تفاصيل توسيع نطاق خط نابوكو لإمدادات الغاز وتداعياته الدولية
الجمل: توصلت تركيا والاتحاد الأوروبي أخيراً إلى صفقة حول مشروع خط أنابيب "نابوكو" لنقل إمدادات الغاز من بلدان آسيا الوسطى والشرق الأوسط عبر الأراضي التركية وصولاً إلى بلدان غرب أوروبا.
* أبرز التفاصيل والمعلومات:
تقول المعلومات أن التفاوض التركي – الأوروبي أسفر عن اتفاق يتم من خلاله الشروع في بناء أنابيب نقل الغاز بحيث يكون هذا الخط بطول 2000 كلم لمرحلة أولى، وبالتأكيد ستكون قابلة للزيادة.
الدول التي سيمر عبرها خط نابوكو هي: تركيا وبلغاريا ورومانيا وهنغاريا والنمسا. إضافة لذلك ستشترك العديد من الشركات الأوروبية والتركية في تنفيذ المشروع.
أما دول المنبع التي ستقوم بعملية تزويد خط نابوكو بالغاز فهي أذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان، وتقول المعلومات أن هذه المرحلة سيكتمل إنشاؤها بحلول عام 2015 بتكلفة إجمالية في حدود 11 مليار دولار أمريكي، وتشير التقديرات إلى أن تركيا ستحصل على عائدات سنوية تقدر بحوالي 5 مليارات كحد أدنى.
* ما هي تداعيات خط نابوكو الاستراتيجية؟
تنقسم التداعيات الاستراتيجية المتعلقة بخط نابوكو إلى نوعين:
• تداعيات جيو-استراتيجية تتضمن التأكيد على دور تركيا الحاكم كممر رئيسي تزويد دول أوروبا بإمدادات الغاز.
• تداعيات جيوبوليتيكية وتتضمن تعزيز موقف تركيا إزاء الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي إضافة إلى حصول تركيا على وزن إقليمي أكبر في وسط دول آسيا الوسطى والبلقان والشرق الأوسط.
إن حدوث مثل هذه التداعيات الاستراتيجية لا يمكن أن يمر دون حصول تركيا على وزن أكبر في معادلة توازن الدور والمكانة في الساحتين الإقليمية والدولية، وعلى سبيل المثال ستستطيع تركيا تعزيز موقعها في دبلوماسية خط أنقرة – واشنطن إضافة إلى أن تركيا قد قطعت شوطاً كبيراً في ربط دول آسيا الوسطى والبلقان والقوقاز بالاقتصاد التركي، بما سيترتب عليه ربط هذه الدول بالسياسة التركية.
* سيناريو توسيع نطاق خط أنابيب نابوكو:
تقول المعلومات أن هناك احتمالات كبيرة أن يتم ربط خط نابوكو الحالي بخطوط قادمة من سوريا ومصر وإيران وعلى ما يبدو فإن الصعوبات الماثلة حالياً أمام ضم هذه الدول هي صعوبات تتمثل في الآتي:
• صعوبات سياسية بسبب تداعيات الصراع العربي – الإسرائيلي والأزمة الإيرانية.
• صعوبات اقتصادية بسبب رغبة الأوروبيين عدم الدخول دفعة واحدة في المشروع تفادياً لاحتمالات الخسائر.
ما هو أكثر إثارة للاهتمام والملاحظة يتمثل في أن إسرائيل لم تنجح أو بالأحرى تضاءلت فرصتها لإدخال نفسها ضمن المشروع، برغم تخطيط تل أبيب الطويل لتنفيذ حلم تمديد أنابيب النفط الغاز القادمة من آسيا الوسطى وبحر قزوين عبر الأراضي التركية ثم تحت مياه البحر المتوسط، وصولاً إلى الشاطئ الإسرائيلي ومن ثم قيام إسرائيل بدور منصة تصدير النفط والغاز الأكبر في العالم.
* خط نابوكو والسؤال الحرج:
تساءل الخبير النفطي والمحلل السياسي روبرت ماركاند قائلاً، إذا بنى الأوروبيون خط نابوكو لنقل الغاز، فهل يستطيعون الاطمئنان والتيقن أن الغاز سيظل متدفقاً بشكل دائم أم أنه سيتوقف؟
ينطوي السؤال على قيمة حرجة تنطوي عليها الإجابة التي ستظل موجودة و"حرجة بشكل دائم" وذلك لعدة أسباب:
• مخاطر اندلاع الصراعات في القوقاز الجنوبي.
• مخاطر اندلاع الصراعات في بحر قزوين.
• مخاطر اندلاع الصراعات في آسيا الوسطى.
• مخاطر قيام تركيا باستخدام المزايا الجيو-ستراتيجية المتعلقة بإغلاق الخط إذا هددت مصالحها أو استخدم الخط كوسيلة للضغط على الأوربيين.
• مخاطر قيام دول آسيا الوسطى والقوقاز (دول المنبع) بالامتناع عن تزويد الاتحاد الأوروبي بالغاز تماماً كما فعلت روسيا مع أوكرانيا في الأزمة الأخيرة.
• مخاطر قيام واشنطن باحتلال عسكري واسع النطاق لدول آسيا الوسطى والسيطرة على منابع الغاز.
على خلفية ذلك، يقول ماركاند أن على الأوروبيين قبل الشروع في تمديد الخط وتكبد المبالغ (11 مليار دولار) أن يرفعوا درجة اليقين والتثبت بما يقلل المخاطر إلى أقل ما يمكن ويرفع الفرص إلى اكبر ما يمكن.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد