سوريا: الإصلاحات تُفتتح اليوم باستقالة الحكومة
يوجه الرئيس بشار الأسد قريباً كلمة الى الشعب السوري يتحدث فيها عن الظروف التي عانتها البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، ويوضح خطة عمله الإصلاحية للمرحلة المقبلة، ونظرته لما جرى من أحداث في مدن سورية مختلفة، كما من المتوقع أن يخاطب أهالي درعا الذي عانوا أسبوعا قاسيا.
وستشهد دمشق ومدن سورية أخرى اليوم مسيرات تأييد متزامنة مع الخطاب، تحت شعار «الوفاء للوطن»، بدأت الدعوة إليها بعد ظهر أمس من قبل الهيئات النقابية واللجان الأهلية وفروع حزب البعث العربي الاشتراكي.
ومن المرتقب أن يتزامن حديث الرئيس الاسد مع إعلان حكومة محمد العطري استقالتها بعد اجتماعها الأسبوعي اليوم، حيث سيتم تكليف اسم جديد لم يكشف عنه بعد بتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال نائب الرئيس فاروق الشرع، خلال لقائه المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط وو سكه في دمشق، إن «الأسد سيلقي كلمة مهمة خلال اليومين المقبلين تطمئن كل أبناء الشعب».
وكان الأسد قد تلقى أمس اتصالاً هاتفياً أمس من الملك السعودي عبد الله أكد فيه الأخير «دعم المملكة لسوريا في وجه ما يستهدفها من مؤامرة لضرب أمنها واستقرارها ووقوفها إلى جانب قيادة سوريا وشعبها لإحباط هذه المؤامرة». ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأسد قوله للملك السعودي إن «الأوضاع في سوريا مطمئنة ولله الحمد»، معرباً عن «شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من اهتمام بسوريا وشعبها».
وجاء الاتصال السعودي بعد أن سبق لكل من ملك البحرين وأميري قطر والكويت والرئيس العراقي أن اتصلوا بالاسد في السياق نفسه.
من جهة أخرى، استقبل الأسد وزير خارجية قبرص ماركوس كبريانو وبحث معه «العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين الصديقين، وخصوصا عقب زيارة الرئيس الأسد لقبرص ولقائه الرئيس ديميتري خريستوفياس في تشرين الثاني من العام الماضي». ونقلت «سانا» إعراب الجانبين عن «ارتياحهما لتطور العلاقات بين البلدين على المستويات كلها. كما تناول الحديث التطورات التي تشهدها المنطقة العربية عموما وما جرى في سوريا خلال الأيام الماضية».
ميدانيا، استمرت عناصر الأمن بملاحقة سيارات، قالت مصادر رسمية، إنها متهمة بزعزعة الأمن في مناطق البلاد، ولا سيما في اللاذقية. وسجلت حصيلة غير رسمية من الاعتقالات تتجاوز العشرين ولكن من دون توضيحات حول الانتماءات والأسباب.
ونفى مصدر مسؤول ما ورد على وكالة «رويترز» من إطلاق نار على متظاهرين في درعا أمس. وقال شهود عيان إن حوالى 100 شاب تظاهروا أمام مجموعة من قوى الأمن، وهتفوا مطالبين برفع قانون الطوارئ، مشيرة الى أن الأمن أطلق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، فأطلق أحد المحتجين النار من مسدس في الهواء، الأمر الذي رد عليه بطلقات تحذيرية في الهواء. وقد تفرقت المجموعة بعد وقت قصير من الحادثة.
وتتخوف السلطات من عمليات استفزاز أو حتى هجوم مسلح يعكر الهدوء الذي عاد إلى المدينة، ولا سيما مع تحرك القيادة باتجاه إقرار رزمة من الإصلاحات السياسية استجابة لمطالب شرائح الشعب المختلفة.
ونقلت وكالات (ا ف ب، رويترز، ا ب، ا ش ا) عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قوله، في مطار انقرة قبيل سفره إلى بغداد، انه اتصل هاتفيا بالأسد مرات عديدة في الأيام الأخيرة و«نصحه» بالاستجابة إلى «المطالب التي ترفع منذ سنوات من أجل الإصلاح» كي تجري عملية إحلال الديموقراطية سلميا في سوريا.
وأضاف اردوغان «تركيا مهتمة بما يحصل في سوريا، ولا يمكننا ان نبقى صامتين حيال ما يجري. نحن نشاطر حدودا بطول 800 كلم مع تلك البلاد، ولدينا علاقات قرابة مع السوريين». وأعرب عن أمله في ألا يتحول الوضع في سوريا الى ثورة «على غرار ما يحصل في ليبيا، ما قد يفاقم مخاوفنا».
وحول رد فعل الأسد على نصائح أردوغان، قال رئيس الحكومة التركية «لم يرفضها، وأكد أنهم يعملون على رفع قانون الطوارئ». وأضاف ان رئيس جهاز الاستخبارات التركية حاقان فيدان توجه الى دمشق امس الاول لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي دينيس مكونو إن واشنطن تنتظر من الحكومة السورية احترام حقوق السوريين في الاحتجاج بصورة سلمية. ونصحت فرنسا رعاياها بعدم التوجه إلى مدينتي اللاذقية ودرعا اللتين تشهدان احتجاجات.
الى ذلك، أكد منسق مركز التنمية البيئية والاجتماعية عصام خوري ان «الحياة بدأت تدب تدريجيا في مدينة اللاذقية، وبعض المدارس فتحت أبوابها»، مشيرا الى ان «الاهل ما زالوا متخوفين من إرسال أطفالهم اليها». وأضاف «ان بعض المحال التجارية فتحت أبوابها وشوهدت حركة لبعض السيارات في مختلف الأحياء».
وقال شاهد عيان يملك متجراً في المدينة ويبلغ من العمر 32 عاما «جاءت مجموعة من الشباب قادمة من شارع القوتلي باتجاه ساحة الشيخ ضاهر، وبدأوا بتكسير المحال والسيارات وحطموا الهواتف العمومية واللوحات الاعلانية، كما أحرقوا باصين كبيرين كانا مركونين في وسط الساحة». وأضاف انهم أحرقوا العيادات الطبية التي تقع في الطابق الذي يعلو أحد المكاتب التابعة لشركة «سيريا تل» للهاتف الخلوي. وتابع «مضت 10 دقائق قبل أن تتدخل قوى الامن التي لم تكن ترغب بالتدخل في بادئ الامر».
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان السلطات السورية اعتقلت خمسة محامين، ودعا هذه السلطات الى «الإفراج الفوري عن كل معتقلي الرأي».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد