شعاع بروني يخترق قمّة ساركوزي ـ براون
أنهى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارته إلى لندن التي استمرت يومين، أمس، بعدما بحث مع نظيره البريطاني غوردن براون العديد من القضايا الشائكة، من التعاون النووي والعسكري إلى أفغانستان ولبنان والألعاب الأولمبية في بايجينغ، ورغم طبيعة الزيارة، فإنّ ذلك لم يمنع الصحافة الفرنسية والبريطانية عن تسليط الضوء على الثنائي ساركوزي، نيكولا وزوجته عارضة الأزياء السابقة كارلا بروني.
ووضعت الصحافة الفرنسية زيارة رئيسها إلى لندن تحت مجهر المراقبة اللصيقة بحثاً عن «هفوة» ترتكبها حرمه كارلا بروني، التي تصدّرت صورتها العارية الصفحات الأولى للصحافة البريطانية. رغم هذا وجدت صحيفة «ليبراسيون» المعارضة بشدّة لساركوزي أنّ كارلا تصرّفت بلياقة أمام الملكة البريطانية، على عكس زوجها الذي خرج عدّة مرّات عن آداب البروتوكول.
رغم شعاع بروني على الإعلام، فإنّ المراقبين لحظوا محاولة ساركوزي الانفتاح على بريطانيا بدعوتها إلى تشكيل «توازن مع فرنسا» مقابل الثقل الذي يمثّله «التحالف الفرنسي الألماني»، في خطاب ألقاه أمام مجلس العموم البريطاني، مذكّراً بـ «الاتفاق الودّي الذي يربط البلدين منذ ١٠٤ سنوات».
وتجاه أفغانستان، أعلن الرئيس الفرنسي أنّ بلاده ستعزّز وجودها العسكري وهو مطلب «أميركي مدعوم بريطانياً»، مؤكداً أنه سوف يقترح في قمة الأطلسي في بوخارست في مطلع نيسان المقبل تعزيز حضور فرنسا العسكري. وذكر في خطابه أنّ فرنسا اقترحت على حلفائها في حلف شمال الأطلسي «استراتيجية ترمي إلى مساعدة الشعب الأفغاني وحكومته الشرعية على بناء مستقبل آمن».
ويعارض رئيس الأركان الفرنسي جان لوي غيرغولان بشدّة إرسال قوّات فرنسية إلى هذه المنطقة، وذكرت صحيفة «الكنار أنشينيه» أنّ غيرغولان يرى أن أفغانستان مكان يصعب إدارته، وليس فيها أي مصلحة، وشدّد على أنّه يتخوف من أن تنغمس القوات الفرنسية في «منطق تصاعدي للحرب» مماثل لما تعيشه القوّات الأميركية في العراق.
كما تطرّق ساركوزي في ختام زيارته إلى بريطانيا، إلى العنف المتصاعد في التيبيت والضغوط الدولية على الصين، معلناً أنّه سيتشاور مع القيادات الأوروبية الأخرى قبل أن يقرّر مقاطعة الألعاب الأولمبية في بايجينغ، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني براون إنّ لندن التي ستستضيف الألعاب عام 2012 واجب عليها أن لا تقاطع.
وأبرم الزعيمان اتفاقاً حول مشروع عسكري مشترك، وفي البيان المشترك الذي صدر عن القمة الثنائية، دعا الطرفان إلى توسيع نادي مجموعة الثماني الصناعية، وتوافقا على إطلاق حملة لإصلاح مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، والمساعدات العسكرية في القارة السمراء.
واتفقت لندن وباريس على العمل معاً من أجل تأسيس نظام «ضمانات وقود نووي يحدّ من مخاطر انتشار الأسلحة النووية» من أجل نشر التكنولوجيا النووية. وأعلن مصدر من مكتب براون أنّ لندن ستستضيف مؤتمر هذا العام للدول غير النووية الذي يهدف إلى تطوير برنامج ذرّي مدني، وستوجّه دعوة إلى إيران لحضوره إذا نفّذت التزاماتها الدولية المتعلّقة بوقف تخصيب اليورانيوم.
وعلى هامش الزيارة، أعلنت شركة «الإير باص» للنقل الجوي الفرنسية أنّها حصلت على عقد من وزارة الدفاع البريطاني بقيمة 16.7 مليار يورو أي ما يعادل 26.36 مليار دولار، وكانت قد حصلت على عقد بقيمة 35 مليار دولار لبناء ناقلات بالوقود من القوات الجوية الأميركية الشهر الماضي.
بسام الطيارة
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد