رحيل رجل أمن سورية الأكبر محمد ناصيف "أبو وائل"
نعت الرئاسة السورية بخبر مقتضب، أحد أكبر رجالات الدولة خلال فترة حكمين امتدا خمسا وأربعين عاما لكل من الرئيسين الراحل حافظ الأسد، والراهن بشار الأسد. وذكر بيان رسمي صدر عن الرئاسة أن معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء المتقاعد محمد ناصيف خيربك توفي أمس بعد صراع طويل مع المرض.
ناصيف أو "أبو وائل"، كما يعرف في الأوساط العسكرية والسياسية داخل وخارج البلاد، تسلم أحد أهم المناصب الأمنية وهو في الثلاثينات من عمره، بتوليه رئاسة فرع الأمن الداخلي، الذي أقام فيه بالمعنى الحرفي لمدة قاربت العشرين عاما، اشرف فيها على عمل الجهاز، مواكبا ومتابعا خضّات كبيرة في سورية بينها حرب 1973 وحرب لبنان في 1975 ، والصراع مع "حركة الإخوان المسلمين" في الثمانينات، وانتصار الثورة الإسلامية في إيران حين لعب ناصيف بناءا على توجيهات الرئيس حافظ الأسد فيها دورا كبيرا في تهيئة اسس علاقات سورية الاستراتيجية مع إيران، فكان "المهندس الأكبر" لهذا التحالف الذي لم يهتز منذ ثلاثين عاما، ولا سيما بعد تسلمه منصبه اوائل التسعينات في المخابرات العامة.
ونسج أبو وائل علاقات ثقة وثيقة مع سياسيين لبنانيين وعراقيين وأكراد وإيرانيين، كما عرف عنه اطلاعه على العلوم الدينية فكان مسامرا ومجادلا عميقا لرجالات الدين الشيعة والسنة، وحاز على ثقتهم مما هيئه للعب أدوار تصالحية في الثمانينات مع قيادات دينية متعاطفة مع الإخوان، كما بنى جسورا صلبة مع رجالات الدين الشيعة، ولا سيما في لبنان والعراق وإيران، ويقال أن قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني كان يقدره شخصيا.
ويعتبر ناصيف الذي استقر في مكتبه معاونا لنائب رئيس الجمهورية منذ حوالي سبع سنوات تقريبا من أهم رجالات الأمن في سورية على الإطلاق. وهو آخر "رجالات الدولة" التي بناها الرئيس الراحل حافظ الأسد ممن حافظوا على دورهم ومشورتهم بعد رحيله في العام 2000.
ولد محمد ناصيف في العام 1936، وتزوج متأخرا، فرزق ولدا وحيدا أسماه وائل نسبة للقبه الشهير. وهو متحدر من قرية اللقبة من ريف مدينة مصياف التابعة لمحافظة حماه.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد