تفاصل مذبحة «حلبا» التي نفذتها مليشيا الحريري ضد القوميين السوريين
الجمل: حالة الغموض التي اكتنفت الأوضاع التي سادت الساحة اللبنانية يومي 9 و10 أيار تنكشف رويداً رويداً، وعلى وجه الخصوص مذبحة حلبا، وقد جاءت التسريبات هذه المرة على لسان موقع فيلكا – إسرائيل الإلكتروني المعارض لتوجهات وسياسات الحكومة الإسرائيلية.
* مذبحة حلبا: القتل الجماعي للقوميين السوريين:
تقع مدينة حلبا في منطقة شمال لبنان وهي مدينة سنية تقطنها أقلية مسيحية ويوجد في المدينة نشاط كبير للحزب السوري القومي الاجتماعي المعارض لفصل لبنان عن سوريا، وأشارت التسريبات إلى أن مقاتلي الحزب شاركوا إلى جانب حزب الله في التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف العام 2006م. وأشارت التسريبات الإسرائيلية إلى أن مذبحة حلبا قد تمت على النحو الآتي:
• قامت مليشيات المستقبل التابعة لسعد الحريري بتطويق المدينة.
• تمت عملية حصر عناصر السوريين القوميين في إحدى مقرات الحزب.
• تم التفاوض معهم على تسليم أسلحتهم ومقرهم للجيش اللبناني.
• بعد أن سلموا أسلحتهم وبشكل مفاجئ أصدر العميد اللبناني عبد الحميد درويش أمراً بسحب قوات الجيش.
• بشكل متزامن مع انسحاب الجيش لاحظ الجميع أن مليشيات المستقبل كانت تقوم بالحلول محل الجيش ضمن سيناريو منظم الإيقاع والخطوات.
• عناصر مليشيات المستقبل التي حلت محل الجيش كانت بقيادة:
* أبو مصعب اللبناني: معروف باسم خالد الضاهر، وهو من زعماء جماعة الإخوان المسلمين الناشطين في شمال لبنان إضافةً إلى أنه عضو سابق في مجلس النواب اللبناني.
* المقدم وليد السمرجي: ضابط في مخابرات الجيش في الشمال.
* المقدم المتقاعد نبيل السمرجي: ملقب بأبو أحمد.
* العميد المتقاعد مصطفى قرحاني: مسؤول الشمال في مليشيات شركة سيكيور بالاس التابعة لسعد الحريري.
قام هؤلاء الأربعة بدلاً عن الجيش باستلام الأسرى القوميين وحدث خلاف بينهم حول مصير الأسرى:
• أصر خالد الضاهر على ضرورة قتلهم ليكونوا عبرة وعظة.
• عارض المقدم وليد السمرجي والمقدم نبيل السمرجي والعميد مصطفى قرحاني فكرة قتل الأسرى.
على خلفية الخلاف اشترط المتعارضون لفكرة القتل ضرورة الحصول على فتوى دينية تبرر قتلهم للأسرى، وبالفعل التقى الأربعة بالشيخ الرفاعي مفتي عكار وحلبا، وقاموا بوضع الهاتف المحمول على الإذاعة الخاصة مما أدى إلى إذاعة تصريح الشيخ الرفاعي بعد أن أخبروه مسبقاً بأنهم يعتقلون حالياً أسرى قوميين سوريين وتضمن تصريح الشيخ الرفاعي جملة تقول «.. اذبحوهم كلهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر..». وتقول التسريبات بأن العميد عبد الحميد درويش تحدث للمفتي الرفاعي قائلاً «.. يا شيخ إنهم سنّة كلهم..»، فرد عليه الشيخ «.. الشيء الذي ينتمي إلى الحزب السوري القومي كافر، اذبحوهم ولا تبقوا فيهم مكاناً يتعرف منه عليهم، شقفوهم..». وتقول التسريبات أيضاً بأن سعد الحريري كان على علم ودراية بوقوع المذبحة، وكان رد فعله كالآتي:
• لم يصدر أي أوامر بمنع المذبحة.
• استخدم الإعلام في دعم القتلة.
• حاول التغطية على المذبحة بإطلاق التصريحات التي تزعم بمسؤولية الأطراف الأخرى والضحايا أنفسهم عن المذبحة.
* من هو خالد الضاهر (أبو مصعب اللبناني):
تقول المعلومات بأنه عضو سابق في مجلس النواب اللبناني وهو من زعماء الجماعة الإسلامية وله علاقات وروابط وثيقة مع تنظيم القاعدة إضافةً إلى ارتباطه الشديد بسعد الحريري وتيار المستقبل والجماعات الأصولية السنية المتطرفة الناشطة في لبنان. ولكن، ما يلقي الضوء أكثر فأكثر على حقيقة خالد الضاهر هو ارتباطه الشديد بالزعيم اللبناني وليد جنبلاط وبعض عناصر الحزب التقدمي الاشتراكي، ولما كان جنبلاط وحزبه لا تربطهم أي علاقة بالجماعات السنية المتطرفة، فإن الأمر لا يخلو من تفاهم وتنسيق مشترك حول بعض المسائل. وقد أشارت صحيفة الرأي الكويتية إلى أن الضاهر قد شارك فيما عرف بـ"اللقاء الإسلامي" وأعلن عن قيام تنظيم جديد حمل اسم «المقاومة الإسلامية السنيّة والوطنية في لبنان».
الكثير من المعلومات حول خالد الضاهر يشير مؤكداً إلى الطبيعة المزدوجة للأدوار التي ظل يقوم بها في الساحة اللبنانية، وتقول تسريبات أخرى بأن الضاهر كان على علاقة وثيقة بأحداث "الضنيّة" التي سبق أن تورط فيها سعد الحريري، وعلى ما يبدو فإن زعامة النائب اللبناني للمليشيات الإسلامية السنية المتطرفة في لبنان هي مجرد غطاء يخفي تحته شخصية أخرى غير معلنة، تعمل من أجل تعبئة القدرات السنية لمحاربة حزب الله بدلاً عن إسرائيل،ـ والفكرة هنا لا تحتاج لكثير عناء خاصةً وأن وكالة المخابرات المركزية والموساد الإسرائيلي سبق أن خططا لإشعال حرب أهلية لبنانية يتم فيها استخدام السنة في محاربة حزب الله الشيعي مع ملاحظة أن التسريبات الإسرائيلية قد أشارت إلى قيام خالد الضاهر بالإشراف على حرق مراكز حزب الله الموجودة في شمال لبنان.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد