ربيع عربي أم ناتوي وسايكس بيكوكي جديد؟

05-10-2011

ربيع عربي أم ناتوي وسايكس بيكوكي جديد؟

الجمل ـ باسل محمد يونس: قبل أن نصدر أحكام قاطعة على ما يجري ضمن جغرافيا الربيع العربي، يجب متابعة ما يجري بمنهجية و مفاهيم دقيقة، فمن الاستخفاف بعقول الناس أن يأتي محلل سياسي ليقول هذه ثوره حقيقية و يأتي آخر و يقول مؤامرة... لا بد للعقل العربي أن يتقبل المنهجية في البحث و التفكير... منهجية تسمح في طرح نظرية الجدلية في المسائل حيث لا أبيض ولا أسود. لا شك أن هناك عوامل كثيرة، من فساد وأوضاع دفعت المواطنين بالخروج إلى الشوارع في أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط. أعتقد أن التاريخ يعيد نفسه، حيث أن الشعوب العربية كانت محقة عندما قامت بالثورة العربية الكبرى بهدف توحيد الأمة والتخلص من الاحتلال العثماني آنذاك، لكن المعونة التي قدمت لنا من قبل بيكو و شريكو كان هدفها محصور في اسقاط الخلافة العثمانية... ثم اقدم أصحاب المعونة على تقسيمنا الى دويلات و عملوا سايكس بيكو و وعد بلفور و بالتالي تمخضت الثورة العربية الكبرى عن فأر .. لذا يجب الاستفاده من التجارب التاريخية و أن نتعلم منها. لا شك أن وضع المنطقه العربية مأزوم وهذا له علاقة بطبيعة النظام العربي والأحزاب والعمل والتنمية والتعليم و عدة مسائل أخرى... لكن هناك أيضاً هجوم عسكري على هذه المنطقة فلا يمكن فهم الصورة بمعزل عن احتلال العراق وعدوان تموز 2006 و عدوان غزه 2008. أميريكا غزت العراق ضمن سياسه غير احادية الاحتلال، جائت أميريكا ضمن ما يسمى برنامج الهجوم الصادم الصاعق... الصدمه و الرعب.. صدم الأمة العربية كان الخطوه الأولى من أجل الانقضاض على سورية و دول "ايران و لبنان و السعوديه بالاضافه لحزب الله و حماس". و هذه كلها مشاريع مكتوبه... اليوم يوجد وسائل علنيه و الأميركي لا يخفي ذلك عندما يتحدث في تقرير، سيكورتي ريفورمنت الذي أعده ما يقارب ٤٠ شخص" من وزراء سابقين وباحثين و مسؤولين عسكريين" من أجل تغير الشرق الأوسط وتغيير المنطقه العربية. لا يمكن تجاهل حقيقة أن واشنطن سرقت وحولت لا بل قامت بما يسمى "الثورة المضادة" وفق التوقيت الذي تقرره و الذي تراه، في محاولة لصياغة النتيجة النهائية لتغيير شامل واضطرابات في أنحاء عالم الربيع العربي...
الذي يحصل في المنطقه اليوم هو اقتراب الخلع الاستراتيجي الأمريكي الذي سينسحب غصباً عنه اواخر هذا العام مع فشل عسكري ذريع و فشل اقتصادي, أمام هذا الفراغ الاستراتيجي... كل هم واشنطن هو ترتيب الأوضاع بحيث تشغل دول المنطقة بمجازرها ومشاغلها الى أقصى حد لاعادة ترتيب اوضاعها في المنطقة من جهة ووسيلة لترخيص البازار معها من جهة أخرى في حال حصول أي صفقة من اجل انتشالها من مستنقعها العراقي... حيث لكل يعطى دور محدد، البعض خوفاً على مصالحه يتحرك والبعض طمعاً في دور جديد. تركيا تتحرك طمعا بدور جديد في المنطقة، هل يستذكر الملا ايردوغان او يسيل لعابه، من أجل الحصول على الدور الذي أعطاه الانكليز لايران في الستينات ؟ "حيث لم يبقى لديهم القدره المادية لابقاء قواعدهم في المنطقة و لم يعد لها أي حاجة"، سلموا المنطقة الى شرطي الخليج وقتها "شاه ايران" اعطوه الأسلحة والامكانات و قالوا له أنت من سيحافظ على التوازن الاستراتيجي ... تركيا تحلم بلعب هذا الدور الاستراتيجي بالتوافق مع واشنطن، تملىء تركيا الفراغ الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة من خلال منظومة تحافظ على مصالح واشنطن و تحافظ لنفسها على دور كبير فهل نحن كعرب نعي كل هذه الأبعاد ؟؟؟ اميريكا تدرك ان تركيا تستطيع ان تخفف الاعباء عنها في المنطقة. لذلك فإن احتمالات تفاهمهما الآن ومستقبلاً كبيرة على قضايا عدة رغم ان ذلك لن يحول دون اختلافهما حول قضايا اخرى. تركيا أصبحت رأس حربة للمشروع الأميريكي و تساعد اميريكا في ادارة المنطقة، وفي متابعة مصالحهما الاستراتيجية المشتركة وفي مقدمها احتواء روسيا الاتحادية التي يسعى البعض من اللاعبين الاقليميين الى اغرائها للعودة دولة عظمى من خلال خوض "حرب باردة" مع اميركا... هل تركيا قادرة على القيام بالدور الذي تطمح اليه وبالدور الذي قد تشجعها اميركا عليه في المنطقة ؟ حتى الآن يبدو أنها غير قادرة على التعامل مع قضايا المنطقة. لذلك تحاول تعزيز نفوذها الاقليمي بتحركات "اعلامية وكلامية" قليلة الكلفة وذلك ريثما تصبح قادرة على التحرك الفعلي. في حوارا مع المفكر سمير أمين شباط الماضي، أجرتهمراسلة "لومانيتيه" الفرنسية روز موسوي، حول "الثورات العربية" وآفاقها. لم يتردد أمين في التنبؤ بأن واشنطن، وعبر عملائها السياسيين والايديولوجيين من"الاخوان المسلمين"، والإسلام السياسي بوجه عام، ستحاول تقويض هذه "الثورات" وتفريغها من محتواها... كان هذا الحديث في شباط الماضي، وتحديدا قبل ساعات من سقوط مبارك. وجاءت التطورات اللاحقة في مصر لتثبت صحة السيناريو الذي رسمه، لاسيما لجهة ما يتعلق بالدور الوسخ الذي يضطلع بها "الاخوان"المصريون بالتواطؤ مع "المجلس العسكري" المدار من قبل واشنطن. في مقابلة لمحمد حسنين هيكل، يشرح بأن" الغرب يعيد إنتاج سايكس - بيكو جديدة لتقسيم العالم العربي..التقسيم في المرة الأولى كان تقسيماً جغرافياً وتوزيع أركان، لكن التقسيم هذه المرّة هو تقسيم موارد ومواقع".. بهذا الكلام يوصف هيكل المشهد العربي الراهن في الجزء الثالث من مقابلتة التي نشرتها الأسبوع الماضي "الأهرام المصرية". في الحوار يرى هيكل أننا "أمام تقسيم جديد لعالم عربي ضاع منه مشروع نظامه، أو أضاع هو مشروع نظامه، ولذلك جاء إلى فضاء المنطقة من يرسم خرائطها الجديدة، في ظروف جديدة، لها مواصفاتها الجديدة"، موضحاً أن "الخرائط الجديدة لا توزع إرث الخلافة العثمانية، وإنما توزع إرث المشروع القومي العربي..الذي فشل في الحفاظ على إرثه". ما نراه اليوم إذاً، وفقاً لهيكل، هو مشروع قومي يتهاوي، وبقاياه تجري إزاحتها الآن، كما أن هناك مشروعات أخرى تتسابق إلى الفراغ، بعد أن أضاع ذلك المشروع مكانه وزمانه. وهكذا يوضح هيكل أن سقوط المشروع ليس حكراً على ساحة عربيّة بعينها، إنما مناخ يعم الفضاء العربي بأكمله، فالكاتب المصري الذي أسهب في الحديث عما يلف المنطقة من أعاصير هائلة يرى أن الحركة النشيطة التي تجري في مواقع صنع القرار في عواصم مؤثرة وفاعلة، ملفات جديدة تطرح وملفات غيرها ترفع وخرائط جديدة تجيء، وخرائط غيرها تطوى... الغزو الأجنبي في هذه الظروف يصعب تقدير عــواقبــه، خصوصا بعد ما جرى في العراق واليمن والسودان وأخيرا ليبيا. من جانب آخر، يؤكد هيكل أن بعض ما يجري في سوريا مقصود به إيران كهدف أساسي في ملء فضاء الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الذين يغامرون باللامقبول لا تهمهم العواقب، وربما هذا سر غضب بعضهم، وبينهم ساركوزي، على البطريرك الماروني بشارة الراعي لأنه تحفظ تجاه ما يمكن أن يجري في سوريا على مستقبل مسيحيي المنطقة.
 السيناريو المصري يجب فهمه جيداً ففي اليوم الذي خرجت فيه المظاهرات الشعبية المنسقة جيداً تطالب بتنحي مبارك، كان هناك أعضاء بارزون من قيادة الجيش المصري من بينهم رئيس هيئة الأركان، اللواء سامي حافظ عنان، جميعهم كانوا في واشنطن كضيوف على البنتاغون. ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري محاط بالجماهير وليس مجرد الشعب يريد فأراد، و ما حصل في تونس قرار أميريكي ازاح الرئيس في اللحظة المناسبة بعد أن كان الشعب قد ملأ الساحات، وفي اليمن لان هذه المعادلة لم تتوفر دخل اليمن في صراعات طويلة وهو الآن في شبه حرب أهلية.
في عصرما يسمى بالربيع العربي كان يجب أن يكون الشباب الذي يقود الثورة في مصر هو شباب الفيسبوك "هذه ثوره عظيمة لا يقودها حزب أو قائد انها ثوره الشباب... ثوره عظيمة بدون قائد هل هذه نقطه ايجابية أم سلبية ؟ في البداية كان هذا شيء جميل خصوصاً أن الاعلام يريد أن يثبت أن هذا شيء جميل و لكن عندما سقط النظام المصري و"أنا لست في ورد الدفاع عنه" اكتشفنا أن كل ٣ أشخاص يريدون تشكيل حزب... هل هؤلاء يستطيعون قيادة البلاد بالرغم التقدير لكل نشاطاتهم و تضحياتهم ؟ هل يبنى التاريخ أمام الدول الكبرى بهذه الطريقة ؟ شباب الفيسبوك سيقود الأمة دون أن يكون لديه أي خبره أو أي معرفة بالمشاريع الاستراتيجية... هل هذا الشباب قادر على اعطاءنا فكرة عن ماهية الصراع الدولي في العالم ؟ أنت حضرت نفسك لاسقاط نظام دون أن تعرف و نعرف ما هو البديل... هل هي مسألة أنا أولاً أوأنا أو لا أحد و بدون قياده و بدون تخطيط ؟
 لنستعرض بعض الأمثله في الدول التي قالت أن الشعب يريد كذا و كذا ماذا حدث و كيف... الشعب يريد اسقاط النظام في مصر و تونس.
في تونس تحرك الشعب من الريف ضدالأوضاع المتردية هناك، و لكن الشعب في تونس لم يستطع أن يسقط النظام الا عندما جاء القرار الأمريكي و هنا أقصد لم يستطع وفق المشهد الذي شاهدناه والسيناريو الذي تابعناه... قد يستطيع بشكل آخر؟ لكن أن يدخل رئيس الأركان الى زين العابدين و يقول له لدينا معركة كبرى طاحنة خلال أيام .. المطلوب ان تأخذ العائلة الى باريس لكي تؤمن عليهم و تعود سراً الى تونس و نحن و اياك نقوم بهذا القمع فيركب طائرته وهو يظن أنه ذاهب الى فرنسا و اذ ينتهي به المطاف في جدة. هل الشعب التونسي من قرر مسار الطائرة ؟ أم أنه عندما كان في طائرته الدول الكبرى هي التي قررت ؟ حتى فرنسا لم تكن تعلم أن قرار تنحيته قد جاء بقرار أمريكي ... مصر من اليوم الأول في ميدان التحرير ما يسمى بالادارة الوطنية و الجيش كانوا مع الشباب في ميدان التحرير يدعمون التظاهرات ولم تنتهي هذه الانتفاضة الشعبية بمصر الا بتنحية حسني مبارك، يقال أن حسني مبارك لم يتنحى وأنه سمع بيان تنحيه على التلفزيون.. هو لم يكتبه، لكن الجيش فرضه و هو يتعاون مع ضغط الشارع. اليوم من يتحدث عن ثورة مصر يجب أن يتحدث عن الشراكة بين الشعب والجيش في اطاحة حسني مبارك، فكل من يخطأ في المعادلة لا بد أنه سيدخل في حسابات خاطئة.
 في ليبيا كان هناك ايحاء أو اعتقاد أنه طالما سقط النظام المصري ب- -١٨ يوم فاذا كمان الشعب يريد في بنغازي فيستطيع أن يتقدم في مظاهرات و يسقط النظام... المخابرات الفرنسية كانت قد ابلغت عمرو موسى بأن لها رجل في الدائره المقربة جداً من القذافي سوف يغتاله خلال أسبوع و بناءا على هذا التطمين، بالاضافة الى أن عمر موسى بحاجة لدعم أوروبي و قطري من أجل الانتخابات الرئاسية في مصر...ألخ و بناء على هذه المعلومات قلب برلسكوني موقفه و دخلوا الى مجلس الأمن بهذا القرار. فكيف دخل ساركوزي الى ليبيا المجلس وأقام علاقة وطيدة معه ؟ هل أن المجلس درس الأوضاع الدولية و قال أن فرنسا حليف لنا ؟ هل كان بناء على معطيات تحليليية أواستراتيجية ؟ هناك شخص صهيوني يدعي الفلسفه واسمه بيرنار هنري ليفي, كان قد اعتبر شهداء غزة من الأطفال خسائر لا بدّ منها في الحرب على الإرهاب، وبعد مجزرة جنين زار المخيم على ظهر دبابة اسرائيلية، ونشرت الصحافة صوره وتعليقاته التي يقول فيها أن الجيش الإسرائيلي هو الأكثر إنسانية في التاريخ الحديث. هذا المحتال ذهب الى ليبيا عن طريق مصر بمعاونة المخابرات الأميريكية واتصل بساركوزي من أجل أن يستقبل الثوار الليبيين فوجد ساركوزي أنها فرصة ذهبية و خصوصاً أن لديه انتخابات قريبة في فرنسا. الخارجية الفرنسية كوزارة والصحافة الفرنسية كتبت هل الذي يقود سياستنا الخارجية دولتنا أم هذا المحتال برنارد ليفي ؟ الصهيوني ليفي وهو بالمناسبة او المصادفة ؟ من رعى مؤتمر المعارضة السورية في باريس .هل يجب أن نتظر عشرين عام جديدة لكي نعيد قراءة التاريخ و نقول لقد ضحك علينا من جديد بهذه الثورة، بدون حزب أو برنامج أو قائد سياسي أو استراتيجية...ألخ، اردنا أن نقلب الأمور فوجدنا برنارد ليفي و الدول الكبرى و نفوذها ؟
 كيف نفسر أن ممالك الوهابية التي تعيش في عصر الجاهلية ولا تعرف لا الحياة السياسية و لا الحزبية ولا النقابية ولا تقر بتداول السلطة، لكنها بالمقابل تمتلك أسطول من المشايخ العوران الذين يحرمون التظاهرات شرعاً... وهابية تبشر بالربيع العربي المزعوم و تقود وتتحدث باسم الثورة المفترضة... كيف يمكن للعقل العربي العنيد أن يقبل أو يبلع هكذا أمر؟
 ممالك وهابية قراقوشية تعطي دروس في حقوق الانسان والديمقراطية و تدعو دول أخرى لاحترام المؤسسات بينما هي لا تمتلك أي مؤسسات و ترفضها و تعتبرها رجس من عمل الشيطان، لكن لا نستطيع انكار امتلاكها كتيبة من مؤسسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعامل المرأه كالبهيمة و تعتبرها عورة و تشحطها الى السجون ان تجرأت و فكرت بمجرد قيادة سيارة ... بينما أمراء الوهابية هناك ينظرون على شعوب الربيع العربي "بشكل حصري" بخطابات عن الحرية والدينموقراطية و هي مفردات لم يسمعوا بها من قبل وان سمعوا بها فلا أمل أن يفهموها.
ما هو موقع قطر كي تنظر علينا عبر شاشتها الجزيرة التي تحولت الى مستنقع اخباري عفن بعد جفاف بريقها عبر مسلسل الكذب و التلفيق و شهود العيان مسبقي الدفع ... هل يحق لممالك الوهابية المحاضرة في مجال حقوق الانسان ؟ أليس حريا بهم التوقف عن استعباد البشر و التحرر من عصر و ثقافة البداوة و التصحر ؟ و قبول الدساتير و القوانين الوضعية من حيث المبدأ قبل أن ينصحوا الآخرين باحترام مفردات غير موجودة في قواميسهم كالدساتير أو المؤسسات ؟
لماذا الشعب لا يريد في أماكن أخرى من ارجاء الوطن العربي و في مستعمرات النفط على وجه الخصوص ؟
لماذا لا يسقط النظام في اليمن ؟؟؟ لان القرار الدولي الأمريكي لم يتخلى حتى اللحظات الأخيرة عن صالح، ولانه قد أقام نظاما أمنياً مع ابنائه لمحاربة القاعدة والامساك بالجزيره العربية. بالاضافه أن السعودية تخاف من أي تحرك أو تحول فعلي يقوده الشباب اليمني على طريقته و أن تأتي احزاب بانتخابات و تداول سلطة و هذا سوف ينعكس على المملكة، الى أن وصل الأمر أن علي عبد الله صالح تجاوز الخط الأحمر، لانه قال اذا ضغطوا علي و شققتوا قواي للتنازل لأحد في مكاني فأنا بدأت توزيع الأسلحة و يمكن أن تقع البلد في حرب أهلية و ترك منطقة كاملة تسيطر عليها القاعدة و هذا كان يخل بكل التفاهمات مع واشنطن، لذلك الصاروخ الذي اخترق المجلس وانفجر من الداخل كان صاروخ أميريكياً من طائرة اميريكية بلا طيار ..فهل يدرك الشعب اليمني اليوم أن اليد التي تريد أن تخلصه من صالح هي يد القدرأم يد الطائرات الأميريكية، التي تقول له دورك انتهى... يعني يريدون أن يضحوا بالشخص للشعب لقمة بالشارع و يحافظوا على النظام كأجهزة استخبارية و كجيش لانه متحالف مع الولايات المتحدة... الصراع أصبح بين واشنطن و السعودية من جهة و الشارع الذي يطمح فعلاً لنظام جديد و لكن أيضاً بدون أي قيادة أو احزاب واضحة و بدون أي استراتيجية أو خطة و بدون كاريزما...هل هذه الثوره تعطينا ماهية البديل ؟
 في سورية راهنوا على الفتنه المذهبية من خلال الجرائم التي ارتكبت،، لماذا اختيار ضابط معين هو وابنه وابن أخيه و لماذا يتم التقطيع و التمثيل بالجثث ؟ لان هناك غاية في نفس يعقوب أي الفتنة المذهبية و لماذا تم اغتصاب هؤلاء الفتيات ؟ لانهم يريدون فتنة مذهبية بعض الجرائم ارتكبت لاهداف كبيره جداً أي أن فئات تتهم فئات أخرى، ثم كان لديهم تصوراً و دراسة عن عدم حرفية الجيش السوري كون أغلب عناصره من المجندين و بالتالي عندما يحدث الاصطدام يذهب كل الى مذهبة و ضيعتة أو قريتة و يتم بالتالي تقسيم الجيش و أن الجيش السوري لن يصمد أمام الامتحان الداخلي بالاضافة للتركيز الاعلامي على انشقاقات في الجيش السوري... لماذا يتم كل هذا الضخ من قبل الاعلام العربي الخليجي و العالمي ؟ لانه يريد شق الجيش العربي السوري كما كان قد حصل في ليبيا.
 في العام 1918 دخلت القوات العربية بقيادة الامير فيصل الى دمشق "بمساعدة الانكليز" منهية بذلك أربعة قرون و نيف من الاحتلال العثماني لبلاد الشام ... تخيل الناس في ذلك الوقت أن حلم الدوله العربية قد تحقق لكنهم لم يكونوا مدركين أن هذه الثورة لم تكن سوى بداية النهاية لمشروع الحلم العربي و التي تجلت لاحقاً بخطوات تنفيذ وعد بلفور و اتفاقية سايكس بيكو...  فلماذا يريدنا التاريخ أن نمل منه عبر تكرار نفس المشهد  هل لاننا لم نتعلم الدرس ؟ ثم ألا يحق لنا أن نعتبر من يتعاون مع الأجنبي الطامع في بلداننا أو من يقوم بأي عمل يؤدي الى المذهبية والطائفية أو أي أعمال ساطورية بالمتآمر على وطنه لا بل حتى على ثورته؟ كونه يسيء لها بالمقام الأول ولأي شخص يطمح في مستقبل أفضل ؟

وكيليكسيات:
بعض ما كشفته البرقيات الدبلوماسية السرية التي سرّبها موقع «ويكيليكس» يظهر سياسة واشنطن لتحقيق مصالحها الإستراتيجية، إذ تكشف هذه الوثائق عن أن واشنطن، وبعيداً عن الانتقادات الغربية لنظام القذافي بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان، كانت تتوق إلى فتح صفحة جديدة مع العقيد الليبي لضمان تواجد هادئ لقواتها في القارة الإفريقية، خصوصاً بعد إنشائها ما يسمى بالقيادة العسكرية الأفريقية («أفريكوم»). وربما تثير سياسة التقارب تلك بين الإدارة الأميركية والنظام الليبي جملة تساؤلات حول السبب الذي دفع بالولايات المتحدة إلى الانخراط في الحملة العسكرية الدولية على ليبيا، وإن بشكل يختلف، من حيث الشكل، مع ذاك الذي اتبعته بريطانيا وفرنسا، لكن قراءة أكثر تمعناً في البرقيات الدبلوماسية ذاتها، تقدم إجابة واضحة على هذا الخيار، انطلاقاً من مواقف قادة ليبيا الجدد، الذين كانوا حتى الأمس القريب جزءاً من نظام العقيد الفار، وغياب الحماسة لدى الأخير للتعاون مع «الأفريكوم»... يتضح من تلك الوثائق أن ثمة عقبة شكلت حجر عثرة في العلاقات بين القذافي والأميركيين، وتتمثل في مدى استعداد العقيد الليبي الفار للتعاون مع «الأفريكوم» التي تنقل إحدى البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية في مالي (19 تشرين الأول 2009) عن نائب قائدها الأميرال روبرت مولر رغبته في توسيع نطاقها إلى ليبيا ومصر.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...