تغييرات ديموغرافية في العراق تثير القلق

23-06-2006

تغييرات ديموغرافية في العراق تثير القلق

حذر رئيس بعثة الجامعة العربية في بغداد مختار لماني  من عمليات التهجير القسري الجارية في العراق، والتي بلغت  درجة عالية من الخطورة، مؤكدا ان 3500 أسرة مسيحية هاجرت من بغداد أخيراً الى كردستان، بسبب تعرضها لتهديدات.
وأضاف ان “كل أعضاء طائفة الصابئة في بغداد الذين يراوح عددهم بين 20 و25 ألف شخص قدموا طلبا للهجرة الجماعية إلى كردستان”. وقال لماني ان مشكلة التهجير القسري اتسعت بشكل كبير ولم تعد تقتصر على السنة والشيعة فقط بل تشمل كل الأقليات الأخرى. ودعا إلى إعادة المهجرين إلى منازلهم “وتوفير الحماية لهم”.  فيما حذرت المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان في العراق، من حصول تغييرات ديموغرافية في التركيبة الاجتماعية للسكان. وتعتبر ديانة الصابئة مزيجا من المعتقدات المسيحية والبابلية والفارسية، ويبلغ عدد أبنائها في العراق عموما قرابة 60 ألف شخص، تتمركز غالبيتهم في الأهوار (جنوب) وفي بغداد.
وجاء في تقرير الأمم المتحدة الشهر الماضي، إن عدد المهجرين في العراق بلغ 85 إلفا، خلال شهري مارس (آذار) وابريل (نيسان) الماضيين. وفي الاطار نفسه، قالت المنظمة الاسلامية لحقوق الانسان في العراق، ان هناك من الانتهاكات الخطيرة ما دخل حيز الواقع الإنساني الملموس في العراق والمتمثل في أعمال التهجير القسري، التي أصبحت تهدد المنظومة الاجتماعية للمجتمع العراقي، وإنها تنذر بإحداث تغيير ديمغرافي في التركيبة الاجتماعية للسكان. وحذرت في تقرير لها من المعاناة المستمرة للعوائل المهجرة قسراً ومشيرة إلى بطء في عمل المؤسسات الرسمية، في تذليل المعوقات أمام تلك العائلات، فضلاً عن أن أوضاعا إنسانية سيئة وغاية في التعقيد يعيشها الكثير من العائلات، وان الانتهاكات لا تزال تمثل مؤشراً خطيرا يكشف مدى تردي الوضع الإنساني في الكثير من المجالات وعن حاجة ماسة لضرورة التحرك الجاد من اجل إنهاء معاناة فئات واسعة من أفراد الشعب العراقي و أضافت المنظمة، أن معدلات جرائم القتل في تصاعد وان هناك عمليات قتل منظم تتم في إطار تقاعس الأطراف الحكومية والقوات الأميركية والبريطانية عن أداء أي دور في إنهاء هذه الممارسات والجرائم، بل إنها كثيراً ما تكون مصدراً لإنتاج مثل هذه الجرائم وارتكابها بحق المدنيين العزل.

من جانب آخر كشف  لماني عن أن اجتماعا تحضيريا لمؤتمر الوفاق الوطني سيعقد في القاهرة في تموز المقبل لكي تحدد الأطراف المشاركة "جدول أعمال المؤتمر".
  وأكد لماني على أن "الأفضل التركيز في المرحلة الراهنة (خلال مؤتمر الوفاق) على المشاكل الأقل صعوبة التي ربما يمكن البحث عن حلول لها مثل قضية احتواء العنف الطائفي وكيف يمكن توفير الضمانات لعودة المهجرين إلى بيوتهم وحمايتهم".
وقال ان ضمن القضايا التي يمكن بحثها الآن كذلك "قضية اجتثاث البعث والحوار مع الجماعات المسلحة والموقف من الجيش العراقي السابق الذي تم تسريح أعضائه".
وتابع أن "عددا كبيرا ممن كانوا في الجيش العراقي وتم تسريحهم لجاءوا إلى حمل السلاح وهؤلاء يجب فتح حوار معهم والاتفاق على دور لهم".
واعتبر لماني أن "بذور الحرب الأهلية موجودة العراق". وقال "هناك في كل طائفة جماعة متطرفة والخوف من أن تجتر كل جماعة متطرفة طائفة بكاملها خلفها فهذه بداية حرب أهلية مفتوحة".
وأضاف "ما المني خلال الاتصالات التي أجريتها منذ وصولي إلى بغداد مع الأطراف السياسية ومع رجال الدين ومع العشائر هو أن كل ما سمعت هو خطابات طائفية مع انعدام ثقة شديد من قبل كل طرف تجاه في الأطراف الأخرى".
وتابع أن "الأطراف تتخذ مواقف متمترسة لأنه ليس هناك أدنى ثقة بينها".
وأكد أن "الشيء الوحيد الذي يتفق عليه العراقيون هو أن كل طرف هو ضحية أطراف أخرى" مشيرا إلى أن "الاحتقان الراهن والتراكمات التاريخية تجعل الوضع في العراق بالغ التعقيد".

 

الجمل ـ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...