خطاب نتينياهو:

13-06-2009

خطاب نتينياهو:

الجمل: تترقب الأوساط السياسية والدبلوماسية المعنية بالشأن الشرق أوسطي الخطاب الهام الذي سيلقيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو مساء غد الأحد الموافق 14 حزيران 2009، وتشير التوقعات إلى أن مفردات خطاب نتينياهو سيتردد صداها ليس في أوساط ائتلاف الليكود – إسرائيل بيتنا الحاكم في إسرائيل وحسب، وإنما في كافة الأطراف الأخرى المعنية بمستقبل الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي.
* المحددات الأساسية لخطاب نتينياهو:
تشير المعلومات إلى أن خطاب نتينياهو سيتم ضمن سياق إطاري يتضمن الآتي:
• تحديد منظور ورؤية السياسة الخارجية الإسرائيلية.
• تحديد المصالح الإسرائيلية الرئيسية بالتركيز على الخطر الإيراني الماثل ومحاولة الربط بينه وبين مقاربة إسرائيل لملف حل الدولتين وملف المستوطنات الإسرائيلية.
• توضيح الإدراك الإسرائيلي الجديد إزاء ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وملف مستقبل الدولة الفلسطينية والمستوطنات والخطر النووي الإيراني.
• التأكيد على مطالبة إسرائيل للمجتمع الدولي القيام بدور بناء وإيجابي في المنطقة بما يؤكد التزام المجتمع الدولي بأمن إسرائيل وأمن المنطقة.
وأكدت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم أن نتينياهو سوف لن يسعى إلى اعتماد الرد الإسرائيلي النهائي على توجهات إدارة أوباما إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط، وسيكتفي فقط بالحديث في العموميات بما يتيح له المناورة واللعب على المزيد من الخطوط الخارجية والداخلية.
* محتوى خطاب نتينياهو:
تقول التسريبات الواردة في الموقع الإلكتروني الخاص بمنظمة اللوبي الإسرائيلي البريطاني بأن محتوى خطاب نتينياهو سيتضمن الآتي:
• الهيكلية: من المتوقع أن يبدأ نتينياهو خطابه بالحديث عن المصالح الإسرائيلية على غرار المعاملة بالمثل لمقابلة خطاب الرئيس أوباما الأخير في القاهرة الذي بدأ فيه الحديث عن المصالح الأمريكية. ومن الممكن أن يسعى للانتقال لجهة الربط السلس بين المصالح الإسرائيلية والخطر الإيراني الماثل أمام إسرائيل والمنطقة. ومن المتوقع أن يتضمن الخطاب بعض الفقرات حول مضمون زيارة نتينياهو الأخيرة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لجهة المزيد من التركيز على الخطر الإيراني والربط بينه وبين أمن إسرائيل، وما هو هام في هذه النقطة سيتمثل في أن نتينياهو سيسعى إلى التأكيد على مواقفه نفسها مع أعضاء الكنيست والقائلة بضرورة ربط إيضاحات الموقف الأمريكي – الإسرائيلي المشترك إزاء إيران ضمن سلة واحدة مع الموقف الأمريكي – الإسرائيلي المشترك إزاء ملف الدولتين والمستوطنات ثم اعتبار ما يمكن أن يتوصل إليه خط واشنطن – تل أبيب من صفقة جديدة يمثل الإطار الأساسي الذي يجب أن تتحرك ضمنه السياسة الخارجية الأمريكية – الإسرائيلية المشتركة إزاء الشرق الوسط.
• منظور السلام الإسرائيلي – الفلسطيني: من المتوقع أن يتصدى نتينياهو لمحاولة طرح منظور السلام الإسرائيلي – الفلسطيني ضمن خطة جديدة تسعى لحل الصراع العربي الإسرائيلي (التطبيع مع العرب)، والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي (الدعم الاقتصادي للفلسطينيين وفق منظور السلام الاقتصادي). إضافة لذلك، سيركز نتينياهو على مقاربة تنفيذ خطة السلام التي سيطرحها وفقاً لتحقيق التوازنات الآتية:
- الموازنة بين الدعم الدولي لحل الدولتين وتجميد المستوطنات وبين حاجة إسرائيل للاعتراف بشرعيتها كوطن يهودي، وبتوضيح أكبر سيسعى نتينياهو إلى التلميح إن لم يكن التوضيح بأن قبول إسرائيل بالموافقة على الدعم الدولي يجب أن يقابله من الناحية الأخرى قبول وموافقة الآخرين بيهودية الدولة الإسرائيلية وبعد ذلك سينتقل نتينياهو لمطالبة المجتمع الدولي ليضغط على الفلسطينيين والعرب لجهة يهودية الدولة الإسرائيلية بما يوازن ضغطه الحالي في مطالبة إسرائيل بقبول حل الدولتين وتجميد المستوطنات.
هذا، ويمكن توضيح تكتيك نتينياهو في هذه النقطة على الشكل الآتي:
أولاً: ملف حل الدولتين سيكون أمام نتينياهو ثلاثة خيارات هي:
• الاعتراف بحل الدولتين وسيترتب على ذلك سيناريو المواجهات الإسرائيلية الداخلية بما سيترتب عليه احتمالات انهيار الائتلاف الحاكم.
• خيار الرفض الكامل لحل الدولتين وسيترتب عليه سيناريو المواجهات مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
• خيار "خلط الأوراق" بما يتضمن دفع الأطراف الثالثة (واشنطن والاتحاد الأوروبي) باتجاه طرح المطالب التعجيزية بحيث يطلب من الفلسطينيين القبول بمبدأ يهودية والدولة الإسرائيلية ويطلب من العرب الدخول في التطبيع دون قيد أو شرط كخطوة أولى من أجل السلام.
ثانياً: ملف المستوطنات: سيكون أمام نتينياهو فرصة الخيارات الآتية:
• خيار المطالبة بتوسيع الاستيطان ضمن قدر محدود تلتزم إسرائيل بعدم تجاوزه.
• خيار الموافقة على تجميد الاستيطان في بعض المناطق مقابل السماح باستمرار الاستيطان في بعض المناطق الأخرى.
• خيار الموافقة على تجميد التوسع الأفقي للاستيطان مقابل السماح بالتوسع الرأسي عن طريق توسيع حجم البنايات وزيادة الطوابق، وما شابه ذلك.
ثالثاً: ملف الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية سيكون أمام نتينياهو الخيارات الآتية:
• خيار مطالبة الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لجهة تضمين الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية ضمن التوجهات الأمريكية – الأوروبية.
• خيار مطالبة الرأي العام الإسرائيلي بمساندة مبدأ عدم القبول بأي مفاوضات سلام مع أي من خصوم إسرائيل إلا إذا أقروا بالموافقة على يهودية الدولة الإسرائيلية كشرط مسبق.
• خيار مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية كشرط لاستئناف مفاوضات السلام معهم.
رابعاً: ملف الخطر الإيراني: سيكون أمام نتينياهو الخيارات الآتية:
• خيار التشديد على خطر البرنامج النووي الإسرائيلي وحشد الرأي العام الإسرائيلي باتجاه مساندة قيام إسرائيل من طرف واحد بمواجهة هذا الخطر.
• خيار التشديد على ضرورة بناء تحالف دولي أكثر تماسكاً وقوة في مواجهة الخطر الإيراني.
• خيار مطالبة الأطراف الإقليمية المعتدلة بالانخراط في المزيد من التعاون والتنسيق مع إسرائيل لمواجهة الخطر الإيراني.
• خيار تقديم التنازلات في مواجهة الخطر النووي الإيراني مقابل تقديم الإدارة الأمريكية للتنازلات في ملف عملية السلام مع الفلسطينيين.
برغم استعدادات نتينياهو للقيام بتقديم خطابه غداً فإن الأغلبية العظمى من التحليلات الأمريكية والإسرائيلية تشير إلى أن نتينياهو سيواجه صعوبة كبيرة في القيام بالتوفيق بين وجهة نظر حلفاءه المتطرفين كحزب شاس وإسرائيل بيتنا، ووجهة نظر إدارة أوباما وبالذات فيما يتعلق بملف حل الدولتين وملف تجميد المستوطنات.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...