تفكيك شبكات تجسس أميركية بالصومال
قال أحد أبرز القيادات الميدانية في معسكر راس كامبوني الذي يضطلع بمهمة تدريب المقاتلين الإسلاميين بالصومال, إن واشنطن استخدمت وسائل متعددة شملت طائرات التجسس وشبكات الكاميرات الإلكترونية العاملة بالأقمار الصناعية لرصد مواقع المجاهدين ومتابعة تحركاتهم, كما أرسلت جيوشا من العملاء من جنسيات مختلفة وتحت شعارات متعددة إلى الحزام الخاص بالمجاهدين.
وذكر بري علي بري في تصريحه الذي أدلى به بأن الحروب بأشكالها المختلفة مستمرة بين المخابرات الأميركية وبين معسكر راس كامبوني منذ تأسيسه عام 1993.
وأشار إلى أن مقاتلي هذا المعسكر بدؤوا يرصدون أنشطة استخباراتية أميركية منذ تفجيرات السفارتين الأميركيتين بنيروبي ودار السلام عام 1998, ولاحظوا مضاعفة تلك الجهود التجسسية الأميركية بالصومال ككل منذ أحداث 11/9/2001.
وقال إن المخابرات الأميركية قامت بتركيب كاميرات إلكترونية تعمل عبر الأقمار الصناعية في الجبال الواقعة في الجزء الجنوبي من مدينة راس كامبوني والجزء الشرقي من بلدة بورجابو.
أما الشيخ لقمان عرب, وهو أحد القيادات العسكرية, فإنه يقول بأن فضاء راس كامبوني مستباح من طرف طائرات التجسس الأميركي, غير أن القوات الأميركية تتجنب النزول إلى الأرض خوفا من المستقبل المجهول الذي ينتظرها, على حد تعبيره.
وأشار في هذا الإطار إلى حادثة مقتل سبعة من قيادات المحاكم الإسلامية جراء قصف للسلاح الجوي الأميركي الذي استهدفهم عندما استخدموا جوال ثريا في الحدود الصومالية الكينية إبان الغزو الإثيوبي عام 2006.
وعن جنسيات العملاء الذين قبض عليهم بتهمة التجسس لأميركا وتصفيتهم جسديا قال بري إن من بينهم صوماليين وكينيين وإثيوبيين وأوغنديين وتنزانيين وجنوب أفريقيين وأميركيين, مشيرا إلى أنهم يدخلون المنطقة متسترين تحت شعارات كاذبة كهيئات الإغاثة ومراكز البحوث بل ربما حتى يتقمصون شخصية مجانين لتحقيق مآربهم.
وقد قدرت بعض المصادر المطلعة عدد المتهمين بالتجسس لصالح أميركا ممن تمت تصفيتهم بالعشرات, إلا أن بري رفض الكشف عن عدد من قتلوا مكتفيا بالتأكيد على أن من بينهم خمسة أميركيين بيضا.
ويروي لقمان قصة تفكيك شبكات تجسس إلكترونية أميركية قائلا "نجحنا بفضل الله في تفكيك شبكة كاميرات تصور المناطق المستهدفة عن بعد، حيث عثرنا على واحدة في مدينة راس كامبوني، وأخرى في بلدة بورجابو وتتكون الشبكة من أربع كاميرات صغيرة الحجم متصلة بعضها مع بعض في مسافة قصيرة تقدر بقدم واحد".
كما كشف بري عن عثور مقاتليه على أجهزة إلكترونية صغيرة الحجم في حوزة جواسيس أثناء التحقيقات معهم.
وأشار إلى أن تلك الأجهزة تنصب عادة في الأماكن المستهدفة للحصول على معلومات تكشف تحركات القيادات، أو معسكرات التدريب.
كما كشف عن عثورهم على مسدسات كاتمة للصوت كانت معدة للاستخدام في الاغتيالات.
ويعلق بري قائلا "اكتسبنا خبرة كافية في مكافحة التجسس لأن مهمتنا الأولى والأخيرة تقوم على الأنشطة الحربية، بما في ذلك حرب الجواسيس"، مشيرا إلى اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لحماية مواقع المعسكر وقياداته من كيد المخابرات الأميركية.
وكشف هذا القائد عن استخدام مقاتليه لوسائل إلكترونية متطورة لفحص أي شخص غريب يريد مقابلة الأب الروحي للمدرسة الجهادية السلفية بالصومال النائب الأول لزعيم الحزب الإسلامي الصومالي الشيخ حسن تركي وعن حظر استخدام الثريا كليا في مناطق وجود المقاتلين قائلا "الجميع تحت مراقبة المجاهدين, ولن يفلت أي عميل من قبضتهم بإذن الله".
وكانت واشنطن قد وضعت حسن تركي في لائحة المطلوبين لديها حيا أو ميتا، بتهمة ضلوعه في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام، غير أن حسن تركي ينفى تلك التهمة الموجهة إليه جملة وتفصيلا.
عبد الرحمن سهل
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد