تفاصيل عملية القبض على العصابة الإسرائيلية بلبنان

14-06-2006

تفاصيل عملية القبض على العصابة الإسرائيلية بلبنان

مع إعلان الجيش اللبناني، رسميا، أمس، عن تفاصيل الشبكة الإرهابية المرتبطة بجهاز <الموساد> الإسرائيلي، والمتهمة بسلسلة اغتيالات وتفجيرات آخرها جريمة اغتيال الأخوين محمود ونضال مجذوب في صيدا، بدأت مرحلة جديدة من الملاحقات سعيا إلى كشف متورطين أساسيين آخرين أبرزهم حسين خطاب (فلسطيني الجنسية) الذي كان موضوعا في <دائرة الشبهة> من قبل الأمن اللبناني وتنظيمات فلسطينية منذ تاريخ وقوع جريمة اغتيال جهاد أحمد جبريل في محلة مار الياس في بيروت بتاريخ العشرين من أيار .2002
وكشفت مصادر أمنية لبنانية أن القوى الأمنية اللبنانية داهمت منزل حسين خطاب بالقرب من مستشفى الهمشري في مدينة صيدا، وتمت مصادرة وثائق وأشياء أخرى رفضت الكشف عن مضمونها، كما تم توقيف زوجة المشتبه به من قبل مخابرات الجيش اللبناني من اجل محاولة التعرف على صلات زوجها فضلا عن دائرة علاقاته وصداقاته، والأماكن التي يمكن أن يكون قد لجأ إليها بعد أن بلغته أنباء توقيف محمود رافع في حاصبيا صباح يوم الأربعاء الماضي. وتوقعت المصادر نفسها الإفراج عن زوجة حسين خطاب اليوم.
وقالت المصادر الأمنية إنه تم تعميم اسم ومواصفات حسين خطاب وبعض المشتبه بهم، على كل النقاط الأمنية الحدودية وفي المطار، كما اتخذت احتياطات في بعض النقاط البحرية المفتوحة.
وأوضحت مصادر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة  أن خطاب كان منضويا في عمل اللجان الشعبية الفلسطينية في المخيمات، فضلا عن توليه مسؤولية العلاقات العامة في الجنوب، وبعد اغتيال الشهيد جهاد جبريل، اعتقل من قبل <الجبهة> كونه كان موضع متابعة ورصد من أجهزة أمنية لبنانية وفلسطينية وتم الاشتباه بدور ما له في استهداف جبريل، ولكن بعض التدخلات تحت عنوان براءته من التهمة المنسوبة إليه، أدت إلى الإفراج عنه، <من دون أن يخرج من دائرة الشبهة ولذلك لم نفاجأ كثيرا بموضوع تورطه في الشبكة الإسرائيلية التي أقدمت على اغتيال الشقيقين مجذوب في صيدا>.
إلى ذلك، واصلت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تحقيقاتها مع احد أبرز عناصر الشبكة الإسرائيلية المدعو محمود رافع، وذلك بعد أن اعترف بدوره في جريمة اغتيال الشقيقين مجذوب وعمليات أخرى أبرزها اغتيال القيادي في <حزب الله> علي ديب (أبو حسن سلامة) في محلة عبرا شرق صيدا بتاريخ 16/8/,1999 اغتيال المسؤول في <حزب الله> علي صالح في محلة الكفاءات في الضاحية الجنوبية بتاريخ 2/8/,2003 اغتيال جهاد أحمد جبريل في بيروت، وضع عبوة متطورة جدا على طريق عام الزهراني بتاريخ 18/1/,2005 وقد تم اكتشافها وتفكيكها من قبل الجيش قبل تفجيرها، وضع وتفجير عبوة ناسفة لاستهداف مسؤولين فلسطينيين عند مفرق جسر الناعمة بتاريخ 22/8/,1999 لم تسفر عن إصابات.
واعترف محمود رافع بتفاصيل ووقائع حول الجرائم المذكورة كما اعترف بكيفية تفجير السيارة لاغتيال الشقيقين مجذوب وكيف قام بتغيير الباب الخلفي لسيارة <المرسيدس> في أحد الكاراجات في منطقة شرحبيل قرب مدينة صيدا ، حيث استبدله بالباب الجديد المجهز والمفخخ والمزوّد بأجهزة التقاط وبث لتأكيد خروج محمود ونضال مجذوب من المبنى الذي كانا بداخله قبل انفجار العبوة. ولاحقا تمكنت مديرية المخابرات من العثور على النايلون الذي كان يغلف باب <المرسيدس> في واد قريب من الكاراج الذي استخدم في شرحبيل.
يذكر أن قيادة الجيش اعلنت رسميا ان التحقيقات التي اجرتها مديرية المخابرات، اظهرت ان الشبكة المكتشفة ترتبط بجهاز <الموساد> الاسرائيلي منذ سنوات عدة، وأن أفرادها خضعوا لدورات تدريبية داخل إسرائيل وخارجها، وتم تكليفهم بتنفيذ عدد من العمليات، وزوّدوا لهذه الغاية بأجهزة اتصال ومراقبة سرية ومتطورة، كما زوّدوا بخرائط دقيقة للأماكن المستهدفة ولأماكن اخرى
من لبنان، وبمستندات مزوّرة وحقائب تحوي مخابئ سرية، وشبكات مرمزة.
وأشار البيان الى ان التحقيقات <جارية لتوقيف باقي أعضاء الشبكة وكشف عمليات تخريبية اخرى، وسيصار الى إحالة الموقوفين للقضاء المختص>. كما وزعت لائحة بالمضبوطات المستخدمة من قبل الشبكة في التفجيرات الإرهابية.
على صعيد المواقف، من المتوقع أن يتطرق مجلس الوزراء في جلسته المقررة يوم غد الخميس إلى موضوع الكشف عن الشبكة الإسرائيلية.
بدوره، أثنى رئيس الجمهورية إميل لحود على <الإنجاز الذي حققته مديرية المخابرات، واعتبر انه <من الغريب فعلا عدم سماع من يتهم إسرائيل برغم كل ما حصل في لبنان في الفترة الأخيرة>.
واعتبر نائب الأمين العام ل<حزب الله> الشيخ نعيم قاسم أن <اعتقال الشبكة العميلة لإسرائيل <هو إنجاز ضخم ونوعي يسجل للجيش اللبناني الوطني ولمخابراته كنقطة مضيئة جداً في تاريخ هذا الجيش في مواجهة العدو الإسرائيلي>، وقال <إنها رسالة للجميع ليعلموا أن الساحة اللبنانية ليست بعيدة عن التأثيرات الإسرائيلية المباشرة>

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...