صنداي تايمز: الحرب على سوريا وإيران في رأس أولويات إسرائيل
الجمل: على خلفية مواجهة تهديدات إيران المسلحة نووياً تحضر إسرائيل لحرب محتملة ضد كل من إيران وسورية، وذلك حسب مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية قالت إن الصراع مع حزب الله أدى إلى إعادة النظر في التفكير الاستراتيجي لإسرائيل، الذي أعطى كثيراً من الانتباه إلى المسلحين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وذلك بدلاً من البلدين الكبيرين اللذين يرعيان الإرهاب في المنطقة، واللذين يمثلان الخطر الأكبر لوجود إسرائيل، كما يقول بعض العاملون في مجال الدفاع في إسرائيل.
يقول مصدر عسكري إسرائيلي:
« إن تحدي إيران وسورية هو الآن على رأس أولويات الدفاع الإسرائيلية، وبقدر أعلى من التحدي الفلسطيني». وبعد حرب لبنان بفترة قصيرة تم تعيين الجنرال اليعازر شكيدي، قائد القوات الجوية، في منصب المسؤول عن الـ«جبهة الإيرانية»، وهو منصب جديد في قوات الدفاع الإسرائيليين، ووظيفته تتعلق بالقيام بقيادة أي ضربات محتملة ضد إيران وسورية.
وتعتقد المؤسسة العسكرية الدفاعية الإسرائيلية أن تتبع وتقصي إيران للبرنامج النووي معناه حرباً من غير الممكن تفاديها.
يقول مصدر داخلي في إسرائيل:
«في الماضي حضرنا لضربة محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية.. ولكن ثقة إيران المتزايدة بعد الحرب في لبنان معناها أنه يتوجب علينا الآن أن نحضر لحرب شاملة، والتي سوف تكون فيها سورية لاعباً هاماً..».
وقد تم تشكيل لواء مشاة جديد تحت اسم كفير (شبل الأسد)، والذي سوف يكون الأكبر في الجيش الإسرائيلي. ويقول المصدر العسكري: «إنه حل جزئي لتحدي ألوية الكوماندوز السورية، والتي تعتبر أفضل من قوات كوماندوز حزب الله..».
هناك اهتمام بالغ في إسرائيل حول التحالف العسكري الذي تم توقيعه بطهران في 15 حزيران بين إيران وسورية، والذي وصفه وزير الدفاع الإيراني باعتباره «جبهة مشتركة ضد التهديدات الإسرائيلية»، خاصة وأن إسرائيل لم يحدث أن حاربت ضد أكثر من جيش واحد منذ عام 1973م.
خلال الحرب في لبنان، حذر الإيراني علي أكبر مؤسس حزب الله قائلاً: «إذا هاجم الأمريكيون إيران، فإن إيران سوف تهاجم تل أبيب بالصواريخ».
واستناداً إلى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن، فإن كل من إيران وسورية تملكان صواريخ بالستية قادرة على تغطية معظم إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، هذا وقد تم الآن التوقع على ميزانية طوارئ من أجل بناء ملاجئ حديثة في إسرائيل.
يقول محلل عسكري بارز في شؤون الدفاع:
«إن عدم كفاءة وعدم فعالية جيش الدفاع الإسرائيلي في المواجهة ضد حزب الله قد زادت ثقة الإيرانيين بالنفس..».
وفي واشنطن، يعتقد الصقور العسكريين، بأن الضربة الجوية ضد المرافق النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض، سوف تظل بمثابة الإجراء الصحيح المباشر والواضح، برغم خطورتها، بدلاً من مطاردة وملاحقة مقاتلي حزب الله ومنصات إطلاق صواريخهم المتحركة في لبنان.
يقول ريتشارد بيرل، أحد كبار زعماء المحافظين الجدد:
«الأهداف الثابتة تكون مكشوفة ومتاحة تماماً لعملية القصف الدقيق الموجّه، وبقاذفات الشبح يكون نظام الدفاع الجوي المتين القوي بلا أهمية تذكر..».
مازال خيار الهجوم النهائي على الطاولة، بعد تحذير الرئيس جورج بوش في يوم الجمعة بأنه يتوجب عدم السماح لإيران بتطوير الأسلحة النووية.. في الوقت الذي تؤيد في وزارة الخارجية الأمريكية الدخول في اتصالات ومباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد أملاً في جعله ينفصل عن الحلف الإيراني، فإن صقور يعتقدون بأن إسرائيل قد ضيعت فرصة ذهبية بمهاجمة سورية خلال الصراع مع حزب الله.
يقول ريتشارد بيرل، أحد زعماء المحافظين الجدد:
«إذا نفذوا إجراءاً عملياً ضد سورية خلال العمليات الحربية الأخيرة، لكانت الحرب قد انتهت بشكل سريع وأفضل..». وأضاف ريتشارد بيرل قائلاً: «المعدات والتجهيزات العسكرية السورية كانت هدفاً سهل المنال، والقوة الجوية السورية كان من الممكن تدميرها وهي على الأرض خلال بضعة أيام..». وقد قرع الأسد أجراس الحذر والإنذار في إسرائيل، عندما قال خلال الحرب في لبنان: «إذا لم نحصل على مرتفعات الجولان المحتلة بالوسائل السلمية، فإن خيار المقاومة هو الذي سوف يحدث..».
خلال حرب 1973 العربية- الإسرائيلية، استطاع الجيش السوري بسرعة الاستيلاء على موقع استراتيجي إسرائيلي على قمة جبل حرمون في مرتفعات الجولان.
بعض المحللين الإسرائيليين، يعتقدون أن سورية سوف تحاول مرة ثانية الاستيلاء على هذا الموقع، والذي يطل على العاصمة السورية دمشق.
كنتيجة للتغيير في أولويات الدفاع، فقد أصبح يتوجب تخفيض وتقليل ميزانية القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة..
يقوم الإسرائيليون بدمج ثلاثة ألوية نخبة من التي كان أداؤها جيداً خلال حرب لبنان، وذلك ضمن قيادة واحدة موحدة، بحيث تعمل جنباً الى جنب مع عمليات عبور الحدود العميقة المستوى في إيران وسورية.
المدافعون عن المباحثات السياسية يعتقدون أن الحرب ضد سورية يمكن أن تطلق إرهاب الأصولية الإسلامية من عقاله وذلك ضمن ما ظل يشكل حتى اليوم استبداداً غاشماً ثابتاً ومستمراً.. وهناك بعض الأحداث في البنتاغون ماتزال غير مهتمة بهذه الحجة.
يقول مصدر إسرائيلي داخلي، عن العرب: «إذا تم دفع سورية إلى حالة الفوضى، فعلى الأقل سوف يهتمون ببعضهم البعض، بدلاً عن التحرك لمناطحة أورشليم..».
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
الكاتب:- عوزي ميحنايمي- تل أبيب
- سارا باكيستر- يويورك
المصدر: تايمز أون لاين (الأحد 3/9/2006)
إضافة تعليق جديد