تقرير كورديسمان حول مستقبل التدخل الأمريكي في المنطقة
الجمل: ما تزال الإدارة الأمريكية تواصل تدخلها الذي يبدو وكأنه بلا حدود في منطقة الشرق الأوسط وبرغم وضوح المشاهد الجزئية المتعلقة بنماذج التدخلات الأمريكية في العراق، أفغانستان وغيرهما، فإن هناك مشهد كلي يتعلق بالوضع الكلي لسياسة التدخل الأمريكي في المنطقة.
* المعطيات الاستراتيجية:
تقول المعلومات الواضحة بأن التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط ما زال منهمكاً في التعامل مع تسعة محاور تدخلية رئيسية هي:
• ملف الصراع العربي – الإسرائيلي.
• ملف البرنامج النووي الإيراني.
• ملف الوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي.
• ملف الأوضاع في شمال إفريقيا وشرق المتوسط.
• ملف التجارة والاستثمار في المنطقة.
• ملف تقوية حلفاء أمريكا والقضاء على خصومها.
• ملف نشر القيم السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأمريكية.
* القيمة الإسرائيلية للتدخل الأمريكي:
يرى الخبير أنطوني كورديسمان بأن المصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة ما تزال محتفظة بقيمتها الحقيقية ولفترة طويلة ستتطلب هذه المصالح من الإدارة الأمريكية الاستمرار في تدخلاتها ومواصلة الإمساك بدور اللاعب الرئيسي الذي يمارس النفوذ والسيطرة على:
• حركيات الصراع العربي – الإسرائيلي.
• الاحتفاظ بوجود عسكري أمريكي فاعل في المنطقة.
• تشديد السيطرة على موارد المنطقة التي تمثل عصب وشريان الحياة للمصالح الأمريكية.
يرى كورديسمان بأن هذه الجوانب الثلاثة يجب أن تكون الأساس الذي يجب أن تستند عليه سياسات وتحركات الإدارة الأمريكية داخل وخارج المنطقة.
* لماذا الفشل في تحقيق السيطرة الأمريكية؟
تطرح التحليلات الأمريكية وجهات نظر متضاربة حول أسباب فشل مشروع السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط وتنقسم التحليلات إلى اتجاهين:
• الاتجاه الأول يعزو أسباب الفشل إلى تركيز الإدارة الأمريكية على التعامل بالوسائل العسكرية الأمنية والتقليل من شأن الوسائل الاقتصادية والاجتماعية.
• الاتجاه الأول يعزو أسباب الفشل إلى عدم إكمال الإدارة الأمريكية مخطط السيطرة الكاملة على المنطقة. والسبب في ذلك عدم زيادة القوات والعتاد والتردد في توسيع نطاق حرب العراق بما يشمل مسرح شرق المتوسط ومسرح إيران ودمجهما مع المسرح العراقي ضمن مسرح واحد.
* ما هي أبرز المشاكل المتوقعة؟
يرى كورديسمان بأن المشكلة التي تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو وحلفاءهم تتمثل ليس في الجوانب الاقتصادية أو السياسية وإنما في الجوانب العسكرية – الأمنية وذلك لجملة من الأسباب غير المواتية والتي في مقدمتها:
• مخاطر مذهبية الحرب اللامتماثلة وانتشار نموذج حزب الله ضد إسرائيل إلى مسارح الشرق الأوسط الأخرى.
• مخاطر القدرات العسكرية غير التقليدية التي أصبحت تملكها سوريا وإيران بما أدى إلى إبطال تفوق وفعالية قدرات الردع النووي الإسرائيلي.
ويرى كورديسمان بأن التهديد الإسرائيلي غير التقليدي في مواجهة إيران وسوريا أصبح يقابله من الناحية الأخرى تهديد غير تقليدي سوري – إيراني بما أدى إلى تحويل المعادلة إلى صيغة نتيجتها خاسر – خاسر بدلاً عن الصيغة القديمة التي كانت تؤكد على أن إسرائيل هي الرابح والبقية هم الخاسرون.
أدى توازن التهديد غير التقليدي إلى توازن الردع التقليدي وإضافةً لذلك أصبح الميزان التقليدي في وضع غير مواتي لإسرائيل طالما أن التفوق الكمي السوري والإيراني سيصبح الرابح في ظروف المواجهة الطويلة، طالما أن إسرائيل لن تستطيع التحكم في مسار المواجهة وجعلها قصيرة كما كان يحدث في الماضي.
يرى الخبير كورديسمان بأن على أمريكا أن تشدد في الفترة المقبلة قبضتها العسكرية – الأمنية على منطقة الخليج العربي والسعودية ثم العمل لاحقاً لجهة استخدام وتوظيف مزايا هذه المنطقة بما يجعلها خلفية لغرض التهديد بشكل مستمر على إيران عبر الخليج العربي وعلى منطقة شرق المتوسط وإضافةً لذلك يتوجب أن يتم استخدام منطقة الخليج العربي كملاذ آمن للقدرات العسكرية الأمريكية وكقاعدة للانطلاق من أجل السيطرة على العراق، وبكلمات أخرى، تكون القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج العربي بمثابة القواعد الاستراتيجية أما القواعد العسكرية الأمريكية المتوقع إنشاؤها في العراق فيجب أن تكون قواعد تكتيكية طالما أن الأوضاع العراقية ما زالت غير مستقرة لصالح استمرار الوجود الأمريكي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد