توقع تجدد النزاع الإسرائيلي – اللبناني بعد صفقة تبادل الأسرى

الجمل: على مدى عشرات السنوات ظلت إسرائيل تستهدف جنوب لبنان بالغارات والاعتداءات والآن بعد انسحابها واضطرارها تحت ضغوط الهزيمة  إلى الموافقة على وقف إطلاق النار وزيادة حجم القوات الدولية وإجراء صفقة تبادل الأسرى والسجناء ورفاة القتلى،  هل يا ترى ستهدأ الأوضاع في المنطقة أم أن ما يحدث حالياً هو الهدوء الذي يسبق العاصفة القادمة؟
* ماذا يجري في الأروقة الإسرائيلية:
تقول المعلومات الواردة على موقع أيديفينس الإلكتروني الأمريكي بأن قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي السابق المتعلق بإجراء صفقة تبادل السجناء مع حزب الله هو قرار لا ينظر إليه الإسرائيليون بالكثير من الفخر والاعتزاز فقد أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مراراً وتكراراً إلى اعتبار ما حدث يمثل "صفقة محزنة ومهينة".
إضافةً لذلك، فقد عارض جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) الصفقة بشدة، إضافةً إلى معارضة جهاز الأمن الخارجي (موساد) المتزايدة لهذه الصفقة التي لم تجد أي قبول في أوساط كل السياسيين الإسرائيليين بما في ذلك الذين أشفوا على إنجازها.
* لماذا معارضة الصفقة مع حزب الله؟
يرى المحللون بأن إسرائيل سبق أن قامت مراراً وتكراراً بإجراء العديد من الصفقات التي تشبه هذه الصفقة لجهة تبادل الأسرى والسجناء ورفاة القتلى، ولكن الصفقة التي تمت مؤخراً مع الحزب تتضمن كما يرى الخبراء حسابات استراتيجية لا تتماشى مع الإدراك الإسرائيلي. هذا، وأبرز الملاحظات التي وردت بهذا الخصوص:
• تشير الحسابات الاستراتيجية المتعلقة بالصفقة الأخيرة بأن الناتج بالنسبة للطرفين هو "معادلة صفرية" ترتب عليها خسارة إسرائيل مقابل مكاسب لحزب الله، وبكلمات أخرى، فقد كان الإسرائيليون يعتقدون بأنهم نجحوا في تحقيق المكاسب على حساب حزب الله وذلك عندما أدى وجود القوات الدولية إلى دفع الحزب باتجاه شمال الليطاني والآن كما تشير بعض التحليلات فإن حزب الله قد استطاع من خلال هذه الصفقة أن يلحق بإسرائيل خسارة جديدة.
• إنجاز الصفقة مع حزب الله أدى إلى جعل الحزب ينجز ما وعد به من قبل زعيمه حسن نصر الله عن التزامه القطعي بتحرير وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل ضمن ما أطلق عليه السيد نصر الله عشية حرب تموز 2006م تسمية "الوعد الصادق" التي نفذ حزب الله بموجبها عملية اختراق الحدود الإسرائيلية واختطاف الجنديين الإسرائيليين.
* هل من جولة صراع جديدة في جنوب لبنان؟
تقول التسريبات الأمريكية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد دعا إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الوزراء الأمني المصغر، من أجل استعراض آخر التخمينات الاستخبارية الإسرائيلية المتعلقة بقدرات حزب الله وعلى وجه الخصوص بالتركيز على إعادة تسليح الحزب لنفسه.
يرى الإسرائيليون بأن القرار الدول ي 1701 الذي تم تصميمه لجهة منع وحرمان حزب الله من القيام بإعادة تسليح نفسه قد أصبح قراراً دولياً على وشك الانهيار ومن ثم يتوجب على إسرائيل القيام بالمزيد من التحركات باتجاه:
• تفعيل العلاقة الخاصة على محور تل أبيب – واشنطن.
• إجراء الاتصالات مع الأطراف الدولية مثل الاتحاد الأوروبي.
من أجل الدفع باتجاه خيارين هما:
• إما دفع مجلس الأمن لإصدار قرار جديد.
• أو زيادة الضغوط لجهة استخدام المزيد من الآليات الجديدة في فرض الرقابة على حزب الله وحرمانه من مصادر السلاح والعتاد العسكري.
تقول التسريبات التي أوردها موقع ديفينس أبديت الأمريكي بأن حزب الله يستفيد كثيراً من الجوار الجغرافي لمنطقة وادي البقاع الشمالي اللبنانية التي يسيطر عليها الشيعة اللبنانيون مع سوريا وتزعم التسريبات أيضاً بأن بعض الصور الفضائية والأمريكية قد أشارت إلى احتمالات أن تكون سوريا قد قامت بنشر قواتها في منطقة راشيا الوادي على الحدود السورية – اللبنانية.
* ماذا وراء التدويل؟
تقول التحليلات الإسرائيلية بأن القرار 425 قد تصدى لأزمة ملف مزارع شبعا طالما أن مجلس الأمن الدولي ينظر لإسرائيل باعتبارها قد امتثلت لتنفيذ هذا القرار بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي في حزيران 2000م إلى الخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان. ويرى الإسرائيليون أيضاً أن القرار الدول ي 1310 الصادر عام 2000م قد أكد انسحاب وامتثال إسرائيل، أما القرار 1701 الذي صدر بعد حرب صيف 2006م قد أعاد فتح المشكلة من جديد عندما أشارت إحدى ملاحظات الحكومة اللبنانية التي طلبت وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة الأمر الذي أتاح للسيد حسن نصر الله فرصة جديدة ترتب عليها إعادة فتح النزاع الإسرائيلي – اللبناني حول مزارع شبعا، وهي فرصة ستتيح وتوفر للحزب ذرائعاً جديدة لشن الغارات والهجمات ضد إسرائيل والإسرائيليين.
ويرى الإسرائيليون بأن طموح حزب الله سو ف لن يتوقف عند حدود مزارع شبعا وإنما سينتقل لاحقاً إلى ملف القرى السبع التي ظل اللبنانيون يطالبون بها منذ العام 1948م.
بنظر الإسرائيليون بالكثير من عدم الرضا والقبول إلى صفقة تبادل الأسرى ويرى معظم المحللين الإسرائيليين بأن خيار نزع السلاح هو خيار لا بديل عنه لحماية أمن إسرائيل، وإضافةً لذلك أصبح الكثير من الإسرائيليين أكثر انفتاحاً إزاء فكرة القيام بعمل  عسكري جديد ضد حزب الله على النحو الذي يؤدي إلى القضاء نهائياً على قدرات الحزب العسكرية والقضاء على أية طموحات لبنانية باستعادة مزارع شبعا والقرى اللبنانية السبع إضافةً إلى حرمان سوريا ولبنان من مزايا وجود حزب الله كحليف قوي في الساحة اللبنانية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة