دراسة مقارنة بين الحركات الشيعية المسلحة العراقية واللبنانية
الجمل: بدأ كبار خبراء التخطيط الاستراتيجي في الولايات المتحدة، القيام بإجراء الدراسات وفقاً لمنهج التحليل المقارن (Comparative Anaysis) الذي يهدف إلى المقارنة بين الحركات الشيعية المسلحة العراقية الحالية، والحركات الشيعية المسلحة اللبنانية الحالية.
- حالة الدراسة (Case Study): يعتمد التحليل على المقارنة بين الحالة اللبنانية التي تتمثل في (حزب الله) اللبناني، و(جيش المهدي) العراقي.
- نطاق الدراسة (Domain Study): وتركز الدراسة على الفترة الممتدة من عام 1980 وحتى عام 2006.
- أهداف الدراسة: (Study Obhectives): وتهدف الدراسة إلى التعرف على مستقبل تطور الحركات الشيعية المسلحة العراقية، ومدى احتمال أن تصبح على غرار نموذج حزب الله اللبناني.
تفترض الدراسة بأن الحركات المسلحة الشيعية العراقية، سوف تتطور بسرعة من أجل أن تصل إلى مستوى حزب الله اللبناني، والذي يعتبره زعماء هذه الحركات بمثابة النموذج المثالي الذي يجسد الجهاد والكفاح الشيعي.
الافتراض الذي تقوم عليه الدراسة لم يأت من فراغ، بل يرى الخبراء القائمون على الدراسة بأن هناك العديد من الدلائل والبراهين والقرائن التي تؤكد بأن الحركات المسلحة الشيعية العراقية تعمل من أجل الوصول إلى مستوى حزب الله في كل شيء. ومن هذه المؤشرات:
- وحدة المصدر الراعي: قامت إيران برعاية حزب الله اللبناني وتقديم الدعم المادي والمالي والمعنوي له منذ لحظة نشأته وحتى الآن، وبالتالي فإن إيران نفسها بسبب قناعتها بالكمال الذي يتسم به نموذج حزب الله اللبناني، فإنه بلاشك سوف تعمل من أجل دفع الحركات المسلحة الشيعية العراقية من أجل التطور وصولاً إلى نموذج حزب الله اللبناني.
- الوحدة العقائدية والمذهبية: تعتبر الوحدة المذهبية والعقائدية الشيعية هي الأساس الموحد الذي يجمع بين شيعة العراق وشيعة لبنان، وبالتالي فإن المنطلقات الفكرية والمذهبية لكلا الطرفين تمثل شيئاً واحداً، إضافة إلى أن المدرسة المذهبية التي ينتمي إليها الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، هي نفس المدرسة التي ينتمي إليها السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني.
- المذهبية العسكرية والقتالية: مصدر التسليح واحد بالنسبة لجيش المهدي وحزب الله، إضافة إلى أن مصدر التدريب يعتبر موحداً أيضاً، خاصة وأن كل المعلومات المتاحة تشير إلى أن الخبراء العسكريون الإيرانيون، وأيضاً خبراء التدريب بحزب الله يقومون بتدريب عناصر جيش المهدي. كذلك، التعاون الذي بدأ في الفترة السابقة بين جيش المهدي الشيعي العراقي، والقوات الأمريكية، قد أصبح منتهياً، بعد الأحداث الأخيرة التي حدثت في العراق.. ويرى الخبراء الأمريكيون بأن مقتدى الصدر قد خدعهم طوال الفترة الماضية، بحيث تعاون مع القوات الأمريكية من جهة، ومن الجهة الأخرى في الوقت نفسه كان يقوم ببناء قوته العسكرية والسياسية، على النحو الذي أصبح معه مقتدى الصدر حالياً الشخصية الأكثر أهمية في العراق من حيث الوزن السياسي والعسكري الشعبي.
• الفروقات بين جيش المهدي وحزب الله:
يقول الخبراء انه برغم الاتفاق والتطابق والتماثل الذي يجمع بين جيش المهدي الشيعي العراقي، وحزب الله الشيعي اللبناني، فإن هناك بعض جوانب الاختلاف التي تفرق بينهما، ومن أبرزها:
- العوامل التاريخية: ظهر ونشأ حزب الله الشيعي اللبناني قبل حوالي 30 عاماً، واستطاع أن يتطور خلال هذه الفترة على النحو الذي جعل منه قوة عسكرية وسياسية ذات وزن كبير.
أما جيش المهدي فقد ظهر خلال السنوات الماضية التي أعقبت الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق الذي تم في مطلع عام 2003م، وبالتالي مايزال الطريق طويلاً أمام جيش المهدي لكي يتطور ويصل إلى مستوى حزب الله:
- البيئة السياسية: تختلف البيئة السياسية التي يعمل ضمنها حزب الله عن تلك التي يعمل ضمنها جيش المهدي، فقد كانت إسرائيل تحتل جزءاً من لبنان، وتجري في الأجزاء الأخرى حرباً أهلية طائفية لبنانية، وحالياً تقوم أمريكا باحتلال كل العراق، وفي الوقت نفسه تجري حرباً داخلية عراقية، وبرغم تطابق ظروف الاحتلال والحرب الداخلية اللبنانية والعراقية، فإن البنية السياسية تختلف على أساس النتائج الماثلة، فحزب الله اللبناني يتمتع بتأييد كل الشارع العربي والإسلامي بحيث يتفق في ذلك السني والشيعي، إضافة إلى أن عدداً كبيراً من العلمانيين والمسيحيين العرب يؤيدون حزب الله، أما جيش المهدي فلم يحصل على مثل هذا التأييد لسبب تعاونه مع سلطات الاحتلال في بعض الفترات، وتورطه في فرق الموت التي حصدت أرواح آلاف العراقيين.
وعموماً، يرى الخبراء بأن القيام بهذا النوع من التحليل المقارن بين حزب الله الشيعي اللبناني، وجيش المهدي الشيعي العراقي، لا يمكن أن تتم تغطيته في دراسة واحدة، بل هو موضوع يتطلب الكثير من الدراسات التي تغطي جوانب مختلفة، فهناك الجانب السياسي الشيعي، الذي يتمثل في أداء حزب الله السياسي، وبين التيار الصدري السياسي، وأيضاً الأداء السلوكي العسكري لحزب الله وجيش المهدي، وعلاقة كل طرف منهما بالبيئة السياسية المحلية والإقليمية والدولية، ومشروعه المستقبلي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد