تفاصيل الخطة الإسرائيلية لضرب منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية
الجمل: تزايدت التسريبات البريطانية حول النوايا الإسرائيلية الحثيثة الهادفة إلى شن عدوان إسرائيلي ضد إيران، ومن أبرز التقارير الواردة مؤخراً، نجد تقرير صحيفة تايمز البريطانية الأخير الذي تحدث عن النوايا الإسرائيلية والعدوان الإسرائيلي الوشيك ضد إيران.
* مضمون التقرير:
حمل التقرير عنوان "تم الكشف عنه: إسرائيل تخطط لتوجيه ضربة نووية ضد إيران"، والتقرير من إعداد كل من عوزي مانهايم مراسل الصحيفة في نيويورك، وسارا باكيستر مراسلة الصحيفة في العاصمة الأمريكية واشنطن.
ركز التقرير على النقاط الآتية:
• أعلنت إسرائيل وضع الخطط السرية اللازمة لتدمير منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
• يقوم سربان جويان إسرائيليان حالياً بالتدريبات اللازمة للقيام بتوجيه الضربات الجوية النووية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وذلك باستخدام بعض أنواع قنابل البنكر – باست (Bunker Bast) المنخفضة الشدة في تفجيراتها النووية، والمجهزة خصيصاً لاختراق المواقع المحصنة تحت الأرض.
• قنابل البنكر – باست الجديدة المتوقع أن تستخدمها إسرائيل ضد إيران، تبلغ القوة الانفجارية لكل واحد منها ما يعادل 15% من القوة الانفجارية للقنبلة الأمريكية التي تم استخدامها عام 1945م ضد مدينة هيروشيما اليابانية.
• تقنية تنفيذ الضربة النووية الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية بواسطة الطائرات الإسرائيلية سوف تكون على النحو الآتي:
* الخطوة الأولى: إلقاء القنابل الذكية الموجهة بالليزر على كل موقع، والتي سوف يترتب على سقوطها، نشوء حفر عميقة في موقع سقوطها أعلى الهدف المحصن في باطن الأرض.
* الخطوة الثانية: إلقاء مقذوفات ميني نيوك الصاروخية (Mini Nuke) والتي هي عبارة عن صواريخ جو-أرض مزودة برؤوس غير تقليدية (نووية) صغيرة، بحيث يتم توجيهها عن طريق الليزر والأقمار الصناعية لتسقط مباشرة في الخفر التي سبق أن تم ثقبها في الخطوة الأولى.
• التوقعات العسكرية: وتحدد الخطة الإسرائيلية بأن ما سوف يحدث بعد تنفيذ الخطوتين الأولى والثانية، سوف يتمثل في الآتي:
* الصواريخ النووية الصغيرة (ميني نيوك) سوف تدخل بدقة في الثقوب، وبعد ذلك تتوجه عميقاً في باطن الأرض، بحيث تصل إلى عمق التحصينات الإيرانية.
* الانفجارات النووية الناتجة سوف تكون في باطن الأرض ولن يكون هناك أي تسربات إشعاعية ناتجة من الانفجارات على سطح الأرض.
* درجة الحرارة الناتجة من شدة الانفجارات إضافة إلى الضغوط الهائلة التي سوف يولدها الانفجار في باطن الأرض ستؤدي إلى القضاء على المنشآت النووية الإيرانية نهائياً.
• الخطة الإسرائيلية تقوم على أساس اعتبارات الاقتصار ضمن أقصى فعالية ممكنة في استخدام القوة، بحيث يتم الاقتصار حصراً على مبدأ شن غارة واحدة، وتنفيذ ضربة واحدة، ليكون الناتج متمثلاً في التدمير الكامل للهدف المطلوب.
• الهدف الرئيسي الذي سوف تستهدفه إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية هو مفاعل «ناتانتز» الإيراني.
* التخمينات الاستخبارية الإسرائيلية – الأمريكية الاستراتيجية حول الضربة:
تقول التسريبات بأن العديد من الاجتماعات التي ضمت الخبراء العسكريين الإسرائيليين مع نظرائهم الأمريكيين، قد تمت وما زالت تتم حيث توصل الطرفان حتى الآن إلى الآتي:
• إن القدرات العسكرية التقليدية سوف لن تكون لها الفعالية المطلوبة في تدمير المواقع النووية الإيرانية المحصنة على أعماق تتراوح بين 70 – 90 قدماً من الصخور والخرسانة المسلحة داخل الأرض.
• إن القدرات العسكرية غير التقليدية (وتحديداً مقذوفات البنر – باست، جو-أرض المزودة بالرؤوس النووية) هي الوسيلة الوحيدة القادرة على تدمير الأهداف الإيرانية.
• الأهداف الإيرانية التي حددها الإسرائيليون مبدئياً لقربها، هي ثلاثة أهداف من جملة المواقع والمنشآت النووية الإيرانية التي تجاوز عددها 21 منشأة حتى نهاية العام الماضي، والأهداف الثلاثة هي:
* منشأة ناتانتز النووية: وتتضمن هذه المنشأة مكثفات الطرد المركزي البالغ عددها 3000، والتي أعلن الرئيس الإيراني تركيبها خلال الأسابيع الماضية، والدور الوظيفي الحالي لمنشأة ناتانتز هو القيام بعملية تخصيب اليورانيوم، ويرى الخبراء الإسرائيليون والأمريكيون بأن تدمير منشأة ناتانتز سوف يترتب عليه حرمان إيران من القيام بعملية تخصيب اليورانيوم، والتي تمثل العمود الفقري الرئيسي للبرنامج النووي الإيراني.
* منشأة آراك النووية: وتتضمن هذه المنشأة مفاعل إنتاج الماء الثقيل، إضافة إلى أنها سوف تقوم في الفترة القادمة بإنتاج البلوتونيوم الكافي لصنع القنبلة النووية، ويرى الخبراء الأمريكيون والإسرائيليون بأن تدمير هذه المنشأة سوف يترتب عليه حرمان إيران على المدى الحالي من إنتاج الماء الثقيل، ومن إي احتمالات لامتلاك إيران لقدرات إنتاج البلوتونيوم في المرحلة التي تسبق مباشرة صنع القنبلة النووية.
• منشأة أصفهان النووية: وتتضمن تقنيات عمل تحويل اليوانيوم، إضافة إلى وجود مخزونات الغاز الكافي للاستخدام في عملية تخصيب اليورانيوم، وتتميز هذه المنشأة بوجود أنفاقها العميقة التي تستخدم كمخازن باطنية للغاز والمواد النووية الأخرى.
* المعلومات الاستخبارية الميدانية الجارية حالياً:
الحوار السياسي الأمريكي – الإسرائيلي الجاري حالياً، وتحديداً بين وزير الدفاع الأمريكي ونظيره الإسرائيلي تشير معطياته إلى الآتي:
• يوجد اتفاق أمريكي – إسرائيلي حول ترتيبات الضربة النووية العسكرية ضد إيران.
• يوجد اتفاق أمريكي – إسرائيلي حول قيام القوات الأمريكية بالدفاع عن إسرائيل فيما لو تعرضت لهجوم إيراني.
• يوجد اتفاق أمريكي – إسرائيلي حول قيام القوات الأمريكية بالمشاركة سراً في تنفيذ الضربة، في حال الموافقة من جانب إسرائيل على تبني تنفيذ الضربة أمام العالم.
• يوجد خلاف أمريكي – إسرائيلي حول توقيت تنفيذ الضربة بحيث:
* يقول الإسرائيليون بأن الوقت قد حان لتنفيذ الضربة العسكرية النووية الوقائية ضد إيران، وذلك لأن عام 2008م القادم من جهة هو عام حسم بالنسبة لإيران، لأنها سوف تحصل بانقضائه على القدرات النووية، ومن الجهة الأخرى هو عام حاسم بالنسبة لإسرائيل لأنه سيكون قد فاتها استغلال الفرصة لعرقلة إيران في مشروعها الطامح إلى امتلاك القدرات النووية، وسوف لن تستطيع التعايش مع وجود إيران النووية خاصة وأن رئيسها أحمدي نجاد طالب بإزالة إسرائيل من الوجود.
• نفذت الأسراب الجوية الإسرائيلية المزيد من الطلعات والرحلات التدريبية الجوية بين إسرائيل ومنطقة جبل طاق حيث توجد القاعدة العسكرية البريطانية.
• تم تحديد ثلاثة مسارات يمكن استخدامها بواسطة الأسراب الجوية الإسرائيلية كممرات جوية للنفاذ إلى داخل الأجواء الإيرانية، وتقول المعلومات بأن:
* أحد المسارات يمر عبر الأجواء التركية.
* المساران الآخران لم يتم الكشف عنهما وهناك عدد من الاحتمالات بشأنهما، ومن المحتمل استخدام أجواء العراق، أفغانستان، أذربيجان، السعودية..
عموماً، نلاحظ أن استخدام الأجواء التركية هو أمر صعب للغاية، إلا إذا تمكنت إسرائيل بالتنسيق مع أمريكا النجاح في عملية تضليل الإدارات التركية التي ترصد المنطقة...
لذلك، فإن الأرجح هو استخدام الأراضي العراقية، ذلك لأن القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في العراق من الممكن بكل سهولة أن تستضيف بسرية تامة الطائرات الإسرائيلية، وبالذات في القاعدة الجوية الأمريكية الموجودة في محافظة الأنبار القريبة من الحدود الأردنية طالما أن المكان الأكثر أمناً واحتمالاً لمرور الطائرات الإسرائيلية في الوقت الحالي هو الأجواء الأردنية.. وبرغم ذلك، لا أحد يدري، فربما كان الموضوع بكامله مجرد عملية خداع وتضليل، على أساس اعتبارات أن الهجوم العسكري النووي ضد إيران سوف يشتمل على جانبين:
• الأول: جانب معلن: وهو أن تقوم إسرائيل بالإعلان عن تنفيذ الضربة وتحمل مسؤوليتها أمام العالم باعتبار أن الرئيس الإيراني قد هدد سابقاً بإزالتها من الوجود.
• الثاني: جانب غير المعلن: وهو أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ كامل للضربة العسكرية النووية، وأن يتم التكتم على الموضوع، تاركين النصر الإعلامي للإسرائيليين..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد