دعوات متزايدة إلى حل سياسي في اليمن

13-04-2015

دعوات متزايدة إلى حل سياسي في اليمن

تجددت الدعوات إلى حل سياسي في اليمن في اليوم الثامن عشر لـ"عاصفة الحزم" السعودية، التي لم تعد توفر المواقع الأثرية والمنشآت الرياضية من ضرباتها، بالتزامن مع استهدافها البنى التحتية الأساسية، فضلاً عن الضحايا المدنيين الذين ترتفع أعدادهم يوماً بعد يوم، فيما بدأت التطورات الأمنية الحدودية تأخذ منحى أكثر جدية مع مقتل ثلاثة جنود سعوديين أمس في مواجهات مع الحوثيين، وأنباء عن سيطرة إحدى القبائل اليمنية على موقع حدودي.

وفي هذا السياق، كشفت وزارة الدفاع السعودية عن أعداد "قتلى من الحوثيين" في الاشتباكات البرية منذ بداية الحرب، في محاولة قد تكون لتفسير أو التقليل من مقتل ستة من جنودها حتى الآن، وتأتي في ظل الحديث المستمر عن تدخل بري محتمل، بالرغم من نكسة رفض باكستان المشاركة في الحرب، وهو أمر كانت تعول عليه الرياض كثيراً في أي حرب برية محتملة.
مقاتل حوثي في مجمع اليرموك الرياضي لكرة القدم الذي طالته الغارات (أ ف ب)
وفي تقريره اليومي حول الحرب، اعتبر المتحدث باسم "عاصفة الحزم" أن هدف الحوثيين من الاشتباكات على الحدود "تخفيف الضغط عن قياداتهم"، ولكنه أشار إلى أن "عمليات عاصفة الحزم ستنتهي في اقرب وقت بنتائج إيجابية".

إلى ذلك، كررت السعودية اليوم اتهامها لإيران بدعم الحوثيين، مطالبة إياها بـ"وقف تزويدهم بالسلاح".

وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض عن بلاده " "ليست في حرب مع إيران، ولكنها تنتظر منها أن "توقف دعم النشاطات الإجرامية للحوثيين ضد النظام الشرعي في اليمن"، مشيراً إلى ضرورة "وقف تزويدهم  بالسلاح".
وأعاد الوزير السعودي التذكير بأن بلاده تدخلت بـ"طلب من الرئيس الشرعي لليمن" عبد ربه منصور هادي، متهماً إيران بـ"زيادة المشكلة، ما يؤدي إلى تفاقم العنف في هذا البلد".

ولكن وزير الخارجية الفرنسي، من جانبه، أعرب مجدداً عن "رغبة فرنسا بالتوصل إلى حل" في اليمن.
وقال فابيوس، الذي التقى أيضاً الملك السعودي: "لقد أعربت فرنسا عن استعدادها للتوصل إلى حل".

وفي سياق الدعوات للحوار أيضاً، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إلى "وقف الأعمال الحربية في اليمن في أسرع وقت ممكن وإعطاء الأولوية للحوار".
وقال بان في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة إنه "بعدما شاهدنا التداعيات المأساوية مع مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة ألفين بجروح، من المهم والضروري أن يسود الحوار"، مشدداً على ضرورة "وضع حد للعمل العسكري في أسرع وقت ممكن".
ودعا بان إلى "استئناف العملية السلمية" في اليمن، مؤكداً "استعداد الأمم المتحدة لذلك".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث أيضاً الأزمة اليمنية مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال اتصال هاتفي أمس، بعد يوم من إجراءه محادثات مماثلة مع الملك السعودي وأمير قطر.

وقالت السفارة الباكستانية في أنقرة في البيان إن أردوغان وشريف اتفقا خلال المكالمة على "تكثيف الجهود لإيجاد حل سلمي للوضع المتدهور في المنطقة"، مؤكدين على أن "أي انتهاك لوحدة أراضي السعودية سيتبعه رد فعل قوي من البلدين."

وكانت البرلمان الباكستاني قد أجمع يوم الجمعة الماضي على رفض مشاركة بلاده في الحرب، ما يعد انتكاسة لأي مشروع للتدخل البري في اليمن، كما أغضب زعماء الخليج، إلى حد وصفه من قبل وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أمس بـ"الخطير وغير المتوقع"، مضيفاً أن مواقف إسلام آباد ستكون "تكلفتها عالية".
ورد وزير الداخلية الباكستاني نزار علي خان اليوم ببيان اتسم بلهجة قوية، متهماً الإمارات بـ"توجيه تهديدات" لبلاده.
وقال علي خان إن "هذا ليس فقط أمر مثير للسخرية، ولكنها كذلك لحظة للتفكير بأن وزيراً إماراتياً يوجه التهديدات إلى باكستان"، معتبراً أن تصريح الوزير الإماراتي "هو انتهاك فاضح لكل الأعراف الديبلوماسية السائدة طبقاً لمبادئ العلاقات الدولية".

سياسياً، قام "الرئيس" اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين جديد طال هذه المرة رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح، الذي تمكن من اللحاق به إلى العاصمة السعودية، إذ قام بتعيينه نائباً له بـ"الإضافة إلى مهامه كرئيس لمجلس الوزراء".

وفي هذا الشأن، اعتبر مساعد لهادي في حديث لوكالة "رويترز" إن تعيين بحاح "قد يساعد في إيجاد حل سياسي في إطار الجهود الرامية لاستئناف عملية الحوار التي ترعاها الأمم المتحدة".

يذكر أن بحاح، كان قد أعلن بعد رفع الحوثيين الإقامة الجبرية عنه في منتصف شهر آذار الماضي ومغادرته العاصمة اليمنية صنعاء، أنه لن "يعود إلى ممارسة عمله كـ"رئيس لحكومة الكفاءات" المستقيلة.

ميدانياً، ذكرت مصادر إعلامية أن أفراداً من قبيلة همدان بن زيد اليمنية سيطرت اليوم على موقع "المنارة" السعودي، مشيرة إلى أن أفراد القبيلة اليمنية غنموا الكثير من الأسلحة المتوسطة، بعد فرار الجنود السعوديين من الموقع.

وكانت المصادر أكدت أن مقاتلين من قبيلة طخية اليمنية تمكنوا من السيطرة على هذا الموقع لبعض الوقت، والتحقت بهم قبيلة همدان اليوم لمساندتهم.

وبالرغم من أن هذه الأنباء بقيت غير مؤكدة من قبل الإعلام السعودي، فإن الرياض أكدت أمس أن ثلاثة من جنودها قتلوا أمس الأول، وأصيب اثنان آخران، في قصف بنيران الحوثيين على الحدود الجنوبية، ليرتفع بذلك عدد الجنود السعوديين القتلى منذ انطلاق الحرب على اليمن إلى ستة.

وبعد الإعلان عن الجنود القتلى الجدد، نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن مصدر في وزارة الدفاع السعودية قوله إن "قواتنا ردت على مصدر النيران، وألحقت خسائر فادحة بالميليشيات الحوثية لترتفع خسائرهم لما يفوق 500 قتيل في المواجهات الحدودية في قطاعي جازان ونجران منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم".

وفي تعليق على المواجهات الحدودية، قال المتحدث العسكري باسم "عاصفة الحزم" أحمد عسيري في موجزه الصحافي اليوم إنها "عمليات يائسة للحوثيين تهدف استثارة الإعلام وتخفيف الضغط على قياداتهم في صعدة واليمن".

ولكن اللافت في المؤتمر الصحافي للعسيري قوله إن العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات "التحالف"، "مستمرة على وتيرة جيدة"، مضيفاً أنها "ستنتهي في أقرب وقت بنتائج إيجابية".

وفي معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كانت السعودية ستفتح باب التطوع، اعتبر عسيري أن "هذا السؤال يوجه إلى وزارة الدفاع، ولكن في الوقت الحالي لا أرى حاجة لمثل هذا العمل، والقوات المتواجدة على الأرض حالياً كافية لمواجهة أي تهديد، والعمليات ستنتهي في أقرب وقت بنتائج إيجابية".

إلى ذلك، نفت إيران اليوم الأنباء التي أفادت باعتقال اثنين من مستشاريها العسكريين في مدينة عدن اليمنية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله إن "إيران ليست لها أي قوة عسكرية في اليمن".

وفي اليوم الثامن عشر للحرب على اليمن، قصفت الطائرات السعودية معسكراً للجيش اليمني في مدينة تعز وسط البلاد، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين، كما شمل القصف السعودي محافظة عدن والحديدة وصنعاء، وخصوصاً محافظة شبوة التي سيطر الحوثيون على عاصمتها عتق يوم الخميس الماضي.

وحول غارة تعز، تحدثت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن "استشهاد عشرة أشخاص وجرح آخرين معظمهم من الأطفال والنساء في منطقة الظهيرة في مديرية ماوية إثر غارة جوية نفذتها طائرات العدوان السعودي".

وللمرة الأولى منذ بدء غارات "التحالف"، استهدفت طائرات سعودية مواقع أثريّة منفّذة ثلاث غارات على موقع "براقش" الأثري في مأرب شمال شرقي البلاد، كما دانت وزارة الرياضة اليمنية استهداف المنشئات الرياضية في البلاد، بعدما طالت الغارات "ملعب 22 مايو" في عدن و"مجمع اليرموك" الرياضي في صنعاء.

 وعلى الأرض، سجل تقدم للحوثيين و"اللجان الشعبية"الموالية لهم من مديرية صرواح في محافظة مأرب باتجاه مدينة مأرب، وذلك من خلال بدخولهم أحد أكبر معسكرات تنظيم "القاعدة" المتطرف في محيط المدينة.

إلى ذلك، لا تزال أصوات حكومة هادي تنادي بتكثيف الحصار على اليمن، إذ أكد وزير الخارجية اليمني المستقيل، رياض ياسين، أمس، في تصريحات خاصة لقناة "الحدث" التابعة لقناة "العربية" أن بلاده "قررت فرض حظر بحري على المياه الإقليمية، وفوضت دول عاصفة الحزم في تنفيذه".

وتحت عنوان "حظر بحري"، أعلنت "الوزارة" في بيان أنه "يتعين على كافة السفن التجارية والعسكرية، وجميع أنواع الزوارق والطائرات التابعة للسفن العسكرية عدم الدخول لمنطقة الحظر، إلا بعد أخذ الإذن المسبق من الحكومة الشرعية اليمنية".

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...