صدام يفضل الإعدام بالرصاص
بطبق من الأرز واللحم، وقطعة صغيرة من الخبز، وفاكهة، وعلبة كوكاكولا، أنهى الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إضرابه عن الطعام، الذي استغرق نحو 17 يوما، قبل مثوله الأربعاء أمام المحكمة العراقية في جلستها التاسعة والثلاثين، للنظر في قضية الدجيل.
القهوة مع السكر والماء كانت غذاء صدام الوحيد طوال فترة إضرابه عن الطعام ، التي بدأ الجمعة 7 يوليو/تموز، احتجاجا على معاملته، ورفاقه السبعة من قبل المحكمة الجنائية العراقية، بالإضافة إلى عدم توفر الأمن للمحامين الذين يدافعون عنهم، إذ قتل منهم حتى الآن ثلاثة محامين.
وقد بدأت جلسة الأربعاء بتقديم شكوى من صدام حسين يتهم فيها هيئة المحكمة بجلبه قسرا إلى القاعة، وقال إن الجنود الأمريكيين أحضروه من المستشفى إلى قاعة المحكمة مباشرة، رغما عنه، حيث كان يعالج نتيجة مضاعفات إضرابه عن الطعام.
وقال صدام: "بالطبع لم أتمكن من مقاومة الأمريكيين أبدا، لأنني وكما ترون رجل مسن، ولست شابا مثلهم. بالإضافة إلى أنني لا أملك من القوة ما يكفي للمقاومة."
وكان القاضي رؤوف عبد الرحمن قد قرأ تقريرا في بداية الجلسة يؤكد فيه قدرة صدام حسين الصحية على المثول أمام المحكمة في جلستها التاسعة والثلاثين.
وعلى شاشة التلفاز، لم تظهر علامات التعب او الإرهاق على وجه صدام، رغم أنه كان يعاني من نحول واضح، وظهور بقع سوداء حول عينيه، وفق ما تناقلته وكالات الأنباء.
قاعة المحكمة كذلك لم تكن أرحم من السجن الذي يعيش فيه صدام.. فقد شهدت جلسة الأربعاء جدالا عاصفا بين صدام حسين من جهة، ورئيس هيئة المحكمة، والمحامي المنتدب من قبل المحكمة، من جهة اخرى.
والملاحظ أن المحامي المعيّن من قبل المحكمة، لم يظهر وجهه إطلاقا، وتم التصرّف الكترونيا بصوته، للحيولة دون تحديده، إضافة إلى انه كان يقرأ، وبسرعة فائقة، مرافعة "الدفاع عن صدام حسين."
لم يعجب صدام هذا الأمر، فقاطع المحامي عدة مرات، معترضا على بعض ما كان يقوله.
ولعل أبرز ما جاء على لسان صدام في جلسة الأربعاء قوله مخاطبا القاضي: "إذا ما أصدرت حكما بالإعدام علي، فأتمنى أن يكون رميا بالرصاص، وليس شنقا مثل أي مجرم."
وأضاف صدام "ليتني أتمكن من تحرير العراق من الأمريكيين، إلا أنني لا أستطيع ذلك لأنني محبوس في سجن أمريكي، لذا أترك هذا الدور للأبطال العراقيين على أرض العراق."
ورغم الصعوبات التي يواجهها صدام في سجنه وجلسات محاكمته، إلا أن الابتسامة لم تفارق وجهه أبدا، بل بدت عليه مظاهر الاستهزاء والتهكم من جميع ما كان "يتلى" على سمعه في جلسة الأربعاء.
ويبدو أن صدام لن ينتظر طويلا لمعرفة مصيره، خصوصا وأن جلسات هذه المحاكمة "الطويلة" بدأت تقترب من نهايتها، حيث ستنتهي الخميس مرافعات الدفاع، وبانتظار تحديد موعد النطق بالحكم النهائي، لتبدأ القضية الأخرى.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد