حسن ديب نصر الله يروي قصة خطفه
أفرجت قوات الاحتلال الاسرائيلي مساء امس الاول عن 5 مواطنين كان قد اختطفهم «كوماندوس» اسرائيلي فجر الاول من آب الجاري من منازلهم في مدينة بعلبك، بتهمة انهم اعضاء في قيادة حزب الله.
ويقول حسن نصر الله (ابو بلال) عن ليلة «خطفه» انه لم يكن يألف تحليق الطائرات بكثافة، و«ليلة خطفنا كانت ليلة ليلاء من اصعب الليالي التي مرت على بعلبك... كان الموت يلفّنا من كل ناحية وصوب. انقطاع الكهرباء في تلك الليلة، كان عاملاً اضافياً يحقن الرعب في شراييننا ويضخّ الهلع في اروقة المكان مع وصول الكوماندوس الاسرائيلي الى داخل المنزل، يكسر متعمداً كل ما امامه ويطلق النار في انحاء المنزل...». كانوا اكثر من خمسين جندياً، ومع كل خطوة يخطوها اي عسكري اسرائيلي على الدرج هبوطاً اليهم، ترتفع دقات قلوب المختبئين وتتزامن مع رفع الصلوات والدعاء لله بألاّ يصيبهم أذى.
يروي حسن نصر الله: "ان عدداً كبيراً من الكوماندوس مدججين بالاسلحة المجهزة باللايزر، اخرجونا رافعين ايدينا الى الاعلى بعدما طلبوا ذلك باللغة العربية، اللهجة الفلسطينية. وبالتتالي: محمد جعفر، علي دياب، حسن البرجي، حسن نصر الله وأحمد العوطة. وصلنا جميعاً الى مدخل المنزل. كبّلوا ايدينا بشريط بلاستيكي سميك، وسألوني بعدما اشاروا الى الحاج احمد العوطة: هل هذا الحاج احمد العوطة؟ وذلك بعدما اخرج احدهم جهازاً صغيراً للكمبيوتر وأخذ يتأكد من الاسماء المستهدفة، مما يؤكد تعامل كثيرين مع العدو الاسرائيلي او وجود (جواسيس).
يؤكد حسن نصر الله، وهو صاحب محال لبيع اسلحة الصيد في بعلبك، أن اسمه كان يمثّل لدى الاسرائيليين خبطة اعلامية للداخل الاسرائيلي، و«ما أكّد لي ذلك، أنه عندما وصلنا الى اسرائيل كنت اسمع الجنود فرحين مذهولين: حسن نصر الله... واو».
ويتابع ابو بلال سرده عن تلك الليلة: «عند الساعة 12:30 ليلاً، احتجزونا وطلبوا من النسوة وطفلين التوجه داخل المدينة بعدما ارغموهم على الركوع على الارض. احتجزنا العدو، نحن الرجال الخمسة، وابني الصغير محمد حسين نصر الله البالغ من العمر 13 سنة، وألزمونا المشي شبه حفاة لمدة ساعتين في الجرود. عندها شعرنا جميعاً بالأمان، لأن العدو لا يمكنه قصف مكان أو الاعتداء على اي مطرح يوجد له فيها قوة عسكرية. وأدركنا اننا بتنا في منأى عن صواريخ او عن طلقات الـ800 التي كانت تطلقها الاباتشي في كل انحاء المدينة».
«صعدنا جميعاً باستثناء ابني الصغير، الذي هدّده احد الضباط بالـ ام 16 وأخذ يرعبه ويسأله بعنف عن المقاومة. وأمروه بأن يقول إن كان هؤلاء الرجال (نحن) مقاومين ام لا؟ اجابهم: بالطبع لا. في هذه الأثناء، اتّصل احد الضباط (صوت وصورة) مباشرة بالقيادة في اسرائيل وأخبروهم عن الطفل الذي لم يتخطّ الثالثة عشرة من العمر. عندها، تركوه بعدما تلقّوا أمراً بذلك.
يتابع نصر الله سرد رحلة اسره الى اسرائيل: «وصلنا إلى مركز التحقيق معصوبي العينين ليفصلونا بعضنا عن بعض، وكان تحقيق مع كل واحد منا على حدة. استمر التحقيق نهاراً كاملاً من ساعة وصولنا الى المساء. بعدها، جمعونا في سيارة واحدة ونقلونا الى السجن، ثمّ وضعونا في الغرفة نفسها فبدأنا بالسلام والاطمئنان، ورا والسؤال عما دار في التحقيق. في هذه اللحظة، ارتفعت أصوات الجنود والسجّانين والحراس سائلين عن الغنيمة «حسن نصر الله».
بقينا قيد الاعتقال ما يقارب 21 يوماً كنا خلالها نخضع لـ 5 ساعات متتالية من التحقيق حيث لم نتعرض لأي عنف جسدي. وفي اليوم السادس عشر من الاعتقال، اتت محامية من منظمة حقوق الفرد «ليا تسيميل» وساعدتنا كثيراً.
عند الساعة التاسعة خرجنا من السجن. وفي الساعة 12 ظهراً وصلنا إلى الناقورة حيث سلّمونا إلى الصليب الاحمر الدولي، ثم الى قوات الطوارئ الدولية وأخيراً الى الجيش اللبناني في خمسة محطات بدأت في الناقورة وانتهت في وزارة الدفاع. وصلنا الى بعلبك عند الساعة 12 من ليل امس الاول، وكان لقاء حميمي مع أهالي المدينة والأصدقاء والأهل.
المصدر : الأخبار
إضافة تعليق جديد