خلاف سياسي لبناني حول شبكة الموساد وجنبلاط يصعد

17-06-2006

خلاف سياسي لبناني حول شبكة الموساد وجنبلاط يصعد

جاء الكشف عن شبكة الموساد في لبنان خارج توقيت جماعة 14 آذار باعتباره يوجه أصابع الاتهام اللبنانية إلى وجهة غير دمشق، خصوصاً و أن التحقيق بين عن أحد أبطال الشبكة ينتمي إلى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط .

وقد جاء الكشف أيضا ليفتح الباب امام الفريق الآخر لربط ما جرى من جرائم منذ فبراير/ شباط 2004 حتى الآن بإسرائيل..

فقد قال أمير السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض إن ما سبق عملية اغتيال الحريري من دلائل وقرائن تشير بأصابع الاتهام إلى جهة أخرى غير إسرائيل.

وأشار فياض إلى أن هذه وقائع يجب أن "لا نغفل عنها بغض النظر عن العمل المبارك التي قامت به القوى الأمنية" في إشارة إلى كشف شبكة التجسس.

كما أكد أن الدولة أصبحت قادرة على حماية لبنان وأن ما جرى يثبت ذلك, متابعا أن القوى الأمنية إذا أتيحت لها الفرصة لتمارس عملها دون معوقات من أحد فستخرج بنتائج أفضل. كما لفت إلى ما سماه وجود جزر أمنية خارج سيطرة الدولة تعيق هذا العمل.
 
اكتشاف شبكة التخريب يؤكد أن العدو الإسرائيلي لا يزال يستهدف لبنان في أمنه واستقراره وسيادته واستقلاله ولا يجب استبعاد إسرائيل من التفجيرات التي حدثت مؤخرا في البلاد 
في حين اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن حب الله أن اكتشاف شبكة التخريب يؤكد أن "العدو الإسرائيلي لا يزال يستهدف لبنان في أمنه واستقراره وسيادته واستقلاله".

وأضاف حزب الله أنه يجب عدم استبعاد إسرائيل من التفجيرات التي حدثت مؤخرا في لبنان, رغم مطالبته بفصل القضاء عن السياسة.

كما شدد النائب حزب الله على أن ما جرى يقوي من منطق الإستراتيجية الدفاعية التي طرحها حزب الله, لأن الكشف عن هذه الشبكة لم يتم لولا تعاون الحزب مع الجيش اللبناني طوال هذه السنوات.

كما لفت إلى أنه يجب أن "نبقى في جاهزية مع الدولة للوقوف بوجه المخططات الصهيونية".

 هذا ولم يحمل اليوم العاشر على اكتشاف شبكة مفاجأة الفجر الإسرائيلية أي معطيات نوعية امنيا وقضائيا، سوى المزيد من التفاصيل التي يواصل الموقوف محمود رافع سردها للمحققين في مكان توقيفه في وزارة الدفاع في اليرزة، في الكثير من القضايا وبعضها يبدو انه يشير إلى انه جُنّد قبل العام 1994 كما كان قد اعترف في التحقيقات الأولية.
وسجل، أمس، دخول إسرائيلي، على خط حرب الظلال، هو الاول منذ توقيف رافع قبل عشرة ايام، وتمثل، اولاً، في مطالبة الوسط الاعلامي الاسرائيلي بفتح تحقيق في موضوع ضلوع الموساد او أي جهاز اسرائيلي آخر في اغتيال مسؤول حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني في لبنان محمود المجذوب وشقيقه نضال في 26 أيار الماضي وذلك من اجل معرفة ما إذا كان حجم هذه القضية يستحق تعريض شبكة بأكملها للخطر.
والعنصر الثاني، تمثل في ما اوردته صحيفة يديعوت احرونوت من ان المخابرات اللبنانية تشتبه بأن عميلي الموساد حسين سليمان خطاب (41 سنة) ومساعده تمكنا من الهرب إلى إسرائيل.
وعلى هذا الصعيد، رفضت المصادر الامنية اللبنانية المتابعة التعليق على التسريبات الاسرائيلية، وقالت انها تضع نصب عينيها هدفا محددا يتمثل في تضييق الخناق حول خطّاب تمهيدا لاعتقاله وآخرين بينهم شخصان هما فؤاد وجورج ويتردد ان احدهما كان مساعدا لخطاب.
ولم تستبعد مصادر متابعة ان يكون الموساد الاسرائيلي يعمل منذ لحظة افتضاح امر الشبكة على خطين لا ثالث لهما، فإما تهريب خطاب الى اسرائيل تحديدا ومعه بعض عناصر الشبكتين (إذا أمكن ذلك) وإما تصفيته وترك الآخرين عرضة للصدفة.
ووفق المعلومات التي توافرت عن مسار التحقيقات، فإنها قد تشعبت في اكثر من اتجاه، بعضها يشمل استكمال ملفات الجرائم التي شارك رافع فيها سواء بالمعلومات او الاستطلاع او التحضير اللوجستي او التنفيذ العملاني.
وقالت المصادر ان رافع اورد تفاصيل حول مشاركته في قضية اغتيال الاخوين المجذوب كما في جريمة اغتيال علي ديب (ابو حسن سلامة) في منطقة عبرا، التي تتشابه في أجزاء كثيرة مع قضية المجذوب (استخدام الكاميرات والتفجير بواسطة طائرة كانت تتلقى الصور تباعا منذ لحظة خروج ديب من المكان الذي كان فيه شرقي مدينة صيدا).
وتحدث رافع امام المحققين عن دوره في جريمة اغتيال الشهيد علي صالح في منطقة الكفاءات في الضاحية الجنوبية لبيروت ودوره اللوجستي المتمثل بإيصال المجموعة الى الهدف المحدد.
وحدد رافع للمحققين بدقة الاماكن التي كان ينقل إليها الحقائب التي تلقاها عبر البحر ومنها اكثر من نقطة في منطقة جبل لبنان تحديدا.
كما تواصل التحقيق معه في موضوع الزيارات التي كان يقوم بها الى سوريا، ولم يعرف ما اذا كان قد أدلى بأسماء أحيلت عبر القنوات العسكرية اللبنانية الى السوريين من اجل التدقيق بها ومن ثم ملاحقتها وتوقيفها.
في هذه الاثناء، طالبت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية بإجراء تحقيق حول احتمال ضلوع الموساد في اغتيال محمود المجذوب. وقالت إذا تبيّن أن الموساد أو أي جهاز إسرائيلي آخر نفذ فعلا العملية ينبغي عندها تعيين شخص من خارج عالم الاستخبارات لمعرفة ما إذا كان حجم القضية يستحق تعريض شبكة بأكملها للخطر. ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن تحرك الجيش اللبناني لكشف شبكة العملاء الإسرائيليين يظهر انه حتى بعد انسحاب السوريين من لبنان فإن اللبنانيين مصممون على مكافحة كل المحاولات الإسرائيلية التي تستهدف المجموعات الإرهابية على أراضيهم.
من جهة ثانية، قالت الصحيفة إن المخابرات اللبنانية تشتبه في أن عميلي الموساد حسين سليمان خطاب (41 سنة) ومساعده تمكنا من الهرب إلى إسرائيل. ووصفت خطاب ومساعده بعميلي الموساد وانهما كانا عضوين في شبكة لتنفيذ اغتيالات نشطت في لبنان.
وأضافت الصحيفة انه فيما نفت إسرائيل أي علاقة لها بأعضاء الشبكة إلا أن جهات أمنية إسرائيلية قالت إن محمود المجذوب كان مسؤولا عن تنفيذ عدد من الهجمات ضد أهداف إسرائيلية.
بدوره، طالب مراسل شؤون المخابرات في يديعوت أحرونوت رونين برغمان المخابرات الإسرائيلية بتعيين محقق لفحص ما إذا كان يتوجب على أعضاء الشبكة في لبنان والمتهمين بعمالتهم للموساد أن يدفعوا الثمن أم أنه لم يتم استخلاص العِبر من سقوط الشبكات السابقة.
وقال برغمان إن الدقة الواقعية في وصف التفاصيل ورغبة الجيش اللبناني في الكشف وإبراز اعترافات قائد الخلية محمود رافع عن أعماله، تثير تحسبا ثقيلا بأن الحديث يدور عن الجنود المجهولين للمخابرات الإسرائيلية. وذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يعمل فيها اللبنانيون بحزم وبنجاعة ضد ما يصفونه بالنشاط الإسرائيلي.
واعتبر برغمان أن ثمة مبالغة بعض الشيء في نسب سلسلة طويلة من العمليات التفجيرية للشبكة التي يرأسها رافع وتم الكشف عنها هذا الأسبوع ربما كان اللبنانيون يأملون إغلاق الكثير من الملفات بضربة واحدة. وتابع أن إلقاء القبض على أعضاء الشبكة يشير إلى نقاط عدة هامة أولها أن المخابرات الإسرائيلية نشطة في لبنان، ومن ضمن ذلك من وُصفوا بمنفذي تفجيرات، وتقوم بتفعيل عملاء كثيرين مزودين بوسائل متطورة.
وأضاف ان النقطة الثانية هي أنه حتى بعد الانسحاب السوري، يعمل الاسرائيليون في لبنان، ولا يقتصر ذلك على حزب الله فحسب.
واستطرد برغمان أن النقطة الثالثة هي أن من شأن حرب الظلال هذه أن تؤدي إلى دفع ثمن باهظ جداً وتوشك مجموعة من اللبنانيين أن تدفع حياتها ثمنا لذلك.
وخلص برغمان إلى أن النقطة الرابعة تقضي بتعيين شخص مع أفضلية لأن يكون من خارج أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ليفحص ما إذا كانوا مرغمين على دفع الثمن أم أنه لم يتم استخلاص العبر بالشكل الكافي من إلقاء القبض على الشبكات السابقة.
وأشار إلى إلقاء السلطات اللبنانية القبض على اللبناني أحمد الحلاق في نهاية العام 1994 بعد وقت قصير من مقتل أربعة في انفجار سيارة ملغومة في الضاحية الجنوبية لبيروت بينهم فؤاد مغنية شقيق عماد مغنية المطلوب الرقم واحد لإسرائيل في لبنان.

إلى ذلك، توالت ردود الفعل في موضوع الكشف عن الشبكة الإسرائيلية وأبرزها، أمس، لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الذي قال انه بالسرعة التي تم اكتشاف الشبكة الاسرائيلية بها كان يمكن منع شاحنة محملة بأكثر من طن من المتفجرات ان تتجول طليقة في شوارع بيروت، الشاحنة التي قتلت رفيق الحريري ورفاقه ومنهم باسل فليحان.
أضاف: ليس هذا الكلام للتشكيك، ولكن ليس هناك امن بالتراضي، وتعدد في القرار الاستخباراتي داخل الدولة وخارج الدولة، في الضواحي كان أو في الأنفاق.
ورأى في كلمة ألقاها في بعقلين بذكرى استشهاد المناضل الشيوعي جورج حاوي ان الاغتيال المزدوج لن يتوقف ولدرء مخاطر الاغتيال لا بد من سلطة واحدة تمسك القرار، قرار الحرب والسلم، قرار الامن، قرار السلاح، بإمرة السلطة اللبنانية، تحترم الطائف، وتطبق الهدنة، وتحمي الجنوب، وبالتالي تحمي لبنان بعيدا عن مزايدات التوازن الاستراتيجي التي لا تخدم إلا مصالح النظام السوري والتهور للبعض في الجمهورية الاسلامية، رافضا الاستئثار بالقرار اللبناني عبر بوابة الجنوب، وحجة مزارع شبعا .

المصدر:الجمل - وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...