حماة: حرق 500 دونم من محصول الشعير واستشهاد وإصابة عناصر من حفظ النظام ومواطنين

مع مطلع شمس كل يوم، تخرق المجموعات المسلحة في حماة خطة المبعوث الأممي كوفي أنان، باستهدافها عناصر حفظ النظام والمواطنين الأبرياء، في مدينة حماة التي يزداد الوضع الأمني فيها سوءاً يوماً بعد يوم، في محاولة مستميتة لتوتير الوضع فيها، وترويع الأهالي وإغلاق المدينة والعبث فيها قتلاً وتخريباً، وفي مؤسساتها العامة حرقاً ونهباً، فالخاصة أغلقت أبوابها، وعمالها وموظفوها سُرِّحوا، وأصحابها هجروها بعدما عجزوا عن تسديد قروض إنشائها للمصارف الوطنية.
وكما يبدو تصر المجموعات المسلحة على جر المدينة إلى الماضي، التي عملت وحدات الجيش -بعد استنجاد الأهالي- على إعادتها إلى الحياة الطبيعية، وإعادة الحياة إليها، فقد تنامى العنف فيها بعد وصول المراقبين الأمميين إليها، وازدادت المجموعات المسلحة شراسة، وصعَّدتْ عملياتها الإجرامية واستهدافها عناصر حفظ النظام على الحواجز ونقاط المراقبة المتمركزة في بعض أحياء وشوارع المدينة، والمواطنين المدنيين أيضاً في محالهم التجارية أو مزارعهم وأراضيهم الزراعية.
وهذا ما أوقع أهل المدينة في ضيق شديد، فحياتهم الاجتماعية أمست في خبر كان، فبعد الثالثة ظهرا لا أحد يخرج من منزله إلا «للشديد القوي»، ومحالهم التجارية أغلقت أو في طريقها إلى الإغلاق، والكثيرون منهم يعجزون عن دفع إيجاراتها ورواتب صناعها، ومنشآتها الصناعية والسياحية الخاصة عشش فيها العنكبوت منذ شهور طويلة.
والمواطن العادي غير قادر على تأمين حاجاته اليومية الضرورية، بسبب الغلاء الفاحش الذي ضرب أطنابه في أسواقها، وشبابها المتعطلون عن العمل ازدادوا شقاء لعدم توافر فرص عمل، لتوقف معظم المهن والحرف عن العمل.
ميدانيا صعَّدت المجموعات المسلحة أمس من وتيرة عملياتها ضد العسكريين والمدنيين، بل استهدفت المحاصيل الزراعية في تكتيك جديد لتدمير موارد المحافظة وترويع الفلاحين، فأحرقت 500 دونم من محصول الشعير في قرية مريود بالقسم الخارجي من حماة.
أما في المدينة فقد أطلقت المجموعات المسلحة قذائف آر بي جي على مراكز حفظ النظام في الدفاع المدني وقرب دوار الأربعين، وفجرت عدة عبوات ناسفة بحي كرم الحوراني، ومقابل قبان الكرنازي شرقي جسر المزارب، وقرب جامع علي بن أبي طالب في حي المزارب فأصيب الطفل زكريا أحمد المصري 7 سنوات إصابات بالغة نُقل على إثرها إلى مشفى البدر لتلقي العلاج اللازم.
كما استهدفت المجموعات المسلحة بنيران أسلحتها الحربية، عناصر حفظ النظام في حاجز مدرسة السيدة ناعسة في طريق حلب، فاستشهد العنصر محمد أسعد وأصيب الرقيب أحمد مسعود العلي والمجند عبد الحميد عمر شحادة، بينما أطلقت مجموعة مسلحة النار على المساعد عمار صالح محمد بالقرب من جسر المزارب فأصابته بطلق ناري، وعلى العريف رائد عبود في مشاع الطيار بحي جنوب الملعب، وعلى الموظف في صالة بيع المستهلك بحي طريق حلب عزيز رمضان علي فأصابته بطلق ناري أيضاً، وأسعفه المواطنون إلى مشفى العموري.
وفي سياق متصل عثرت الجهات المختصة صباح أمس، على جثة لرجل في العقد الخامس من عمره، مرمية في عين الباد بحي الحميدية.
إلى ذلك أكد مصدر في قيادة الشرطة أن مجموعة مؤلفة من خمسة مسلحين، اعترضت طريق طلال محمد السقا السائق لدى معمل البورسلان بحماة، وسلبته السيارة الحكومية بيك آب تويوتا، في شارع الأميرية بحي الحاضر.
كما أقدمت مجموعة أخرى على سلب سيارة ميكروباص عائدة لمديرية التربية، على مفرق سريحين، وذلك أثناء إيصال معاون مدير التربية إلى منزله.
وفي ريف حماة فجرت مجموعة مسلحة عبوة ناسفة أثناء مرور دورية عسكرية في تل بقلو بقلعة المضيق، ما أدى إلى إصابة العنصرين محمد هاشم الشنقري ومحمد خير فايز غصن بشظايا.
وأطلق مسلحون مجهولون النار على المواطن عبد الكريم الياسين في صوران فأردته قتيلا على الفور، وأصابوا المواطن أحمد خالد الياسين أيضاً، وفي قرية المنارة بناحية الزيارة بالغاب، أصيبت المواطنة لميس صطوف النيوف بطلق ناري طائش.
وفي قرية تل حسن باشا بمنطقة سلمية، اقتحمت مجموعة مسلحة منزل المواطن حامد تركية تولد 1963، وهو مستخدم مدني، وأطلقت النار على الموجودين في المنزل، فاستشهد حامد وأصيب المواطن الذي كان يزوره سعيد عبد الكريم فقر.
أما في قرية السرمانية بمنطقة الغاب فقد اعترضت مجموعة مسلحة مؤلفة من ثلاثة عناصر طريق السائق نجدت رضا سلو العامل في محطة أبقار جورين، وسلبته السيارة الحكومية كيا 2700، وذلك على الطريق العام.
وبشأن المراقبين فقد زاروا أمس دوار بلال وعاينوا آثار اعتداء المسلحين على عناصر حفظ النظام، والمشفى الوطني بحماة للقاء الجرحى، كما زاروا بلدة شيحة حماة، ومدينة السقيلبية، حيث التقوا مدير منطقتها ورئيس مجلسها البلدي وعدداً من مواطنيها.

محمد أحمد خبازي

المصدر: الوطن