شهر على دخول السعودية الحرب: الحوثيون يفتحون باب التطوّع
تدخل المعارك بين الحوثيين والجيش السعودي، اليوم، شهرها الثاني، في وقت تحدث الحوثيون عن تطوّر لافت في مجريات القتال، تمثل في بدء القوات اليمنية والسعودية هجوماً مشتركاً على مواقعهم، وذلك انطلاقا من داخل أراضي المملكة، معلنين عن فتح باب التطوّع أمام اليمنيين لصد «العدوان الأجنبي» على البلاد. وتأتي هذه التطورات في وقت استمر التوتر في المحافظات اليمنية الجنوبية حيث قتل يمني وأصيب ستة بجروح خلال تظاهرات نظمها «الحراك الجنوبي».
وجاء في بيان أصدره الحوثيون، لمناسبة مرور شهر على اندلاع المعارك مع الجيش السعودي، إن القوات السعودية شنت خلال فترة شهر أكثر من 600 غارة جوية، مستخدمة أكثر من خمسة آلاف صاروخ، وعشرات آلاف قذائف الدبابات والمدفعية.
واتهم الحوثيون في بيانهم الجيش السعودي باستخدام «مختلف الأسلحة المحرمة والمحظورة والقنابل الفسفورية والسامة والحارقة وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة جواً وبراً وبحراً»، متحدثين عن «تدمير عشرات القرى، ومئات المساكن والممتلكات العامة والخاصة، وإحراق المزارع وقتل المواشي، وسقوط المئات من المواطنين والنازحين في مجازر وحشية ارتكبها الطيران السعودي».
وأعلن الحوثيون «فتح باب التطوع لكل الشرفاء والأحرار الذين يستشعرون المسؤولية في مواجهة العدوان الأجنبي على بلدهم»، كما توعّدوا بـ«فتح جبهات جديدة وفي مناطق متعددة وبأساليب وخيارات كثيرة ومتاحة».
من جهة ثانية، قال الحوثيون إنهم يتعرضون لهجوم مشترك من قبل الجيشين اليمني والسعودي من داخل الأراضي السعودية، موضحين أنه «منذ الصباح بدأ زحف بشري من قبل الجيش اليمني من داخل الأراضي السعودية، مدعم بالمدرعات والدبابات السعودية من الخلف على جبل الرميح». وأشار البيان إلى أنّ القصف السعودي الصاروخي والجوي استمر على الأراضي اليمنية طوال الساعات الـ24 الماضية.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أنّ القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على مواقع مهمة للحوثيين في محور سفيان، مؤكدة إطباق السيطرة على طريق سفيان -الجوف «بعد هجوم متقن». وتحدثت الوزارة عن محاولات من قبل الحوثيين للتسلل إلى موقع «وادي مذاب»، الذي سبق للجيش أن أعلن سيطرته عليه.
يأتي ذلك، في وقت حذرت ممثلة وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كلير بورجوا من استمرار التدهور الشديد للأوضاع الإنسانية في منطقة صعدة، معربة عن أملها في التوصل إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية والقبائل والأمم المتحدة بشأن توفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية.
إلى ذلك، نقل موقع «نبأ نيوز» القريب من الحكومة اليمنية عن مصادر وصفها بالمطّلعة أنّ صنعاء رفضت للمرة الثانية استقبال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، الذي كان يعتزم زيارة اليمن للتخفيف من حدة التوتر بين البلدين على خلفية أحداث صعدة.
«الحراك الجنوبي»
من جهة ثانية، قتل يمني وأصيب أربعة بجروح، بينهم ضابط في الشرطة، في مواجهات وقعت خلال تظاهرات نظمها أنصار «الحراك الجنوبي» في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية لمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لاستقلال اليمن الجنوبي السابق. وفي مدينة الحصين في محافظة الضالع، أصيب مدني وضابط بجروح في مواجهات بين القوات الأمنية ومتظاهرين.
إلى ذلك، تظاهر المئات في الضالع ومدينة الحبيلين في لحج (شمالي عدن) احتجاجا على منع السلطات الانفصاليين الجنوبيين من تنظيم تظاهرة في 30 تشرين الثاني الماضي في عدن.
من جهته، حذر الرئيس الأسبق لجمهورية اليمن الجنوبي علي ناصر محمد من خطورة الأوضاع التي يمر بها اليمن حالياً. واعتبر، في مقال نشر لمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للاستقلال عن الاستعمار البريطاني، أنّ الأحداث التي يشهدها اليمن قد تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، إذا ما استمرت الأوضاع والتطورات الحالية في الشمال والجنوب والتضييق على الحريات العامة والخاصة».
وأضاف أنّ «ما يجري في البلاد يعد تحديا صارخا لاتفاقيات الوحدة». وجدد دعوته إلى تغليب لغة «الحوار ولغة العقل والمنطق»، معتبراً أنّ «لغة السلاح والحرب لا تحل المشكلة بل تعمق الجراح وتعزز الشعور بالفرقة والتشرذم».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد