جدار النار يحرق الكتائب المسلحة في الغوطة
يستمر الهدوء سائدا على الوضع الميداني في دمشق، فمنذ حوالي الشهر ، تعيش المدينة استقرارا على الأرض، باستثناء جبهة برزة المشتعلة، وعدة قذائف هاون تساقطت في منطقة العباسيين، إلا أن الحرب الحقيقة التي تدور في هذه الساعات هي على محور الغوطة الشرقية من جهة طريق مطار دمشق الدولي والبلدات المحيطة ببلدة شبعا.
ورغم أن طريق مطار دمشق الدولي يعمل بشكل طبيعي، إلا أنه أي شخص يسلك الطريق عبورا، سوف يسمع بوضوح أصوات الاشتباكات والقصف والطيران الحربي والمدفعية والصواريخ..
كل أنواع الأسلحة الثقيلة تدور رحاها الآن على جبهة الغوطة التي فتحها الجيش العربي السوري على أكثر من محور، والحرب باختصار هو ما يدور الآن.
على المحور الأول، تقدم بري حققته قوات النخبة على محور زملكا، حيث قالت المصادر العسكرية الرسمية إن قوات الجيش أطبقت السيطرة على جسر زملكا، وهو في جغرافية تلك المنطقة يعد واصلا بين محورين منفصلين ونقطة تمركز متقدمة للجيش
على محور بلدة المليحة، تقدم بري آخر لقوات الجيش واتخاذه نقاط مطلة للانتقال إلى مراحل ثانية من عملية جدار النار.
على محور محيط بلدة شبعا، التقدم بشكل أذرع إن صح التعبير، بمعنى يتقدم الجيش في منطقة، ويلتف في أخرى، وخلف هذه البلدات تنتظر الأيام المقبلة معارك ربما ستكون الأشرس على مدار سنتين.
بشكل عام جبهة الغوطة ملتهبة وعلى أشدها من كل المحاور وربما هذا ما يفسر سبب ارتفاع وتيرة القصف المدفعي والصاروخي.
بالمقابل، أطلقت صفحات المعارضة، على العملية التي تخوضها ضد الجيش العربي السوري في غوطة دمشق اسم معركة "القادسية" من جهة الجنوب، فيما باشرت كتائب الجنوب الغربي لدمشق بمعركة سمتها "ان عدتم عدنا"
أما الجيش العربي السوري فأطلق على عمليته التي بدأها منذ شهر اسم جدار النار، وحقق على الأرض عدة اختراقات أبرزها في جبهة شبعا.
بعيدا عن الأسماء الإعلامية، فإن الوقائع على الأرض تحدث بعدد من شهداء الجيش يفوق العشرين خلال الأسبوع الماضي على جبهات الغوطة، وهو رقم مرتفع نسبيا يدل على حدة المعارك فيما تحدثت مصادر المعارضة عن مقتل أكثر من 60 مسلح وثقتهم لجان التنسيق المحلية
المصادر العسكرية تحدثت عن مئات القتلى دون تحديد رقم، ولكن الكثافة المدفعية التي تضرب تؤدي لمقتل عدد كبير من المسلحين المتجمعين في نقاط محددة حسب المصادر العسكرية.
وفي خضم هذه المعارك، لا زالت المدينة تعيش حالة هدوء وتشديدات أمنية إضافية في محيط مقر إقامة لجنة التحقيق الأممية الخاصة باستخدام الأسلحة الكيماوية ورغم اشتداد القصف وكثافة تحليق الطيران الحربي، إلا أن حالة من الاعتياد سائدة في الشارع الدمشقي.
بمعنى آخر حدة المعارك في أطراف المدينة والتي تصل أصواتها إلى كل أنحاء دمشق، لا تؤثر ابدا على سير الحياة الروتينية، على الناس التي اعتادت أجواء الحرب لدرجة أنها لا تسمع أحيانا أصوات المعارك .
ماهر المونس - تلفزيون الخبر
إضافة تعليق جديد