خلوصي آكار يمهد لزيارة أردوغان إلى طهران
بحث رئيس الأركان التركي خلوصي آكار أمس في العاصمة الإيرانية، التنسيق العسكري بين الدولتين، وذلك تمهيداً لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لطهران.
وتكاثفت المشاورات بين طهران وأنقرة لمواجهة التحولات التي تعيشها المنطقة. وفتح الباب أمام تحسن العلاقات بين العاصمتين اتفاق هامبورغ بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، على إقامة منطقة خفض التوتر في جنوبي غربي سورية.
ومع تصاعد النزعة الكردية الانفصالية في المنطقة جراء الدعم الأميركي القوي لها بذريعة القضاء على تنظيم داعش، وجدت الدولتين أنهما تواجهان ذات المخاطر، وتقاربتا من بعضهما البعض.
هذا التقارب دفع الأتراك والإيرانيين إلى رفع الفيتو المتبادل على انتشار قوات كل منهما في منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب، ما أتاح تنشيط قنوات محادثات أستانا وأفضى في النهاية إلى الاتفاق خلال الجولة السادسة على التفاصيل النهائية لمنطقة خفض التوتر في إدلب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتفق مع نظيره التركي على اللمسات الأخيرة بشأن عملية إدلب. ومن المقرر أن يزور أردوغان طهران لإجراء التوافقات النهائية حول العملية.
وتنفيذاً لاتفاق الزعيمين الروسي والتركي تم الإعلان عن وقف إطلاق للنار في إدلب، ودخلت طلائع قوات المراقبة العسكرية التركية الأراضي السورية من جهة الشمال.
واستقبل رئيس هيئة أركان الجيش التركي محمد باقري نظيره التركي، بمراسم رسمية، في مقر رئاسة الأركان الإيرانية، حيث بحثا أمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، وقضايا إقليمية، يتقدمها على الأرجح استفتاء إقليم كردستان، وتوسع «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في شرق دير الزور تحت مظلة «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة.
ولاحقاً، استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، وزير الدفاع آكار.
وسبق لأردوغان، أن أشار إلى أن زيارة أكار إلى طهران ستركز على بحث استفتاء إقليم شمالي العراق، ودعا قادة الجيش التركي إلى الاستعداد لأي جديد.
وعن زيارته إلى إيران، أشار أردوغان إلى أنه سيتم عقد اجتماع المجلس الإستراتيجي رفيع المستوى، وسيتناول موضوع استفتاء شمالي العراق مع نظيره روحاني.
وذكرت تقارير صحفية، أمس، أن نتائج القمة بين بوتين وأردوغان الخميس الماضي «أسفرت عن حسم مصير إدلب، وأن إقرار هذا في انتظار قمة أردوغان ونظيره الإيراني بعد يومين ومباركة دول عربية رئيسية لخطوات موسكو في سورية».
وأشار تقرير نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي إلى أن بوتين وأردوغان اتفقا على تنفيذ اتفاق «خفض التوتر» القائم على تقسيم إدلب وريف حلب إلى قسمين: «الأول، شرق سكة الحديد الذي لن يكون مشمولاً بالاتفاق وستستمر العمليات العسكرية لاستهداف قيادات ضمن تنظيمات تضم 2500 عنصر. الثاني، غرب سكة الحديد حيث يتم نشر نحو 500 عنصر من الشرطة التركية في مناطق ليست ذات كثافة من «جبهة النصرة» الإرهابية مقابل تسلم الطيران الروسي والسوري عملية شن غارات على قيادات «النصرة» وخصوصاً المهاجرين (الأجانب)، إضافة إلى قيام عمليات سرية لاغتيالهم».
وأوضح، أن الاتفاق تم على نشر «المراقبين الروس والإيرانيين لفصل المجموعات المسلحة والمراقبين الأتراك عن قوات الجيش السوري وحلفائه الإيرانيين و«حزب اللـه» اللبناني، وكشف أن «موسكو (تراهن) على تقليص الفجوة بين دمشق وأنقرة بعد ظهور تحديات إقليمية جديدة».
كما كشف التقرير أن لقاءات ستعقد بين «خبراء فنيين روس وأتراك وإيرانيين لإقرار نقاط انتشار المراقبين ومباركة ذلك خلال اجتماعات أستانا المقبلة 30 و31 تشرين الأول، بالتوازي مع استمرار تنفيذ هدنتي غوطة دمشق وشمال حمص.
الوطن- وكالات
إضافة تعليق جديد