سيناريو دوما
نيكولاس زهر: كل ما ينشر حول دوما المدينة وناحية الريحان شرقها آخر ما تبقى لأصحاب الإمارة السلفية شرق العاصمة دمشق عبارة عن ترهات لا تلبث أن تسقط عند حلول نهاية كل مهلة أعلنت ومع كل إعلان عن إتفاق أبرم ولم ينفذ.
لا إتفاق مبرم، أو ملزم حتى الآن كما أشيع مراراً، ولن يكون قبل إنطلاق معركة تحرير المدينة بشكل رسمي ضمن ظرف زمني يلازم إنتهاء عملية إعادة أهالي بلدات الغوطة الشرقية المحررة إلى بيوتهم والمتوقع إنجازه خلال الأسبوع القادم، لتكون مراكز الإيواء جاهزة لإستقبال أمواج المدنيين المتوقع خروجهم من مدينة دوما خلال العملية العسكرية ما قبل إستسلام مليشيا جيش الإسلام وإعلان قبولها ببنود الإستسلام، والتي أولها ترحيل الجناح المتشدد منها الذي بايع أبو همام البويضاني بيعة قتال حتى الموت، والإبقاء على الجناح الذي أبلغ روسيا بموافقته على العودة لحظيرة الدولة السورية وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط حكماً لتجنيب المدينة الدمار.
وثانيها تسليم الأسرى والمخطوفين وكشف مصير المفقودين، الملف الذي يعتبره مجرمو التنظيم الضامن الوحيد لحماية أمرائه وتحييد المدينة من الإجتياح العسكري الكامل وإستعماله كدرع بشري بمعنى الكلمة.
المعركة ضرورة وجودية لأيتام زهران علوش، فهي على الأقل تدعم موقفهم أمام الشارع الجهادي وتمنع إبادتهم تحت حكم الردة، وتنفي عنهم صفة العمالة للدولة السورية، وتنسف كل الشبهات حول تسليمهم المدينة بإتفاق مع الروس سبق انطلاق معارك تحرير الغوطة الشرقية بشهور.
الجيش السوري لن ينتشر داخل المدينة بعد خروج الجناح المتشدد وسيُحفظ ماء وجه من لا يُرحل من أيتام زهران علوش بإحتفاظهم بسلاحهم الفردي لحفظ الأمن داخل المدينة إلى ما قبل عودة كامل مؤسسات الدولة وإنهاء مشوار السلاح في غوطة دمشق .
وعليه فسيتم حل جيش الإسلام وترحيل قياداته العسكرية والشرعية المهزومة من الصف الأول والثاني مع عائلاتهم بخروج آمن تضمنه روسيا.
ما توصلت له المفاوضات حتى الآن هو توجه قادة الصف الثاني وعددهم يقارب المئة كإستثناء إلى جرابلس شمال حلب، بشرط امتناعهم عن أي عمل عسكري دون موافقة تركيا، وترحيل عناصر التنظيم المنحل الرافضين للإتفاق إلى إدلب مع عائلاتهم، وإعادة تدويرهم كنفايات جهادية في تنظيم جديد يضم أغلب فصائل الريف الدمشقي تحت اسم "جيش المهجرين"، والذي سيتبع سياسياً وعسكرياً لتركيا.
وتبقى عقدة مصير قيادات الصف الأول العشرين، المرفوضة بشكل قطعي من قبل الأتراك كونها ذات تبعية سعودية خالصة تخالف سياسة تركيا في مناطق سيطرتها شمال حلب، ومدينة إدلب خارج الإحتمالات كوجهة لوجود حساسيات جنسية تهدد حياة القيادات الدومانية في مناطق سيطرة القاعدة.
يناقش اليوم وجهة نهائية لهؤلاء خارج البلاد، ويطرح السودان كحل واقعي لا يمانع بإستقبالهم بعد تخلي السعودية عن عملائها وتركهم يواجهون مصيرهم كما عادتها عبر تاريخ إستثمارها في الإرهاب الدولي.
إضافة تعليق جديد