سيناتور جمهوري سيزور سوريا رغماً عن أنف المعترضين
الجمل: أعلن السيناتور الأمريكي أرلين سبيكترالذي ظل على مدى 26 عاماًَ ضمن الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي، بأنه سوف يزور سوريا، رغماً عن أنف اعتراضات إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، لأن مناقشة الموقف القائم حالياً في العراق أصبحت أكثر إلحاحاً، ومن ثم فقد آن الأوان للكونغرس لكي يزيد ويرفع خطواته بالذهاب إلى المنطقة والنظر فيما يمكن القيام به.
قال السيناتور الجمهوري أرلين سبيكتر، القادم من بنسلفانيا في مقابلة أجريت معه أمس الجمعة بأنه يخطط من أجل القيام بجولة إلى الشرق الأوسط، سوف تتضمن زيارة إسرائيل وسوريا. كذلك قال السيناتور الجمهوري أرلين سبيكتر بأنه ومع جمهوريين آخرين يلاحظون باهتمام أن سياسات الإدارة الأمريكية إزاء الشرق الأوسط غير صالحة لأن تحقق النجاح المطلوب –وبرأيه- أن على الجمهوريين الآخرين من أعضاء الكونغرس أن يمضوا على نسق خطواته.
يقول السيناتور سبيكتر:
( لقد تحدثت مع زملائي الجمهوريين، وقد كان هناك جزعاً وقلقاً).
الزيارة تأتي في أعقاب رحلة سيناتور ولاية فلوريدا بيل نيلسون، وسوف تكون بمثابة تحدي ومواجهة متعمدة للبيت الأبيض، فالولايات المتحدة قامت بحد الروابط الدبلوماسية مع سوريا بسبب تأييدها ودعمها لحزب الله وحماس، اللذان تصفهما وتعتبرهما الولايات المتحدة تنظيمات (إرهابية). وقد عبر الرئيس بوش، وعن تردده إزاء السعي من أجل الحصول على مساعدة دمشق حول موضوع العراق، وذلك حتى يتخلى السوريون عن ذلك الدعم، ويحدّوا نفوذهم في لبنان.
وجّه البيت الأبيض انتقادات شديدة االهجة إلى السيناتور الديمقراطي نيلسون، بسبب زيارته لسوريا، برغم تأكيد نيلسون بأن اجتماعه كان مثمراً. وقال نيلسون: إن الرئيس السوري بشار الأسد قال بأنه يأمل في المساعدة في السيطرة على الحدود العراقية- السورية، والتي يقوم المقاتلون الأجانب بالعبور من خلالها إلى العراق.
علّق توني سنو، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، يوم الخميس الماضي حول رحلات الكونغرس –التي خطط لها بعض أعضائه- إلى زيارة المنطقة قائلاً: (نعتقد بأنها رحلات غير مناسبة). وبالإضافة إلى السينارتور الديمقراطي نيلسون، والسيناتور الجموري سبيكتر، هناك السيناتور الديمقراطي عن ولاية ماساشوستس جون كيري، والسيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيكتيكيت كريستوفر دود، وجميعهم يتوقعون أن يقوموا بزيارة سوريا.
كذلك قال متحدث البيت الأبيض توني سنو: (الاهتمام هنا من بين أشياء أخرى، بأن هذا لا يدعم ولا يقوي عضد الديمقراطية في المنطقة، بل وبدلاً عن ذلك، فإنه يتيح للسوريين أن يتفادوا المسؤولية الواقعة على عاتقهم).
كذلك قال أمس الجمعة، أليكس كاناتت، المتحدث أيضاً باسم البيت الأبيض: إن تعليقات توني سنو تسري على قرار سبيكتر بزيارة سوريا.
الجهد الدبلوماسي من جانب الكونغرس وجد تنشيطاً وإلهاماً أكثر من اللجنة التطوعية /لجنة بيكر- هميلتون/ التي أوصى تقريرها مؤخراً الولايات المتحدة بالانخراط في التفاهم مع إيران وسوريا حول حرب العراق. وقد ظل الرئيس بوش بارداً لا يحرك ساكناً، إزاء اقتراح مجموعة دراسة العراق، التي كان يترأسها وزير الخارجية الأمريكي السابق، الجمهوري جيمس بيكر، وسيناتور ولاية إنديانا السابق، الديمقراطي لي هاميلتون.
يقول السيناتور سبيكتر: إن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، قد حادثته عبر الهاتف خلال الأيام الماضية طالبة منه عدم الذهاب إلى سوريا، ولكن السيناتور سبيكتر سبق وأن طلب منه ذلك، ولكنه قال: إن الوقت يمضي ويزداد تعقيداً.
قال سبيكتر: (لقد أذعنت لهم في العام الماضي، وإذا كانت هناك ثمة علامات بأن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط مجدية، فإنني سوف أذعن لهم مرة أخرى).
يقول سبيكتر انه لا يتملكه انطباع بأنه سوف يمضي بعيداً من أجل إنجاز صفقة دبلوماسية، ولا يعتقد بأنه يتعامل بعجرفة متجاوزاً الخصوم الآخرين. كذلك أضاف: إن صانعي القانون (أعضاء السلطة التشريعية، أي أعضاء الكونغرس) بإمكانهم القيام بجولات تقصّي الحقائق، والتي من الممكن أن تساعد في إثراء النقاشات بالمعلومات، وذلك في الوقت نفسه الذي يتركون فيه أمر مفاوضات السياسة الخارجية للبيت الأبيض.
تحدث السيناتور الجمهوري سبيكتر (رئيس اللجنة القضائية، وحالياً يعمل كعضو رفيع المستوى في لجنة التخصيصات المالية) قائلاً: (أعتقد الآن أنه بصدور تقرير مجموعة الدراسة المستقلة، وسياسة الإدارة الأمريكية التي لا تحقق نفعاً، فإنه يتوجب أن تكون هناك نظرة جديدة إلى هذه السياسة بواسطة الكونغرس).
اهتمام سبيكتر بسوريا والرغبة في مكافحة خط الحزب الجمهوري الذي يرسمه البيت الأبيض –ليس أمراً جديداً- فقد زار هذا السيناتور الجمهوري سوريا 15 مرة منذ عام 1984م، وحضر مراسم تشييع الرئيس الراحل الرئيس حافظ الأسد. وقد زار هذا السيناتور الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 1990م، وحاول بشكل متكرر أن يتفاهم مع المسؤولين في إيران، ولكن ذلك لم يجد نفعاً.
لقد تحدى وتصدى سبيكتر موقف إدارة بوش في المسائل الأخرى على نفس المنوال، ومن بين ذلك سياسة البيت الأبيض إزاء المشتبهين بالإرهاب.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد