حبس أنفاس على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
وصف مصدر لبناني رسمي الوضع على طرفي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة بأنه على درجة عالية من حالة الاستعداد وحبس الأنفاس إلى أقصاها في القوى العسكرية في الجانبين اللبناني و”الإسرائيلي”. ويعكس هذا الأمر حالة خاصة استجدت بعد اغتيال القائد البارز في حزب الله عماد مغنية الذي أعلنت سوريا أنها ستعلن قريبا عن “دليل قاطع” بشأن الجهة التي ارتكبت جريمة اغتياله. وبالتزامن مع ذلك، خرج الرئيس السابق للأركان في الجيش “الإسرائيلي” الجنرال دان حالوتس عن صمته الطويل، واعترف في حديث معه نشر أمس بفشله في الحرب العدوانية التي شنتها “إسرائيل” على لبنان في صيف ،2006 وكشف عن أنه فوجئ بمدى ما كان عليه جيش الكيان من عدم جهوزية عند اندلاع الحرب.
وفيما أشار إلى أسباب الفشل، قال إن الأسباب العميقة والجوهرية سيأخذها معه إلى القبر عند موته.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن الوضع على طرفي الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة على درجة عالية من حبس الأنفاس، ورفع حالة الاستعداد، وربما إلى أقصاها في صفوف كل القوى العسكرية في الجانبين اللبناني و”الإسرائيلي”. وفي جولة ميدانية على مقربة من هذه الحدود أمس، تبين أن القوات “الإسرائيلية” موضوعة على درجة عالية من الاستنفار والحذر والترقب، وأنها اتخذت كل الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تجنب جنودها الوقوع في مكامن يمكن أن تنصبها لهم عناصر من حزب الله داخل منطقة الجليل المحتلة.
وأضافت الوكالة أن القوات المذكورة أبعدت دورياتها الراجلة والمؤللة عن الحدود مع لبنان، وحدت كثيرا من حركتها على مقربة من هذه الحدود، ولوحظ أن الدوريات المؤللة تتحرك على الخطوط والطرقات الخلفية وبسرعة، تحاشيا لأية مطبات أمنية، كما أن الجنود لازموا مواقعهم، وكذلك لازم المستوطنون منازلهم وخفت حركتهم على الطرقات حتى داخل هذه المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان.
وفي الجانب اللبناني، وضعت قوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب “يونيفيل” الميدانية على مختلف محاور المنطقة الحدودية، وصولاً الى تخوم مزارع شبعا المحتلة، منذ أول أمس، في حالة عالية من الاستعداد، تحسبا لأي طارئ، فكثفت من دورياتها المؤللة وعززتها بآليات إضافية في أحيان كثيرة، وشددت المراقبة الأرضية من داخل الأبراج المزروعة داخل مواقع هذه القوات.
وجاءت هذه الأجواء العسكرية الخاصة وسط إجراءات أمنية مشددة بدأت بها “إسرائيل”، تحسبا وحذرا من تداعيات اغتيال القائد العسكري والأمني البارز في حزب الله عماد مغنية، والذي اتهم الحزب صراحة “إسرائيل” بالمسؤولية المباشرة عنه.
إلى ذلك، أعلن قائد “يونيفيل” الجنرال كلاوديو غراتسيانو أمس أن قيادة قواته رفعت “تقريرا صارما” للأمم المتحدة حول الخروق “الإسرائيلية” للسيادة اللبنانية، وأكد أن قواته تتعاون مع الجيش اللبناني لإبقاء الوضع اللبناني الأمني في الجنوب تحت السيطرة، وأكد أن قواته تسيطر على الوضع.
وفي دمشق، صرح وزير الخارجية وليد المعلم بأن نتائج الجهد الجبار في التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية في بلاده بشأن اغتيال مغنية سيتم إعلانها قريبا، وسوف تثبت بالدليل القاطع الجهة التي تورطت في هذه الجريمة ومن يقف خلفها. وأفاد مسؤول إيراني أن بلاده تشارك في عملية التحقيق، وأعلن في بيروت أن حزب الله أوفد فريقا أمنيا خاصا لمساعدة السلطات السورية والقضائية في تحقيقاتها بشأن جريمة الاغتيال التي وقعت في العاصمة السورية ليل الأربعاء الماضي.
وبالتزامن مع أجواء الحذر “الإسرائيلي” الشديد الذي وصفته صحف الكيان أمس بأنه يصل إلى حال الرعب، بعد التهديدات التي أعلنتها قيادة حزب الله للثأر لمغنية، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أمس مقابلة مع الرئيس السابق لأركان جيش الكيان الجنرال دان حالوتس، تعد الأولى له منذ استقالته في يناير/ كانون الثاني العام الماضي على خلفية فشل الحرب العدوانية التي شنتها “إسرائيل” على لبنان في صيف ،2006 اعترف فيها بفشله الشخصي في تلك الحرب، وقال إنه لم يفاجأ كثيرا بعدم جهوزية الجيش الكاملة عند شن تلك الحرب في يوليو/ تموز، بل فوجئ بأن حجم ذلك كان كبيرا، ورأى أن هذا الأمر كان من أسباب عدم تحقيق العدوان نتائجه المطلوبة، على الرغم مما رآها نجاحات عسكرية وسياسية تمت، وأن الأسباب العميقة والجوهرية للفشل ستبقى معه ويأخذها إلى قبره.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد