جنرالات أميركيون يحذرون بوش من كارثة ضرب إيران
جدد رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغا زاده أمس رفض طهران التزام قرار مجلس الأمن الرقم 1737 الذي يطالبها بتعليق نشاطات تخصيب الأورانيوم في منشأة ناتانز بوسط البلاد، لكنه تعهد السماح للصحافيين بزيارة هذا الموقع قريباً. بينما حذر جنرالات أميركيون متقاعدون من أن أي عمل عسكري ضد ايران ستكون عواقبه على المنطقة مدمرة.
وكان مجلس الأمن قرر في 23 كانون الأول 2006 فرض عقوبات محدودة على ايران بعدما رفضت تعليق نشاطاتها النووية الحساسة. وأمهل طهران 60 يوماً لوقف تخصيب الأورانيوم، وهي العملية التي يمكن استخدامها في إنتاج وقود نووي لمحطات الطاقة، كما تؤكد ايران، أو لانتاج رؤوس حربية نووية كما يخشى الغرب.
ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "ارنا" الايرانية عن آغا زاده "أننا نعتقد أن هذا القرار يطرح مشاكل قانونية وتطبيقية. ولن نطبقه كما سبق لنا ان أعلنا".
وسئل عن خطط ايران المعلنة لتوسيع التخصيب في موقع ناتانز بتركيب ثلاثة آلاف جهاز إضافية للطرد المركزي، فأجاب: "تريثوا. لن يتطلب هذا طويلاً. سنطلعكم على هذا الأمر". ووعد الصحافيين بزيارة المنشأة "في غضون سبعة أو ثمانية أيام ليروا العمل الذي أنجز فيه في الآونة الأخيرة"، علماً أن "أنباء سارة تتعلق بالبرنامج النووي ستعلن قريباً"، من دون أن يفصح عن تفاصيل.
وكان المسؤولون الايرانيون أدلوا أخيراً بتصريحات متضاربة عن بدء عملية تركيب الأجهزة الإضافية. ورجح بعض المحللين أن تعلن هذه الخطوة خلال الاحتفالات بذكرى قيام الثورة الاسلامية عام 1979 والتي تستمر حتى 11 شباط الجاري.
وتؤكد واشنطن أن طهران ستكون "مخطئة في التقدير" إذا ظنت أنها تستطيع تركيب اجهزة الطرد المركزي، وتتجنب في الوقت ذاته صدور قرار آخر عن مجلس الأمن، أو التعرض لمزيد من الضغوط. وكررت الادارة الاميركية أنها تريد اللجوء الى الديبلوماسية لانهاء المواجهة النووية مع ايران، لكنها لم تستبعد العمل العسكري إذا أخفق هذا المسار.
وفي رسالة نشرتها صحيفة "الصنداي تايمس" البريطانية، حض الباحث العسكري الكبير في مركز مراقبة الأسلحة ومنع الانتشار النووي في واشنطن اللفتنانت جنرال المتقاعد روبرت ج. غارد ورئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال البحري المتقاعد جوزف ب. هور والمدير السابق لمركز المعلومات الدفاعية نائب الأميرال جاك شاناهان، الرئيس الأميركي جورج بوش على اجراء محادثات "من دون شروط مسبقة" مع الحكومة الايرانية لايجاد تسوية ديبلوماسية. وأضافوا أنه "يقع على عاتق الحكومة البريطانية الإضطلاع بدور حاسم في بذل جهود ديبلوماسية" لحل الأزمة مع طهران، داعين لندن الى التعبير "صراحة عن معارضتها للجوء الى القوة العسكرية". واعتبروا أن هجوماً على ايران "ستكون له عواقب مدمرة على الأمن في المنطقة وقوات الائتلاف في العراق وستؤدي الى تفاقم التوترات الإقليمية والعالمية على نطاق اوسع".
كذلك نشرت صحيفة "الإنديبندنت" رسالة تتضمن رأياً مماثلاً لثلاثة مسؤولين دينيين بريطانيين، هم الحاخام طوني بايفيلد وأسقف أوكسفورد السابق ريتشارد هاريس ورئيس المجلس الاسلامي للوفاق بين الاديان والطوائف الإمام عبد الجليل ساجد الذين كتبوا : "الحقيقة أن القانون الدولي لا يتضمن شيئاً يبرر شن هجوم عسكري على ايران"، وأن هجوماً كهذا "لن يؤدي إلا الى ترسيخ قوة المتطرفين في ايران".
من جهة أخرى، أوردت وكالة الانباء الطالبية الايرانية "ايسنا" أن مجلس الرقابة على الصحف في ايران حظر نشر صحيفة "سياسة روز" الايرانية المحافظة بعدما نشرت "مقالاً مسيئاً". ولم تكشف الجهة التي أساء اليها المقال، لكن رئيس تحرير الصحيفة محمد مهدي شيرمحمدي اوضح أن "المقال ربما أساء الى السنّة، ولكن من غير قصد".
ونقلت الوكالة ذاتها عن الأستاذ الجامعي الإيراني المنشق هاشم اغاجاري، الذي كان حكم عليه بالاعدام بتهمة الإساءة الى الاسلام، أنه منع من التوجه الى الولايات المتحدة لالقاء محاضرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وأضاف أن الطالب عبد الله مؤمني الذي كان يرافقه منع أيضاً من مغادرة البلاد.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد