودته إليها، وعلى الرغم من البيوت المهدمة إلا أن الأرض تبدو أهم بالنسبة لمزارعي بلدة مورك التي تتميز بزراعة كافة أراضيها بأصناف الفستق الحلبي دوناً عن بقية الزراعات.
وتعد زراعة الفستق الحلبي مصدر رزق أساسي لمزارعي بلدة مورك، فيما كانت سوريا قبل الحرب تحتل المرتبة الثالثة والرابعة عالمياً في تصدير الفستق الحلبي الذي كان يتراوح محصوله بين 75 إلى 80 ألف طن كل عام، ويذهب الجزء الأكبر منه للتصدير خارج سوريا.
وبحسب ما ذكر مدير مكتب الفستق الحلبي إن المساحات المزروعة بهذا المحصول بلغت 60 ألف هكتار بنسبة تزيد على 6 في المئة عن إجمالي مساحة الأشجار المثمرة في سوريا، في حين يزيد عدد أشجار الفستق الحلبي على 10 ملايين شجرة منها نحو 7 ملايين شجرة مثمرة في طور الإنتاج.
وأكد إبراهيم أن خطة إنتاج غراس الفستق الحلبي للموسم القادم بلغت 167 ألف غرسة منها 135 ألف غرسة بذرية ملش و 18 ألف غرسة بذرية بكيس و 15 ألف غرسة مطعمة ملش و 1000 غرسة مطعمة بكيس، مشيراً إلى أن مرحلة الحظر السابقة والإجراءات الوقائية من فيروس كورونا أثرت في عمل المديرية إلى حد ما وخاصة فيما يتعلق بالتواصل الميداني مع المزارعين إضافة إلى النشاطات الإرشادية وحركة الآليات.
أما فيما يخص التصدير فبحسب مديرية الفستق الحلبي لم تتوقف سوريا عن تصدير الفستق الحلبي خلال الحرب وإن كانت عملية التصدير قد تأثرت بفعل الحرب.
وفي حين كانت تخرج بعض الكميات من الفستق الحلبي بطرق غير شرعية خلال سنوات الحرب عبر عمليات التهريب، إلا أنه من المتوقع وجود تحسن في وتيرة تصدير الفستق الحلبي خلال الأعوام القادمة رغم تأثرها بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد بحسب ما قال مدير مكتب الفستق الحلبي.
ويستخدم الفستق الحلبي بشكل خاص في المكسرات والحلويات والبوظة العربية وفي تزيين الأطباق الشرقية.
وللفستق الحلبي نحو 20 نوع منهم: العاشوري الأحمر، العاشوري الأبيض، ناب الجمل، وأبو ريحة، والبندقي وغيرهم.
يذكر أن شجرة الفستق الحلبي تتحمل البرودة الشديدة التي تصل إلى 15 درجة تحت الصفر وتزرع في ارتفاع 1300 م عن سطح البحر.
وتجدر الإشارة إلى أن زراعة الفستق الحلبي تتركز في شمال حلب وريفي حماة وادلب في حين ماتزال هناك بعض المناطق الزراعية تقع خارج سيطرة الدولة السورية كمنبج وجرابلس شمال حلب.
الخبر
إضافة تعليق جديد